قال: قُلتُ: واللهِ إنْ أمَرتَني بقَتلِه لأقتُلَنَّه، قال: ثَكِلَتكَ أُمُّكَ أبا بَرْزةَ؛ إنَّها لم تَكُنْ لأحَدٍ بعدَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. [5] وفي حديث صحيح آخر "صَلَّيْتُ خَلْفَ شيخٍ بمَكَّةَ، فَكَبَّرَ ثِنْتَيْنِ وعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً، فَقُلتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إنَّه أحْمَقُ، فَقالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ سُنَّةُ أبِي القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ". [6] إلى هُنا نكون قد وصلنا معكم إلى نِهاية هذا المقال الّذي أجبنا فيه عن ما معنى ثكلتك امك في معجم المعاني الجامع، ومن ثمّ تنقّلنا ضمن تلك السطور في الحديث عن حكم قول ثَكلتكَ أمّك، بالإضافة إلى بعض الأحاديث النّبويّة التي جاء في ذكرها عبارة ثّكلتك أمّك.
أدهم شرقاوي [email protected] كان السَّيرُ معه غنيمة، وكان الصحابة لا يُفرِّطون بالغنائم، ويا لحظِّ مُعاذ بن جبل حين سار معه يوماً فقال له: يا رسول الله أخبرني بعملٍ يُدخلني الجنَّة ويُباعدني من النار! فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: لقد سألتَ عن عظيم، وإنه ليسير على من يسَّره الله عليه: تعبدُ الله ولا تُشركُ به شيئاً، وتُقيم الصلاة، وتُؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحجَّ البيت! ثم قال لمُعاذ: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جُنَّة، والصَّدقة تُطفئ الخطيئة كما يُطفئُ الماءُ النارَ، وصلاةُ الرجل من جوف الليل، ثم تلا «تتجافى جنوبهم عن المضاجع…» ثم قال لمُعاذ: ألا أُخبرك برأس الأمر كله، وعموده وذروة سنامه؟ فقال مُعاذ: بلى يا رسول الله! فأخذَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بلسانه وقال: كُفَّ عليكَ هذا! ثكلتك أمك يا معاذ ،. فقال له مُعاذ: يا نبيَّ الله وإنا لمُؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال له: ثكلتكَ أمكَ يا معاذ، وهل يكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟! هذا اللسان ليسَ فيه عظم ولكنه يكسِرُ العظم! كم شخصٍ لم ينمْ ليلةً بسبب كلمةٍ جارحةٍ قالها له أحدهم ربما على سبيل التندُّر، فانفضَّ المجلس، وبقيتْ تلك الكلمة مغروزة كالسكين في قلبه!
غريب الحديث: ◙ الصوم جُنَّة: أي يقي صاحبه ما يؤذيه من الشهوات، وقيل: وقاية من النار. ◙ الصدقة تطفئ الخطيئة: أي تطفئ أثر الخطيئة فلا يبقى لها أثر. ◙ جوف الليل: وسطه. ◙ تتجافى: تتنحى وتبتعد. ◙ عن المضاجع: مواضع النوم. ثكلتك أمك يا معاذ. ◙ ذروة سنامه: ذروة كل شيء: أعلاه. ◙ مِلاك: ملاك الشيء - بكسر الميم - مقصوده. ◙ ثكلتك أمك: فقدتك. ◙ يكب: يلقي. ◙ حصائد ألسنتهم: الحصاد في الأصل: قطع الزرع، والمراد هنا: ما يقتطعونه من الكلام الذي لا خير فيه. شرح الحديث: ((أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار))؛ أي: أرشدني إلى عمل شامل جامع لأعمال القلب واللسان والجوارح، بحيث لو تمسكت به وسرت عليه يكون سببًا في دخولي الجنة وبُعدي عن النار. فائدة: لو قال قائل: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لن يدخل الجنة أحدٌ منكم بعمله)) [5]. فالجواب: قال ابن رجب رحمه الله: فالمراد - والله أعلم - أن العمل نفسه لا يستحق به أحدٌ الجنة، لولا أن الله عز وجل جعله بفضله ورحمته سببًا لذلك، والعمل نفسه من فضل الله ورحمته على عبده، فالجنة وأسبابها كل من فضل الله ورحمته؛ اهـ [6].
