فضّل السفاح في أكثر من مرة بالتخلص من أبو مسلم؛ خوفاً من تنامي نفوذه وشعبيته، ويبدو أنّ هذه الكراهية كانت بين الطرفين، حيث كان أبو مسلم يتطلع إلى مزيد من السلطة وينظر بازدراء إلى المنصور ويشعر أنّ المنصور مدين له لمكانته، عند تمرُّد عم الخليفة الجديد عبد الله بن علي، أرسل المنصور أبو مسلم للتخلص من هذا التمرد، فأعطى عبد الله لابن أخيه وسجنه، ثم أُعدم عبد الله في النهاية. تدهورت العلاقات بشكل سريع عند إرسال المنصور وكيل له لغنائم الحرب، ثم عيّن أبو مسلم والي على سوريا ومصر خارج معقل له، بعد مراسلات كبيرة على نحو متزايد بين أبو مسلم والمنصور، خاف أبو مسلم أن يُقتل إذا ظهر في حضور الخليفة وغير رأيه فيما بعد وقرر أن يظهر في حضوره بسبب مزيج من عصيان المتصور، ووعد المنصور بإبقائه والي خراسان مع تأكيد مساعديه المقربين الذين رشى بعضهم. سار أبو مسلم إلى العراق حتى يلتقي بالمنصور عام 755 ميلادي، شرع المنصور في تعدد شكاواه ضد أبو مسلم الذي بقي يذكّر الخليفة بجهوده في تنصيبه، كما وجهت ضد أبو مسلم عدة اتهامات بالزندق، ثم أشار المنصور إلى 5 من حراسه خلف رواق ليقتلوه، تمّ إلقاء جثة أبو مسلم في نهر دجلة مشوهة وتم رشوة قادته للإذعان عن جريمة القتل.
إن حقد أبي جعفر المنصور على أبي مسلم لم يمنعه بعد أن تولى الخلافة من الاستعانة به في القضاء على عمه عبد الله بن علي الذي خرج عن طاعته، وبايع لنفسه بالخلافة في مدينة حرّان بالجزيرة. دامت الحرب بين أبي مسلم وعبد الله بن علي نحو ستة أشهر، تمكّن فيها أبو مسلم من الانتصار على خصمه سنة 137هـ، وازداد اعتداد أبي مسلم بنفسه بعد انتصاره على عبد الله حتى إنه كان كما يروي الطبري: «يأتيه الكتاب من أمير المؤمنين، فيقرأه، ثم يلوي شدقه على سبيل السخرية منه». أما المنصور فإنه أراد أن يُشعر أبا مسلم بأنه أحد عماله؛ فأرسل إليه رسولاً ليحصي الغنائم التي غنمها في الحرب مع عمه عبد الله، فأثار هذا غضب أبي مسلم، وقال: «أؤتمن على الأرواح، ولا أؤتمن على الأموال؟» ثم خرج من الجزيرة غاضباً متجهاً إلى خراسان. ويبدو أنه كان عازماً على الخلاف والعصيان بدليل أنه لم يمر على الخليفة بالعراق لاستئذانه في العودة كما جَرت العادة بذلك.
