والله تعالى أنزل آياتٍ في حق من أسرف على نفسه من عباده ليعلِّمهم بسعة كرمه، وعظيم رحمته، ويحثُّهم على التوبة والإنابة وسرعة العودة قبل أن يصطلمهم الموت ، أو يُحال بينهم وبين قلوبِهم، فلا يمكنهم ذلك؛ قال الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]، فهذه الآية الكريمة نزلتْ في شأن التَّائبين، فمن تاب من ذنوبه توبة نصوحًا، غفر الله له ذنوبه جميعًا. والله تعالى ليس فقط يستر على عبده التائب وإن يبدِّل سيئاتِه حسنات؛ قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الفرقان: 68 - 70].
هل العادة السریة من الكبائر؟ أم إنها من الذنوب التي يغفرها الله عز وجل، فالاستمناء من أسوأ العادات وأكثرها ضررًا، سواء على المرأة أو الرجل، لذا ومن خلال موقع جربها سوف نتعرف على حكم الدين الإسلامي في ذلك الأمر، بالإضافة إلى أننا سوف نعرف أضرار الاستمناء بشيء من التفصيل، وسوف نتناول سويًا الكبائر التي أشار الله إليها في محكم التنزيل، وذلك عبر السطور التالية. هل العادة السریة من الكبائر لا شك أن أمر الاستمناء من المحرمات، فهو قضاء الشهوة من خلال مداعبة العضو التناسلي للوصول إلى ذروة الشهوة من أجل حدوث القذف، وفي ذلك خروج عن الفطرة التي خلقنا الله عليها، فالعلاقة الحميمة التي شرعت للرجل أو المرأة، هي التي تتم من خلال الزواج على سنة الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. فقد قال المولى عز وجل في محكم التنزيل من خلال سورة المؤمنون الآية رقم 5: " والذين هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون". إلا أن ذلك لا يعني أنها من الكبائر، فعلى الرغم من أنها من المحرمات، إلا أن أشهر فقهاء الدين الإسلامي أجمعوا أن الكبائر معروفة، وأن العادة السرية ليست من ضمنها، إلا أنها من المحرمات التي يجب الامتناع عن ممارستها لما تلحقه بالشخص من ضرر.
[١٥] هل مشاهدة الأفلام الإباحية من الكبائر؟ إنَّ مشاهدة الأفلام الإباحية مرَّاتٍ عدة يعني الإصرار عليها مع العلم أنَّها من المحرمات، وذلك الفعل يعد من الكبائر ؛ لأنَّه لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار، وبيان إصراره أنَّه شاهدها مرَّاتٍ عدة بخلاف من شاهدها لمرةٍ واحدةٍ على سبيل الصدفة، وبذلك يكون ذنبه من الكبائر؛ لأنَّه أصرَّ على مخلافة أمر الحي القيوم. [١٦] وذهب بعض أئمة أهل العلم إلى أنَّه ليس في الذنوب صغيرة بل كل الذنوب كبيرة، وإنّما يقال لذلك الذنب أكبر من ذاك بالمقارنة بينهما، وذكر ابن عباس أنَّ كل ما يقال عنه معصية فهو كبيرة والظاهر عند بعض أهل العلم أنَّ مشاهدة الأفلام الإباحية من الكبائر لما قرره أهل العلم من أنَّ إطلاق النظر في المرأة الأجنبية بغرض الشهوة عند الخوف من الفتنة يعد كبيرة، فإذا كان النظر في الأجنبية كبيرة من الكبائر فإنَّ النظر إلى المقاطع الإباحية أولى بذلك، والله أعلى وأعلم. [١٧] هل مشاهدة الأفلام الإباحية تبطل الصلاة 40 يومًا؟ إنَّ مشاهدة الأفلام الإباحية من المحرمات ولا اختلاف في ذلك وهي معصيةٌ من المعاصي ، وقد يكون المذنب مصليًا ولا يقطع وقتًا من صلاته، فهل مشاهدة الأفلام الإباحية تبطل الصلاة؟ قال أهل العلم إنّها -أي مشاهدة الأفلام الإباحية- لا تبطل الصلاة، وتبقى الصلاة صحيحة حسب أحكام الصلاة، والله في ذلك هو أعلى وأعلم.
طاردة للشياطين من البيوت: سورة البقرة وآياتها تطرد الشياطين من البيوت عند سماعها لأن وقعها عليهم شديداً ودليل ذلك: • حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنْ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ) [5].
اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة »، قال معاوية بن سلام: "بلغني أن البطلة: السحرة" (رواه مسلم). وقوله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ سورة البقرة، توج بها تاجاً في الجنة » (رواه الدارمي)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثاً، وهم ذو عدد، فاستقرأهم، فاستقرأ كل رجل منهم ما معه من القرآن، فأتى على رجل منهم من أحدثهم سناً، فقال: « ما معك يا فلان؟ »، قال: "معي كذا وكذا، وسورة البقرة"، قال: « أمعك سورة البقرة؟ »، فقال: "نعم"، قال: « فاذهب، فأنت أميرهم » (رواه الترمذي، وقال: "حديث حسن")، وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: « لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة » (رواه الترمذي). وجاء في فضل آية الكرسي جملة أحاديث، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقد جاءه الشيطان يوماً، وفيه: إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم { اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة من الآية:255]» ، وقال له: "لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، وكانوا أحرص شيء على الخير"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « أما إنه قد صدقك، وهو كذوب » (رواه البخاري).