يكب الناس يلقي الناس في النار. حصائد ألسنتهم أي ما تكلمت به ألسنتهم من الإثم. فوائد مستنبطة من الحديث: 1- شدة حرص الصحابة وسؤالهم المتتابع عن طريق الجنة. 2- الأعمال الصالحة سبب لدخول الجنة وأن دخولها مترتب على أركان الإسلام الخمسة. 3- أسباب دخول الجنة يسيرة لكن على من يسرها الله عليه فادع الله بالتيسير. (وأنه ليسير على من يسره الله عليه) 4- فضل الصيام في الوقاية من النار، والصدقة في ذهاب الخطايا، وفضل قيام الليل والصلاة والدعاء. 5- أهمية العناية برأس الأمر وهو الإسلام فهو رأس ماله في الدنيا والآخرة. 6- أهمية الصلاة فهي عمود الدين، والدين يسقط بلا عمود. 7- أهمية وشرف الجهاد في سبيل الله وأنه أعلى شعائر الدين. 8- خطورة اللسان وأنه يورد المهالك. 9- حسن تعليم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالقول والفعل وكذلك التدرج في بيان الأهم فالأهم (فأخذ بلسانه.. ). 10- حرص الصحابة على التعلم وإزالة كل إشكال. (وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به.. ). 11- جواز إطلاق الكلمات والأقوال الدارجة على اللسان والتي مشتهرة عند العرب وهي في ظاهرها مذمومة لكن ظاهرها غير مراد: (ثكلتك أمك.. ). قواعد مستنبطة من الحديث: 1- قاعدة في الفوز والنجاة: الدين والتمسك به يسير لمن وفقه الله للتيسير.
والصدقة تمحو أثر الخطيئة إن كانت من الصغائر بحق الله عز وجل، أما الكبيرة فلا يمحوها إلا التوبة، وأما حق الآدمي فلا يمحوه إلا رضا صاحبه. ((كما يطفئ الماء النار)) كما أن إطفاء الماء للنار لا يبقي من النار شيئًا، كذلك الصدقة لا تبقي من الذنوب شيئًا. ((وصلاة الرجل في جوف الليل))؛ أي: وسطه أو آخره؛ إذ في الحديث: ((أي الدعاء أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر)) [8] ، والمعنى: أن صلاة الرجل في الليل من أبواب البر، وأنها تطفئ الخطيئة أيضًا كالصدقة، وإنما خص الرَّجل بالذِّكر؛ لأن السائل ذَكَر، وإلا فمِثلُه المرأةُ. ((ثم تلا: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ﴾[السجدة: 16])) شاهد لما قال، من أن الصلاة من جوف الليل من أبواب الخير؛ لأنه رتب عليها ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17]، ولأن صلاة الليل هي دأب الصالحين من قبلنا، وشعارهم. ((ثم قال))؛ أي: النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله))؛ أي: دلني وأخبرني. ((قال: رأس الأمر: الإسلام))، وقد ورد تفسير هذا في حديث معاذ الذي رواه الإمام أحمد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن رأس هذا الأمر أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله))؛ أي: إن رأس الدين الذي بعث به صلى الله عليه وسلم هو الإسلام بأركانه الخمسة جميعًا.