وقد رأى بعضهم لإبراهيم بن ميمون هذا منازل عالية في الجنة بصبره على المعروف والنهي عن المنكر، فإنه كان آمرا ناهيا قائما في ذلك، فقتله أبو مسلم رحمه الله. وقد ذكرنا طاعة أبي مسلم للسفاح واعتناءه بأمره وامتثال مراسيمه، فلما صار الأمر إلى المنصور استخف به واحتقره، ومع هذا بعثه المنصور إلى عمه عبد الله إلى الشام فكسره واستنقذ منه الشام وردها إلى حكم المنصور. ثم شمخت نفسه على المنصور وهمَّ بقتله، ففطن لذلك المنصور مع ما كان مبطنا له من البغضة، وقد سأل أخاه السفاح غير مرة أن يقتله كما تقدم ذلك فأبى عليه، فلما تولى المنصور ما زال يماكره ويخادعه حتى قدم عليه فقتله. ويرى أن المنصور لما قتله وقف عليه فقال: رحمك الله أبا مسلم! بايعتنا فبايعناك، وعاهدتنا وعاهدناك، ووفيت لنا فوفينا لك، وإنا بايعناك على أن لا يخرج علينا أحد في هذه الأيام إلا قتلناه، فخرجت علينا فقتلناك، وحكمنا عليك حكمك على نفسك لنا. ويقال: إن المنصور قال: الحمد لله الذي أرانا يومك يا عدو الله. ثم إن المنصور خطب في الناس بعد قتل أبي مسلم فقال: أيها الناس! لا تنفروا أطيار النعم بترك الشكر، فتحل بكم النقم، ولا تسروا غش الأئمة فإن أحدا لا يسر منكم شيئا إلا ظهر في فلتات لسانه، وصفحات وجهه، وطوالع نظره، وإنا لن نجهل حقوقكم ما عرفتم حقنا، ولا ننسى الإحسان إليكم ما ذكرتم فضلنا، ومن نازعنا هذا القميص أوطأنا أم رأسه، حتى يستقيم رجالكم، وترتدع عمالكم.
» وفي ملامح وجهه ما يدل على أنه يعني غير ما يقول، ففهم الدهقان أنه يريد الكتمان كعادته من قبلُ؛ فقد كان أبو مسلم يفدُ على الدهاقين في طلب المدد من المال ونحوه انتصارًا للشيعة.
نجح أبو مسلم في وقت قصير في أن يسيطر على زمام الموقف في خراسان، وأن يهزم نصر بن سيار، وأن يستولي على مدينة مرو قاعدة خراسان سنة 131هـ، واضطر نصر بن سيار إلى الانسحاب تتبعه الجيوش العباسية، ولكنه مات في الطريق في قرية ساوة بنواحي الري ربيع الأول 131هـ/تشرين الأول 748م. وفي حين كان أبو مسلم يقوم بإتمام السيطرة على خراسان، واصلت الجيوش زحفها نحو العراق بقيادة قحطبة بن شبيب، واضطر عامل العراق يزيد بن هبيرة إلى الانسحاب والتقهقر نحو مدينة واسط جنوبي العراق والتحصن بها، وفي ربيع الأول سنة 132هـ بويع أبو العباس السفاح بالخلافة في الكوفة، وهُزم الخليفة الأموي مروان بن محمد في موقعة الزاب، ثم قتل في أواخر سنة 132هـ، وزالت الدولة الأموية، ولم يبق للأمويين من مدافع سوى يزيد بن هبيرة الفزاري، فلما قُتل مروان رأى أن لا فائدة من المقاومة، فاتفق مع أبي جعفر المنصور على التسليم مقابل التأمين على حياته. بداية الصدام مع ابى جعفر المنصور توطّدت سلطة أبي مسلم الخراساني بعد قضائه على منافسيه من رجال العرب الذين كانوا يطمحون في نيل ولاية خراسان، كما أنه خرج منتصراً بعد سحقه كثيراً من الانتفاضات التي قادها إما دعاة عباسيون انقلبوا على الثورة أو أنصار العلويين.
