عن النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: «تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم يكون ملكا عضوضا، أو عاضا (وراثيا)، ثم يرفعه الله إذا شاء أن يرفعه، ثم يكون ملكا جبريا، ثم يرفعه الله إذا شاء أن يرفعه، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. » مقتله [ عدل] بعد وفاة يزيد بن معاوية بايع النعمان لإبن الزبير فتنكر له أهل حمص ، فخرج هاربًا فتبعه خالد بن خلي الكلاعي فقتله سنة خمس وستين للهجرة. [ بحاجة لمصدر] مراجع [ عدل] ^ البداية والنهاية [ جزء 8 - صفحة 244] ^ طبقات فحول الشعراء [ جزء 2 - صفحة 463] ^ البداية والنهاية [ جزء 8 - صفحة 245] ^ تاريخ الطبري [ جزء 3 - صفحة 351] ^ د. مصطفى محمد الفار، النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري، مجلة الفرقان، الأردن، رقم الإصدار 40، مايو 2005 ^ كنز العمال [ جزء 16 - صفحة 820]
أحاديث النعمان بن بشير كان النعمان من رواة الأحاديث الشريفة وقد ضم الصحيحين خمسة أحاديث رواها النعمان وهما كالأتي: عن النعمان بن بشير قال: بينما رسول الله (ﷺ) في مسير له إذ خفق رجل على راحلته فأخذ رجل من كنانته سهما فانتبه الرجل مذعورا فقال النبي ﷺ: «لا يحل لمسلم أن يروع مسلما». عن النعمان بن بشير أن أباه نحله غلاما وأنه أتى النبي ﷺ ليشهده فقال: أكل ولدك نحلته مثل هذا؟ قال: لا قال: فاردده. [6] عن الشعبي قال سمعت النعمان بن بشير يقول سمعت رسول الله (ﷺ) يقول وأومأ النعمان بإصبعيه إلى أذنيه إن الحلال بين والحرام بين وبين ذلك مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى المشتبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في المشتبهات وقع في الحرام كراع يرعى حول الحمى أوشك أن يقع فيه ألا إن لكل ملك حمى وإن حمى الله محارمه. عن النعمان بن بشير – رضي الله عنهما – عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا نصيبنا خرقا، ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم ومارأرادو هَلْكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا».
ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله تعالى محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد، ألا وهي القلب». رواه البخاري ومسلم. وقال أبو مسهر: كان النعمان بن بشير على حمص عاملا لابن الزبير، فلما تملك مروان خرج النعمان هاربا فاتبعه خالد بن خلي الكلاعي فقتله. قال أبو عبيدة وغير واحد: في هذه السنة. وقد روى محمد بن سعد بأسانيده أن معاوية تزوج امرأة جميلة جدا، فبعث إحدى امرأتيه - قيسون أو فاختة - لتنظر إليها، فلما رأتها أعجبتها جدا، ثم رجعت إليه فقال: كيف رأيتيها؟ قالت: بديعة الجمال، غير أني رأيت تحت سرتها خالا أسود، وإني أحسب أن زوجها يقتل ويلقى رأسه في حجرها. فطلقها معاوية وتزوجها النعمان بن بشير، فلما قتل أتي برأسه فألقي في حجرها، سنة خمس وستين. وقال سليمان بن زير: قتل بسلمية سنة ست وخمسين. وقال غيره: سنة خمس وستين. وقيل: سنة ستين والصحيح ما ذكرناه.
