مسلسل حب للإيجار الجزء الاول | الحلقة 64 مدبلج HD - فيديو Dailymotion Watch fullscreen Font
كن علي اتصال بنا شارك صفحاتنا علي مواقع التواصل الاجتماعي ليصلك كل جديد
اكتب تعليقاََ...
عزّه عزّك، وشرفه شرفك. وهنا بدأ قلب صفوان يلين ويستجيب، وبدأ يجادل عن نفسه فقال: إنّي أخاف على نفسي. فأسرع عمير يطمئنه: هو – عليه السّلام – أحلم من ذلك وأكرم. فرجع به للنّبي عليه السّلام، فقال صفوان للنبيّ عليه السّلام: إنّ عمير يزعم أنّك قد أمنتني، فاجعلني فيه شهرين. فقال النّبيّ عليه السّلام: بل لك أربعة أشهر. وبعدها أسلم صفوان، وفرح بهذا عمير فرحًا عظيمًا. وفاته: عاش عمير بن وهب على نصرة الدّين والدّعوة إليه حتّى حضر خلافة عمر بن خطّاب وتوفّاه الله.
وكلما سأله قومه وإخوته عن سر فرحته ونشوته, وعظام أبيه لا تزال ساخنة في حظائر بدر, يفرك كفّيه في غرور يقول للناس:" أبشروا بوقعة يأتيكم نبأها بعد أيام تنسيكم وقعة بدر"..! وكان يخرج إلى مشارف مكة كل صباح يسأل القوافل والركبان:" ألم يحدث بالمدينة أمر". وكانوا يجيبونه بما لا يحب ويرضى, فما منهم من أحد سمع أو رأى في المدينة حدثا ذا بال. ولم ييأس صفوان.. بل ظلّ مثابرا على مساءلة الركبان, حتى لقي بعضهم يوما فسأله:" ألم يحدث بالمدينة أمر".. ؟؟ فأجابه المسافر: بلى حدث أمر عظيم..!! وتهللت أسارير صفوان وفاضت نفسه بكل ما في الدنيا من بهجة وفرح.. وعاد يسأل الرجل في عجلة المشتاق:" ماذا حدث اقصص عليّ".. وأجابه الرجل: لقد أسلم عمير بن وهب, وهو هناك يتفقه في الدين, ويتعلم القرآن"..!! ودارت الأرض بصفوان.. والوقعة التي كان يبشر بها قومه, والتي كان ينتظرها لتنسيه وقعة بدر جاءته اليوم في هذا النبأ الصاعق لتجعله حطاما..!! وذات يوم بلغ المسافر داره.. وعاد عمير إلى مكة شاهرا سيفه, متحفزا للقتال, ولقيه أول ما لقيه صفوان بن أمية.. وما كاد يراه حتى هم بمهاجمته, ولكن السيف المتحفز في يد عمير ردّه إلى صوابه, فاكتفى بأن ألقى على سمع عمير بعض شتائمه ثم مضى لسبيله.. دخل عمير بن وهب مكة مسلما, وهو الذي فارقها من أيام مشركا, دخلها وفي روعة صورة عمر بن الخطاب يوم أسلم, ثم صاح فور إسلامه قائلا: " والله لا أدع مكانا جلست فيه بالكفر, إلا جلست فيه بالإيمان".
ودخل به عمر على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو آخذ بحمالة سيفه في عنقه، فلما رآه الرسول قال: ((دعه يا عمر، ادنُ يا عمير))، فدنا عمير، وقال: أنعموا صباحًا - وهى تحية الجاهلية - فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام تحية أهل الجنة))، فقال عمير: أما والله يا محمد، إن كنت بها لحديث عهد. قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((فما جاء بك يا عمير؟))، قال: جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم. قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((فما بال السيف الذي في عنقك؟)) قال عمير: "قبحها الله من سيوف، وهل أغنت عنا شيئًا؟! ". قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((اصدقني يا عمير، ما الذي جئت له؟))، قال: ما جئت إلا لذلك، قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر، فذكرتما أصحاب القَلِيب من قريش، ثم قلت: لولا دَين عليَّ، وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدًا، فتحمل لك صفوان بدَينك وعيالك على أن تقتلني له، والله حائل بينك وبين ذلك)). وعندئذٍ صاح عمير: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله؛ هذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان، فوالله ما أنبأك به إلا الله، فالحمد لله الذي هداني للإسلام.
؟؟؟!!! إذا كانت لحظة واحدة من الصدق, تلك التي أعلن فيها عمر إسلامه, تحظى من الإسلام بكل هذا التقدير والتكريم والمثوبة والإجلال, فان الإسلام إذن لهو دين عظيم..!!