قال: ثنا الحسن ، قال: ثني خالد بن عبد الله ، عن المسعودي ، عن أبي سنان ، عن رجل من قومه ، عن علي رضي الله عنه قال: الخشوع في القلب ، وأن تلين للمرء المسلم كنفك ، ولا تلتفت. قال: ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال: قال عطاء بن أبي رباح ، في قوله: ( الذين هم في صلاتهم خاشعون) قال: التخشع في الصلاة. وقال لي غير عطاء: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام في الصلاة نظر عن يمينه ويساره ووجاهه ، حتى نزلت: ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون) فما رئي بعد ذلك ينظر إلا إلى الأرض. وقال آخرون: عنى به الخوف في هذا الموضع. الباحث القرآني. حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الحسن: ( الذين هم في صلاتهم خاشعون) قال: خائفون. حدثنا الحسن بن يحيى ، قال: أخبرنا عبد الرزاق ، قال: أخبرنا معمر ، في قوله: ( الذين هم في صلاتهم خاشعون) قال الحسن: خائفون. وقال قتادة: الخشوع في القلب. حدثني علي ، قال: ثنا عبد الله ، قال: ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس في قوله: ( الذين هم في صلاتهم خاشعون) يقول: خائفون ساكنون. وقد بينا فيما مضى قبل من كتابنا أن الخشوع التذلل والخضوع بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
[ ص: 7] بسم الله الرحمن الرحيم القول في تأويل قوله جل ثناؤه: ( قد أفلح المؤمنون ( 1) الذين هم في صلاتهم خاشعون ( 2) والذين هم عن اللغو معرضون ( 3)) قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: ( قد أفلح المؤمنون) قد أدرك الذين صدقوا الله ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ، وأقروا بما جاءهم به من عند الله ، وعملوا بما دعاهم إليه مما سمى في هذه الآيات ، الخلود في جنات ربهم وفازوا بطلبتهم لديه. كما حدثنا الحسن بن يحيى ، قال: أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله: ( قد أفلح المؤمنون) ثم قال: قال كعب: لم يخلق الله بيده إلا ثلاثة: خلق آدم بيده ، وكتب التوراة بيده ، وغرس جنة عدن بيده ، ثم قال لها: تكلمي! فقالت: ( قد أفلح المؤمنون) لما علمت فيها من الكرامة. الخشوع في الصلاة (الذين هم في صلاتهم خاشعون). حدثنا سهل بن موسى الرازي ، قال: ثنا يحيى بن الضريس ، عن عمرو بن أبي قيس ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن مجاهد ، قال: لما غرس الله تبارك وتعالى الجنة ، نظر إليها فقال: ( قد أفلح المؤمنون). قال: ثنا حفص بن عمر ، عن أبي خلدة ، عن أبي العالية ، قال: لما خلق الله الجنة قال: ( قد أفلح المؤمنون) فأنزل به قرآنا. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا جبير ، عن عطاء ، عن ميسرة ، قال: " لم يخلق الله شيئا بيده غير أربعة أشياء: خلق آدم بيده ، وكتب الألواح بيده ، والتوراة بيده ، وغرس عدنا بيده ، ثم قال: ( قد أفلح المؤمنون) ".
بالخشوع الحق، يكون المصلون مخبتين لربهم، منكسرين لعظمته خاضعين لكبريائه، خاشعين لجلاله: ( إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ) [الأنبياء:90]. ولتعلموا -رحمكم الله- أن الخشوع يتفاوت في القلوب بحسب تفاوت معرفتها لمن خشعت له، وبحسب مشاهدة القلوب للصفات المقتضية للخشوع. وبمقدار هذا التفاوت يكون تفاضل الناس، في القبول والثواب، وفي رفع الدرجات، وحط السيئات. قد أفلح المؤمنون - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. عن عبد الله الصنابحي -رضي الله عنه- قال: أشهد أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: " خمس صلوات افترضهن الله تعالى، من أحسن وضوءهن، وصلاهن لوقتهن، وأتم ركوعهن وخشوعهن؛ كان له على الله عهدٌ أن يغفر له، ومن لم يفعل فليس له على الله عهد؛ إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه ". وفي خبر آخر عنه -صلى الله عليه وسلم- أخرجه مسلم وغيره قال: " ما من امرئٍ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فأحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله ". وعن عثمان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "... من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدِّث فيهما نفسه بشيء؛ غفر له ما تقدم من ذنبه ".