أجيال الدول: ويقسم ابن خلدون المائة وعشرين سنة هذه إلى ثلاث مراحل: المرحلة الأولى: بعدما يحصل للدولة النصر والظفر والتمكين، يكون القائمون عليها أقوياء، فيهم شظف العيش، والبداوة، والبسالة، والشعور بالجهد والتعب الذي بذلوه في تحصيل المُلك، فيكون عندهم قوة، وحزم، وصبر، وتحمل، وحسن سياسة للأمور. فهذا الجيل الأول. ويأتي بعدهم الجيل الثاني: وهذا الجيل أقل من الأول وأضعف منه، فإنه قد أتى إلى دولة قائمة مستقرة، وورث ملكاً عن أبيه ثابتاً، وفي الوقت نفسه يكون لهؤلاء من الترف والدَّعة وأنواع الأموال ما يجعلهم يميلون إلى نوع من التساهل، والعناية بالمآكل والمشارب والمراكب والمناكح والملاذ بهذه الدنيا؛ مع أنهم قد ورثوا شيئاً من القوة، إما لأنهم عاشوا بعض زمن قيام الدولة، أو سمعوا من أخبار آبائهم وحديثهم ما يجعلهم أقوياء أشداء إلى حد ما. ثم يأتي بعد هذا الجيل الجيل الثالث: الذي ما عاش شيئاً من قوة الدولة، وتكاليف نهوضها وقيامها، ولا سمع الأخبار تتلى ممن شاهدوا وعاينوا، ووجد ملكاً موطأً، ووجد مالا، وجاهاً عريضاً، فيميل إلى الراحة والدعة والاسترخاء، وعلى يد هذا الجيل غالباً ما تكون نهاية تلك الدول. فقسم ابن خلدون الدول إلى ثلاثة أجيال: الجيل الأول، الذي أنشأ الدولة، وأقامها.
وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوز مورافيتسكي - في تغريدة - "كل الانتخابات هي احتفال بالديمقراطية، وتنتظر بولندا وفرنسا العديد من التحديات والمصالح المشتركة، حان وقت العمل عليها معا، مستقبل أوروبا في أيدينا، أهنئ إيمانويل ماكرون". وأعرب وزير خارجية التشيك يان ليبافسكي عن أمنياته أن يتمكن ماكرون، من الاضطلاع بالتحديات المختلفة بالقارة الأوروبية خلال فترته الرئاسية الجديدة. وذكر راديو "براغ الدولي" أن ليبافسكي قدم التهاني إلى ماكرون بفوزه بفترة رئاسية جديدة، متمنيا له التوفيق في خدمة فرنسا وأوروبا ومواجهة مختلف التحديات بدءا من الحرب في أوروبا إلى قضية تغير المناخ، مؤكدا أن أوروبا ستخرج أقوى من تلك التحديات. كيف ارسل برقية لولي العهد محمد بن سلمان. وقد أظهرت الأرقام النهائية لوزارة الداخلية الفرنسية أن ماكرون حصل على 58. 55% من الأصوات في جولة الإعادة التي أجريت أمس الأحد، مقابل 41. 45% لزعيمة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبان. هذا الخبر منقول من اليوم السابع
اخبار لبنان: برقية تهنئة من بري إلى ماكرون.. هذا ما جاء فيها أبرق رئيس مجلس النواب نبيه بري للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مهنئا بإنتخابه رئيسا للجمهورية الفرنسية لولاية رئاسية جديدة. وجاء في نص البرقية: "يطيب لي بإسمي وبإسم المجلس النيابي اللبناني أن أتوجه من سيادتكم بأحر التهاني بمناسبة إنتخابكم رئيسا للجمهورية الفرنسية لولاية جديدة متمنيا لكم النجاح والتوفيق في قيادة فرنسا نحو المزيد من التقدم والإزدهار وصون قيم الجمهورية في الحرية والمساواة والأخوة". وأضاف في برقية التهنئة: "كما أنتهزها مناسبة لنجدد إلتزامنا العمل سويا لتعزيز عرى الصداقة بين الشعبين اللبناني والفرنسي وتطوير صيغ التعاون في مختلف المجالات لا سيما على المستوى البرلماني بما يخدم المصالح التاريخية والمشتركة للبلدين الصديقين لبنان وفرنسا". للمزيد من التفاصيل والاخبار تابع حضرموت نت على الشبكات الاجتماعية السابق اخبار لبنان: وزير إسرائيلي يهدّد لبنان.. كيف ارسل برقية لمحمد بن سلمان. هذا ما أعلنه التالى اخبار لبنان: البابا فرنسيس يعين مرسلا لبنانيا قاضيا في محكمة الروتا