هكذا أراد القرآن العظيم أن تكون العلاقة بين الزوجين، علاقة نَقِيَّة لا تشوبها شائبة، ولا يعتريها ما يفسدها أو يُعَكِّر صفوها، فحري بالأزواج أن يستشعروا هذه المعاني السامية التي حَضَّ عليها القرآن العظيم. الهوامش: 1. رواه مسلم في كتاب النكاح، باب تَحْرِيمِ إِفْشَاءِ سِرِّ الْمَرْأَةِ، رقم: 1437. 2. ذكر بعض المفسرين هذا المعنى، ينظر: «تفسير الرازي»، ج5 ص115. «في ظلال القرآن»، ج1 ص175. 3. رواه مسلم في كتاب النكاح، باب ندب من رأى امرأة فوقعت في نفسه إلى أن يأتي امرأته أو جاريته فليواقعه، رقم: 1403. { هن لباس لكم وأنتم لباس لهن }. 4. رواه مسلم في كتاب البر والصلة والأدب، باب الأرواح جنود مجندة، رقم: 2638. 5. دروزة، محمد عزت، «التفسير الحديث»، ج7 ص286.
أعلنت وزارة الأوقاف عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" صدور أحدث مؤلفاتها وهو كتاب بعنوان "المرأة ودورها في الدولة الوطنية"، بتقديم ومشاركة الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف. وقالت الوزارة إن الكتاب يبين أن ديننا الحنيف أولى المرأة اهتمامًا خاصًا: أمًّا ، وبنتًا ، وأختًا، وصونًا للرجل في معترك الحياة، وأنه لم يبخسها، بل قد خلصها من ظلم الجاهلية ووفاها حقها كاملا غير منقوص، كما يلقى الكتاب الضوء على دور المرأة في بناء الدولة الوطنية وأهمية مشاركتها في الحياة السياسية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية والثقافية باعتبارها نصف المجتمع وأحد مكوناته ولبنات بنائه. وأوضحت وزارة الأوقاف، أن الكتاب يتضمن عدة أبحاث حول الشخصية القانونية للمرأة وتكريم الإسلام لها، مع ذكر نماذج رائعة لنساء مصريات ممن ذكرهن القرآن الكريم، فضلاً عن دور المرأة في بناء الوطن.
وتابع جمعة،: "ولم يبخس الإسـلام أيًّا من الطـرفين حقَّـه ، فقـال سبحانه: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ)، وقال سبحانه: (مَنْ عَمِلَ صَالِـحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)، بل أكد نبينا (صلى الله عليه وسلم) على إكرام الأنثى وعدم الجور على أي من حقوقها، فقال (صلى الله عليه وسلم): "مَن كانت له أُنثى فلم يَئِدْها ، ولم يُهِنْها ، ولم يُؤثِرْ ولَدَه عليها أدخَلَه اللهُ الجَنَّةَ". وقد خص الإسلام الأم بمزيد من الرعاية والتكريم ، حيث يقول الحق (عز وجل): (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا)، وعندما سئل نبينا (صلى الله عليه وسلم): من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: "أبوك".
والرفث مقدمات المباشرة أو هو المباشرة ذاتها، وكلاهما مقصود هنا ومباح، ولكن القرآن الكريم لا يمر على هذا المعنى دون لمسة حانية رفافة تمنح العلاقة الزوجية شفافية ورفقا ونداوة.. وتنأى بها عن غلظ المعنى الحيواني وعرامته، وتوقظ معنى الستر في تيسير هذه العلاقة. والحاصل أن التعبير القرآني: [ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ] يشمل المعاني التي أشار إليها المفسرون وزيادة، فهو يشمل القرب والملاصقة والستر والتجميل والغطاء والمتعة والوقاء من الحر والبرد، ويرتفع بمشاعر الإنسان عن المستوى البهيمي في الوقت الذي يلبي فيه متطلبات جسده، فكلا الزوجين بهذا المعنى لصاحبه. والله أعلم.