4- أهمية الصلاة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكرها بعد الإخلاص. 5- تقديم الزكاة على الصوم؛ لأنها آكد. 6- تقديم الصوم على الحج؛ لأنه يتكرر كل عام، بخلاف الحج؛ فإنه لا يجب إلا مرة في العمر. 7- التدرج في تعليم الناس؛ فالبدء يكون بأصول الدين وقواعده، ثم التدرج. 8- أن الجهاد فيه علو الإسلام ورفعته؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ذروة سنامه الإسلام)). 9- خطر اللسان على الإنسان؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((وهل يكب الناس... ))؛ الحديث. [1] رواه البخاري (4999). [2] حلية الأولياء (1/ 229) أسد الغابة (5/ 194 رقم 4953) السير (1/ 443). [3] الجواهر اللؤلؤية شرح الأربعين النووية (282). [4] الوافي (218). [5] رواه البخاري (5349) ومسلم (5041) عن أبي هريرة. [6] جامع العلوم والحكم (2/ 57). [7] رواه الترمذي (1987). [8] رواه الترمذي (3499) من حديث أبي أمامة.
(وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ) [١٥] معنى حُصِّل: أي جمع وأُحصيَ، يزيد الله -تعالى- على السؤال السابق بسؤال آخر، يُبيّن من خلاله بأنه سيجمع ويُحصي ما أخفاه الإنسان في نفسه من الصفات والأخلاق ليُحاسبه عليها. (إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ) [١٦] يُبيّن الله -تعالى- أنَّ الذي يتأمل السؤال السابق سيفهم أنَّ الله -عز وجل- هو الذي سيُبعثر القبور ويُخرج الأموات منها، وسيجمع ما يُخفيه الإنسان في نفسه، فهو خبير بجميع أحوال الناس في كل وقت، وخبير بيوم البعث الذي ستحدث فيه كل تلك الأمور. المراجع ↑ محمد المنجد (5/12/2010)، "لماذا يقسم الله تعالى في القرآن ببعض مخلوقاته ؟" ، الإسلام سؤال وجواب ، اطّلع عليه بتاريخ 21/12/2021. تفسير سورة المجادلة للنابلسي - ووردز. بتصرّف. ↑ سورة العاديات، آية:1 ^ أ ب ت ث سعيد حوّى (1424)، الأساس في التفسير (الطبعة 6)، القاهرة:دار السلام ، صفحة 6645، جزء 11. بتصرّف. ↑ سورة العاديات، آية:2 ↑ سورة العاديات، آية:3 ↑ سورة العاديات، آية:4 ↑ سورة العاديات، آية:5 ↑ ناصر بن سليمان العمر، الوسطية في ضوء القرآن الكريم ، السعودية:وزارة الأوقاف السعودية ، صفحة 28. بتصرّف. ↑ الصابوني (1997)، صفوة التفاسير ، القاهرة:دار الصابوني للطباعة والنشر والتوزيع ، صفحة 667، جزء 3.
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا قصة سورة المجادلة للأطفال مِن المهمّ أن يحرص الآباء والأمّهات والمعلّمون على شرح قصص سور القرآن الكريم للأطفال بأسلوبٍ مبسّط يُراعي أفهامهم، وفيما يأتي أهم المحاور التي يُمكن الاستعانة بها: قصة المجادلة ذكر ابن عاشور في تفسيره أنّ سبب حدوث قصة المجادلة والظهار من قبل أوس بن الصامت الخزرجي أنّه رأى امرأته تُصلي، وقد كانت جميلة حسنة الجسد، فلما سلّمت وانتهت من صلاتها طلب منها أن تجلس معه لبعض الوقت؛ لكنها رفضت لانشغالها بأمر ما، فغضب منها زوجها، فقال لها: "أنت علي كظهر أمي"، وهذه الجملة في الجاهلية كان من شأنها إنهاء العلاقة بين الزوجية إلى الأبد. [١] وقد ذهبت خولة بعد ذلك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تقصّ عليه ما حدث معها من زوجها، وتشكو له حالها، فلها صغار إن تركتهم لزوجها أساء العناية بهم، وإن هي أخذتهم وقامت على تربيتهم لم يكن معها من المال لتنفق عليهم، فأجابها النبي بحرمتها الأبدية على زوجها، فكررت عليه -صلى الله عليه سلم- سؤالها؛ لأنه والد أبنائها ومن أحب الناس إليها، وكرّر لها رسول الله إجابته. [١] حزنت خولة لِما أجابها به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من تحريم رجوعها إلى زوجها، فأخذت تدعو الله -تعالى-، وما لبثت حتى أخبرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأن هناك آيات قرآنية قد نزلت بها وبزوجها؛ تضع حكمًا جديدًا للظهار مخالف لما كان سائدًا من قبل، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