الثاني: أن نزول الملك كان بالبشرى والفضل وليس بالآيات. قال ابن العربي في "عارضة الأحوذي" (1/211):" قوله " وأعطي خواتيم سورة البقرة " ، وقد روى مسلم أنه نزل عليه ملك من السماء لم ينزل قط وأنبأ النبي عليه الصلاة والسلام أنه أعطى الآيتين من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه ، والأصل في ذلك أنه أوحى بهما الليلة ليلة الاسراء أصلا ، ونزل إليه الملك بهذه الفائدة في أنهما من قرأ بهما في ليلة كفتاه فتجتمع الفائدتان ". انتهى وهذا ما رجحه القرطبي أيضا في "الجامع لأحكام القرآن" (1/116). حول صحة حديث " من حفظ البقرة وآل عمران فشيخوه" - الإسلام سؤال وجواب. ومما سبق يتلخص ما يلي: أن خواتيم سورة البقرة آيات مدنية ، وأن إعطاء الله تعالى هذه الآيات لنبيه صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج ، يحتمل أنه أوحى بهما إليه بلا واسطة ، ثم نزلتا مرة أخرى في المدينة ، أو أن الله بشره بنزول هذه الآيات عليه ، ثم نزلتا حقيقة في المدينة ، وأما حديث ابن عباس فيحتمل أنه نزول بالآيات ، أو نزول بالفضل والثواب. والله أعلم.
جمعنا لكم أحاديث عن سورة البقرة ، تعد سورة البقرة اطول سورة في القرءان الكريم حيث يبلغ عدد أياتها 286 أيه قرأنية، ولها فضل عظيم عند الله – سبحانه وتعالى – فلذلك حث رسول الله سيدنا محمد (ص) على قراءتها باستمرار في عدد من الأحاديث النبوية الشريفة، فإليكم عدد من تلك الأحاديث:- أحاديث عن سورة البقرة:- قال النبي صلى الله عليه وسلم، كما في صحيح مسلم وغيره، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. وقال صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما. اقرؤوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة السحرة. رواه مسلم. "اقرءوا البقرة فإن أخذها بركة".. عن فضل سورة البقرة. وفي صحيح ابن حبان والحاكم وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلاً لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليالٍ. صححه الحاكم وحسنه الألباني. وعن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه.
قال المنذري: وهذا إسناد حسن بما تقدم، والله أعلم. وعن النّوّاس بن سمعان - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " يُؤتي بالقُرآن يوم القيامة وأهله الّذين كانُوا يعملُون به في الدُّنيا تقدُمُهُ سُورةُ البقرة وآل عمران ". وضرب لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أمثال ما نسيتُهن بعد، قال: "كأنّهُما غمامتان، أو ظُلّتان سوداوان بينهُما شرقٌ، أو كأنهما فرقان من طيرٍ صوافّ يُحاجّان عن صاحبهما". رواه مسلم، والترمذي، وقال: حديث حسن غريب. حديث الرسول عن سوره البقره وبركتها. ومعنى هذا الحديث عند أهل العلم: أنه يجيء ثوابُ قراءته، كذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث وما يشبهه من الأحاديث أنه يجيء ثوابُ قراءة القرآن، وفي حديث نواس - يعني هذا - ما يدل على ما فسروا، إذ قال: وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا، ففي هذا دلالة على أنه يجيء ثواب العمل. انتهى. "قوله بينهما شرق" هو - بفتح المعجمة، وقد تكسر، وبسكون الراء، بعدهما قاف - أي: بينهما فرق يضيء. وعن أبي ذرٍّ - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إنّ الله ختم سُورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الّذين تحت العرشٍ فتعلّوهُنّ وعلّمُوهُنّ نساءكُم وأبناءكُم، فإنّهُما صلاةٌ وقُرآنٌ ودُعاءٌ ".
عَنْ أَبي عبدِ الله حُذيفةَ بنِ اليمان، رضي اللهُ عنهما قال: صَلَّيتُ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذاتَ ليلةٍ، فافتتح البقرةَ، فقلتُ يركعُ عند المائة، ثم مضَى فقلتُ يصلِّي بها في ركعةٍ، فمَضَى، فقلتُ يركعُ بها، ثم افتتح النساءَ: فقرأها، ثمَّ افتتحَ آل عمرانَ فقرأها، يقرأُ مترسلًا، إذا مرَّ بآيةٍ فيها تسبيحٌ سبَّحَ، وإذا مرَّ بسؤالٍ سألَ، وإذا مرَّ بتعوذٍ تعوَّذَ، ثم ركع فجعلَ يقولُ: « سبحانَ ربي العظيم» فكان ركوعه نحوًا من قيامه، ثم قال: «سمع اللهُ لمن حمِدَه، ربنا ولك الحمد» ثم قام قيامًا قريبًا مما ركع، ثم سجد فقال: «سبحان ربي الأعلى» فكان سجوده قريبًا من قيامه. رواه مسلم.
فهنيئاً لمن لازم قراءة هذه السورة العظيمة عن إيمان صادق، ويقين جازم، وهو جديرٌ بأن يزيل الله عنه البأس، ويصرف عنه الضرّ، ويجعله في حصن حصين، ولا يصل إليه الساحر المهين، وأنْعِم به ثواباً وأجراً.