وكذلك يرى شيخ الإسلام أن التراجع عن تعليق الطلاق جائز وعلى ذلك فإنه إذا تراجع فلا تلزمه كفارة يمين وليس في ذلك خرقا للإجماع، وإنما يخالف الجمهور، قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله: مسألة: إذا علق طلاق امرأته على شرط، فهل له أن ينقضه قبل وقوع الشرط أو لا؟ مثاله: أن يقول لزوجته: إن ذهبتِ إلى بيت أهلك فأنت طالق، يريد الطلاق لا اليمين، ثم بدا له أن يتنازل عن هذا، فهل له أن يتنازل أو لا؟ الجمهور يقولون: لا يمكن أن يتنازل، لأنه أخرج الطلاق مِنْ فِيهِ على هذا الشرط، فلزم كما لو كان الطلاق منجزاً، وشيخ الإسلام يقول: إن هذا حق له فإذا أسقطه فلا حرج. وأما جواز الأخذ بهذا القول لمريض الوسواس القهري، فقد سبق أن بينا أن الطلاق الذي يقع من الموسوس بسبب الوسوسة غير واقع، وأما ما يقع منه باختياره فإنه يعمل فيه بما يطمئن إليه قلبه، فإن استفتى فيه من يثق بفتواه عمل بها، ولا يلزم الزوج أن يخبر المرأة بتراجعه عن التعليق. والله أعلم.
تاريخ النشر: الإثنين 21 محرم 1432 هـ - 27-12-2010 م التقييم: رقم الفتوى: 145759 25254 0 381 السؤال خطيب صديقتي العاقد عليها حلف يمينا أن لا يسلم على أخيها عند الزفاف وحلف ـ أيضا ـ يمين طلاق بعد الزواج في حال فتحت صديقتي لأخيها الباب في حال أراد زيارتها بسبب حدوث خلافات بينهما، فما هو الحل ليتراجع خطيبها عن هذا الحلف؟ وما هي الطريقة للتحسين بينهما؟. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن كان القصد أن زوج صديقك قد حلف عليها بالطلاق أن لا تفتح الباب لأخيها إذا أراد زيارتها، ثم أراد التراجع عن هذا الحلف، فالجواب أن جمهور أهل العلم على أن الطلاق المعلق لا يمكن التراجع عنه قبل حصول المعلق عليه خلافا لشيخ الإسلام ابن تيمية القائل بإمكانية التراجع عنه إذا قصد الزوج الطلاق. جاء في الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى: إذا علق طلاق امرأته على شرط، فهل له أن ينقضه قبل وقوع الشرط أو لا؟ مثاله: أن يقول لزوجته: إن ذهبتِ إلى بيت أهلك فأنت طالق يريد الطلاق لا اليمين، ثم بدا له أن يتنازل عن هذا، فهل له أن يتنازل أو لا؟ الجمهور يقولون: لا يمكن أن يتنازل، لأنه أخرج الطلاق مِنْ فِيهِ على هذا الشرط، فلزم، كما لو كان الطلاق منجزاً، وشيخ الإسلام يقول: إن هذا حق له، فإذا أسقطه فلا حرج لأن الإنسان قد يبدو له أن ذهاب امرأته إلى أهلها يفسدها عليه فيقول لها: إن ذهبت إلى أهلك فأنت طالق ثم يتراجع ويسقط هذا.
تعليق الطلاق على شرط والرجوع عنه تباينت اراء الفقهاء والعلماء في حكم الطلاق المعلق على شرط، حيث جاء جمهور الفقهاء الأربعة بالقول فيما يتعلق بحكم الطلاق المعلق على شرط بأن هذا الطلاق يكون حاصلاً اذا حصل من الزوجة ما علق عليه الطلاق، بحيث لا يكون هذا النوع محتاجاً لنية الزوج المطلق، ومن ضمن الأمثلة على هذا الأمر قول الزوج لزوجته: "إن ذهبت إلى بيت أهلك بدون إذني فأنت طالق"، وفي هذه الحالة تكون المرأة مطلقة في حال ذهبت لبيت أهلها، وهذا لكونها قامت بالفعل الذي نهاها عنه الزوج.