فاتقوا الله - رحمكم الله- واحفظوا صلاتكم، وحافظوا عليها، واستعيذوا بالله من قلب لا يخشع، فقد كان من دعاء نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم: " اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها ". أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ( وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ) [البقرة:45، 46]. الخطبة الثانية: الحمد لله المتفرد بالعظمة والجلال، المتفضل على خلقه بجزيل النوال. أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وهو الكبير المتعال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، الداعي إلى الحق، والمنقذ بإذن ربه من الضلال، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه خير صحبٍ وآلٍ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل. أما بعد: أيها المسلمون: يذكر أهل العلم وجوهاً عدة، يتبين فيها حضور القلب، ويتحقق فيها حال الخشوع، وحقيقة التعبد. من هذه الوجوه: الاجتهاد في تفريغ القلب للعبادة، والانصراف عما سواها، ويقوى ذلك ويضعف بحسب قوة الإيمان بالله واليوم الآخر، والوعد والوعيد. ومنها: التفهم والتدبر لما تشتمل عليه الصلاة من قراءة وذكر ومناجاة؛ لأن حضور القلب والتخشع والسكون من غير فهم للمعاني لا يحقق المقصود.
تزكية الأنفس: وتزكية الأنفس يكون بأداء الزكاة المفروضة، فأداء الزكاة يطهر النفس من الأخلاق الرديئة ويهذبها ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 103]. وتزكية الأنفس يكون أيضًا بترك أدناس الأخلاق ومساوئ الأعمال التي تزكو النفس بتركها وتجنُّبها. حفظ الفرج من الحرام: فالمؤمنون قد حفظوا فروجهم من الحرام، فلا يقعون فيما نهاهم الله عنه من زنا أو لواط، ولا يقربون سوى أزواجهم التي أحلَّها الله لهم، وما ملكت أيمانهم من السراري، ومن تعاطى ما أحله الله له، فلا لوم عليه ولا حرج، لهذا قال: ﴿ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ ﴾ [المؤمنون: 6، 7]؛ أي: غير الأزواج والإماء، ﴿ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾ [المؤمنون: 7]؛ أي: المعتدون. ومن تمام حفظها تجنُّب ما يدعو إلى ذلك، كالنظر واللمس ونحوهما، وقد استدل الإمام الشافعي رحمه الله ومن وافقه على تحريم الاستمناء باليد بهذه الآية الكريمة: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ﴾ [المؤمنون: 5، 6]، قال: فهذا الصنيع خارج عن هذين القسمين، وقد قال: ﴿ مَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾ [المؤمنون: 7].
وقرأ ابن كثير بالإفراد. والأمانة ما يؤتمنون عليه ، والعهد ما يعاهدون عليه من جهة الله سبحانه أو جهة عباده ، وقد جمع العهد والأمانة كل ما يتحمله الإنسان من أمر الدين والدنيا ، والأمانة أعم من العهد ، فكل عهد أمانة ، ومعنى راعون: حافظون. والذين هم على صلواتهم يحافظون قرأ الجمهور ( صلواتهم) بالجمع. وقرأ حمزة والكسائي ( صلاتهم) بالإفراد ، ومن قرأ بالإفراد فقد أراد اسم الجنس وهو في معنى الجمع والمحافظة على الصلاة إقامتها والمحافظة عليها في أوقاتها وإتمام ركوعها وسجودها وقراءتها والمشروع من أذكارها. ثم مدح سبحانه هؤلاء فقال: أولئك هم الوارثون أي الأحقاء بأن يسموا بهذا الاسم دون غيرهم. ثم بين الموروث بقوله: الذين يرثون الفردوس وهو أوسط الجنة ، كما صح تفسيره بذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -. والمعنى: أن من عمل بما ذكر في هذه الآيات فهو الوارث الذي يرث من الجنة ذلك المكان ، وفيه استعارة لاستحقاقهم الفردوس بأعمالهم. وقيل: المعنى: أنهم يرثون من الكفار منازلهم حيث فرقوها على أنفسهم ؛ لأنه سبحانه خلق لكل إنسان منزلا في الجنة ومنزلا في النار. ولفظ الفردوس لغة رومية معربة ، وقيل: فارسية ، وقيل: حبشية ، وقيل: هي عربية ، وجملة هم فيها خالدون في محل نصب على الحال المقدرة ، أو مستأنفة لا محل لها ، ومعنى الخلود أنهم يدومون فيها لا يخرجون منها ولا يموتون فيها ، وتأنيث الضمير مع أنه راجع إلى الفردوس ؛ لأنه بمعنى الجنة.
الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، أحمده حمد الذاكرين الشاكرين، وأصلي وأسلِّم على المبعوث على رحمة للعالمين، سيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله ومن والاه، أما بعد: فقد علِمنا من خلال ما سمعنا أن الإيمان الحق بالله تعالى من أعظم أسباب وراثة الجنة، وهذا ما سنتحدث عنه في العنصر الثالث والأخير. ثالثًا: لا تدخل الجنة إلا نفس مؤمنة: نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ولا يدخل الجنة إلا نفسٌ مؤمنة" [5]. عباد الله، نلحظ في ختام تلك الآيات أن الله تعالى بعد ذكر صفات عباده المؤمنين، بيَّن أن هؤلاء هم الوارثون للفردوس الأعلى من الجنة، فقال: ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 11]. والفردوس هو أعلى الجنة، فقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة، ومنه تفجر أنهار الجنة، وفوقه عرش الرحمن"؛ (البخاري في صحيحه برقم (2790). ونلحظ هنا أن الله سبحانه وتعالى عبَّر عن فوز المؤمنين بالجنة بالوراثة لها، فما سر ذلك؟ والجواب يظهر لنا من خلال هذا الحديث الجميل الرقيق الذي ربما نسمعه أول مرة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا وله منزلان: منزل في الجنة ومنزل في النار، فإن مات فدخل النار ورث أهل الجنة منزلَه، فذلك قوله: ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ﴾ [المؤمنون: 10]؛ (صحيح، رواه ابن ماجه في السنن برقم (4341).
ما الذي يجب أن يقوم بة الباحث بعد صياغة الفرضية – المحيط التعليمي المحيط التعليمي » حلول دراسية » ما الذي يجب أن يقوم بة الباحث بعد صياغة الفرضية بواسطة: محمد الوزير 10 سبتمبر، 2020 11:38 م ما الذي يجب أن يقوم بة الباحث بعد صياغة الفرضية, كما هو معروف أن الباحث العلمي يقوم بالعديد من الخطوات المختلفة والتي تعرف في كتاب العلوم بالمنهج العلمي, وهو من المنهاج العلمي المهمة والتي تستخدم بشكل خاص عند البحث في نظرية معينة, وعندما يريد العالم التوصل إلى استنتاج معين. ما الذي يجب أن يقوم بة الباحث بعد صياغة الفرضية؟ سؤال جديد من أسئلة المناهج التعليمية نقدمه لكم أحبتي المتابعين, حتى نبين لكم الإجابة الصحيحة التي يحتويها السؤال. والإجابة الصحيحة التي يحتويها هذا السؤال نضعه في متناول أيديكم فهي عبارة عن الشكل الآتي/ جمع المعلومات ( المادة العلمية).
في مقالتنا "ما الذي يجب على الباحث فعله بعد صياغة الفرضية؟" ، تعرفنا على الطريقة الصحيحة والخطوة التالية في البحث العلمي بعد أن يصوغ الباحث الفرضية في البحث ، فهذه الخطوة هي إحدى الخطوات الأساسية المهمة في البحث الذي يجب على الباحث توخي الحذر بشأن توفره بشكل صحيح في البحث الذي يقوم به..