أيها المؤمنون: نعيش هذه الأيام في العشر الأواخر من شهر رمضان خير الليالي وأعظمها وأشرفها وأبركها، خصَّها الله -عز وجل- بخصائص عظيمة، وميزات كريمة؛ فهي خير ليالي السنة وأعظمها وأجلّها، وقيل هي المعنيَّة بذلك القسم العظيم الشريف في قول الله -جل في علاه-: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) [ الفجر: 1 – 2]، وقيل المراد: العشر الأول من ذي الحجة ، وكلاهما عشرٌ معظمات جليلات لها مكانتها وقدرها، قال أبو عثمان النهدي -رحمه الله تعالى-: "كانوا -أي السلف- يعظِّمون ثلاث عشرات: العشر الأول من المحرم، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأواخر من رمضان". أيها المؤمنون: جديرٌ بالمؤمن وقد أكرمه الله -عز وجل- بإدراك هذه العشر مع فخامتها وعظم شأنها أن يغتنم خيراتها وبركاتها، وأن يُري الله -سبحانه وتعالى- من نفسه خيرا. أيها المؤمنون: وقد كان من هدي نبينا -عليه الصلاة والسلام- أن يجتهد في هذه العشر المباركات ما لا يجتهد في غيرها، ففي الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ"، وفي صحيح مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ".
أخوة الإيمان: إن إعجاز حادثة الإسراء والمعراج التي وقعت للنبي صلى الله عليه وسلم تتلخصُ في ما يلي: أولا: انتقالُ النبي ﷺ من البيت الحرام إلى بيت المقدس وقطعُ هذه المسافة في جزء من الليل بواسطة البُرَاقِ سَخَّرَهُ الله تعالى لعبده ﷺ ، في وقت كان الانتقال من بلد إلى بلد آخر بعيدٍ عنه يحتاج أياما وشهورا، ويشهد لهذا قول الله تعالى في سورة الإسراء: " سُبْحَٰنَ اَ۬لذِےٓ أَسْر۪يٰ بِعَبْدِهِۦ لَيْلاٗ مِّنَ اَ۬لْمَسْجِدِ اِ۬لْحَرَامِ إِلَي اَ۬لْمَسْجِدِ اِ۬لَاقْصَا اَ۬لذِے بَٰرَكْنَا حَوْلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنَ اٰيَٰتِنَآۖ إِنَّهُۥ هُوَ اَ۬لسَّمِيعُ اُ۬لْبَصِيرُۖ (1)".
بلى والله قد آنَ لَها أنْ تلين، وآنَ لَها أنْ تخشع، وآنَ لَها أنْ تتوب، وآنَ لَها أنْ تترُك التسويف وطول الأمل، وآنَ لَها أنْ تكون مِن الأوَّاهين المُنيبين. وقد ثبت عن نافع مولى ابن عمر ــ رحمه الله ــ أنَّه قال: (( كانَ عبدُ الله بن عمرَ ــ رضي الله عنه ــ إذا قرأً هذهِ الآيةِ: { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} بَكَى حتى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ البُكاءُ، ويقولُ: بلَى يَا رَبِّ)). أينَ مَن جَمع المال لنفسه وبنيه ونمَّاه، أين مَن افتخرَ على أقرانه بقوته وشبابه وذكائه وتفوقه وجماله وبَاهَى؟ أين مَن تمتَّع بلذَّاته وأيَّامه وتَوانَى؟ أمَا تَرون القبرَ قد حواه، والتراب قد أكله وأبلاه، ولم يَبق إلا ما قدّمت يداه، { يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ}{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}. وصحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلاَ يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، وَلَوْ بِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ)).
وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ » أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم الخطبة الثانية ( الحكمة من الابتلاء) ومن فوائد الابتلاء وحكمته: أن الابتلاء وسيلة للتمكين في الأرض: قيل للشافعي رحمه اللّه يا أبا عبد اللّه، أيهما أفضل للرجل أن يمكّن أو يبتلى؟ ، فقال الشافعي: "لا يمكّن حتى يبتلى، فإنّ اللّه تعالى ابتلى نوحًا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدًا صلوات اللّه عليهم أجمعين فلما صبروا (على الابتلاء) مكّنهم" ،فلن يمكن المسلمون في الأرض إلا بعد أن يبتلوا ، ليميز الله الخبيث من الطيب ، والصادق من الكاذب.