[٤] موضوعات السورة الكريمة اشتملت السورة الكريمة على مواضيع عدّة، وبيان هذه المواضيع فيما يأتي: [٤] بيان الحكم في قضية الظهار وهذا قد انتشر في الجاهلية، وبيان عِظَم الذنب الذي يقدم عليه من يقوم بالظهار، قال -تعالى-: (الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ). [٥] الحديث عن بعض أفعال المنافقين ليحزنوا المؤمنين ويؤذوهم؛ مثل وقوفهم مع اليهود، قال -تعالى-: (إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ). [٦] الحديث عن بعض الآداب الاجتماعيّة مثل قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
﴿ قد يئسوا من الآخرة ﴾: هؤلاء الفجَّار ليس لهم أمل في ثواب الآخرة ونعيمها. ﴿ كما يئس الكفَّار من أصحاب القبور ﴾: مثلما يئس المكذبون بالبعث والنشور من أن يعود أمواتهم إلى الحياة مرة أخرى. مضمون الآيات الكريمة من (12) و(13) من سورة «الممتحنة»: هاتان الآيتان بيَّنتا حكم مبايعة النساء للرسول صلى الله عليه وسلم وشروط هذه البيعة، وختمتا بتحذير المؤمنين مرة أخرى من موالاة أعداء الله من اليهود والمشركين؛ لأنهم يعملون على إطفاء نور الله. دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (12) و(13) من سورة «الممتحنة»: ربَّى الإسلام في المدينة المنورة - بتعاليمه - الصحابة، حيث كلَّفهم تحقيق منهجه الذي يريده للحياة الإنسانية، وتطبيق هذا المنهج في صورة واقعيَّة عملية؛ فعلى المسلمين - في كل عصر - أن يسعوا لتحقيق هذه الصورة التي كانوا عليها في وحدة واقعيَّة عمليَّة؛ فعلى المسلمين - في كل عصر - أن يسعوا لتحقيق هذه الصورة التي كانوا عليها في وحدة وتماسك وتضحية وإيثار وحب لله ورسوله. قضى الإسلام بتشريعه الحكيم على العادات القبيحة لأهل الجاهلية وأعمالهم الفاسدة، مثل وأد البنات، وقتل الأجنَّة، ونسبة الأولاد لغير آبائهم.
مضمون الآيات الكريمة من (7) إلى (11) من سورة "المجادلة": 1- ذكرت هذه الآيات الكريمة بعض آداب المجالس وتكريم الله للمؤمنين ورفع درجات العلماء. 2- ثم قرَّرت على كل من يريد محادثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أمر أن يبدأ بتقديم صدقة، ولما كان ذلك شاقًّا على كثير من المسلمين خفف الله هذا الحكم على المؤمنين، فجعله نافلة، مكتفيًا منهم بأداء الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله. دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (7) إلى (11) من سورة "المجادلة": 1- من آداب المجالس أن يفسح الإنسان للآخرين، وبخاصة من يكون أكبر منه سنًّا أو أكثر منه علمًا، أو يكون قادمًا على المجلس، وألا يزاحم الناس في المجالس والمساجد والمدارس والأندية وقاعات المحاضرات والسيارات والحدائق والطرقات والمحلات. 2- الإسلام يعظم شأن العلم ويكرِّم العلماء ويرفع درجاتهم إذا كان علمهم مقرونًا بالعمل والسلوك. معاني مفردات الآيات الكريمة من (12) إلى (22) من سورة "المجادلة": ﴿ ناجيتم الرسول ﴾: أردتم محادثته سرًّا. ﴿ فقدِّموا بين يدي نجواكم صدقة ﴾: قدموا حديثكم معه صدقة للفقراء (وفي هذا تعظيم لمقام الرسول - صلى الله عليه وسلم - ونفع للفقراء).