يجب مسْحُ الرَّأس كلِّه واستيعابُه، وهذا مَذهَبُ المالكيَّة في المشهور ((مواهب الجليل)) للحطاب (1/359)، وينظر: ((الذخيرة)) للقرافي (1/259). ، والحنابلة على الصَّحيح ((الإنصاف)) للمرداوي (1/161)، وينظر: ((المغني)) لابن قدامة (1/93). ، وبه قال المُزنيُّ من الشَّافعيَّة ((الحاوي الكبير)) للماوردي (1/114). مسح الراس عند الوضوء. ، وبعض الظَّاهريَّة قال ابن عبدِ البَرِّ: (واختلف أصحاب داود؛ فقال بعضهم: مسْح الرأس كلِّه واجبٌ فرضًا، كقول مالك). ((الاستذكار)) (1/132). ، واختاره ابن تيميَّة قال ابن تيميَّة: (اتَّفق الأئمَّة كلُّهم على أنَّ السُّنة مسحُ جميع الرَّأس، كما ثبت في الأحاديث الصَّحيحة والحسنة عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فإنَّ الذين نقلوا وضوءَه لم يَنقُل عنه أحدٌ منهم أنَّه اقتصر على مسحِ بعضِ رأسِه، وما يذكره بعض الفقهاء- كالقدوري في أول مختصره وغيره- أنه توضأ ومسح على ناصيته: إنما هو بعض الحديث الذي في الصحيح من حديث المغيرة بن شعبة: "أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم توضأ عام تبوك ومسَحَ على ناصيته" ولهذا ذهب طائفةٌ من العلماء إلى جواز مسحِ بعض الرأس، وهو مذهب أبي حنيفة والشافعي، وقولٌ في مذهب مالك وأحمد.
وبهذا يظهر أن الراجح من القولين هو القول بوجوب مسح الرأس كله في الوضوء. وقد جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" ( 5/227): " الواجب مسح جميع الرأس في الوضوء ؛ لقوله تعالى: ( وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ) ولما أخرجه البخاري ومسلم عن عبد الله بن زيد بن عاصم رضي الله عنهما في صفة الوضوء قال: ( ومَسَحَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِرَأْسِهِ فَأَقْبَلَ بِيَدَيْهِ وَأَدْبَرَ), وفي لفظ لهما: ( بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه, ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه) " انتهى. وقال الشيخ ابن عثيمين في "الشرح الممتع" (1/187): " ولو مسح بناصيته فقط دون بقيَّة الرَّأس فإنَّه لا يجزئه ؛ لقوله تعالى: ( وامسحوا برءوسكم) المائدة/6 ولم يقل: (ببعض رؤوسكم)" انتهى. ما القدر المجزئ من مسح الرأس في الوضوء - ابن النجار. وأما صفة مسح الرأس فقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال ( 45867) فلينظر. والله أعلم.
وأضاف شلبي أنه لا يجوز للإنسان ان يتوضأ ولا يمسح على أي جزء من شهر رأسه، وليس شرطا أن يمسح على كل الرأس. وكان الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أوضح أن الوضوء بمثابة تأهيل من المولى عز وجل للمسلم قبل الدخول عليه ومناجاته، وله 6 أركان حددها الفقهاء. وأضاف جمعة، في بيان سابق، موضحا معنى الوضوء في اللغة وهو الحُسن والنظافة، أما الوضوء الذي يقصده الفقهاء فهو استعمال الماء الطاهر المطهر في أعضاء مخصوصة مفتتحا بنية. وأشار جمعة إلى أن الله تعالى فرض الوضوء في ليلة الإسراء والمعراج مع الصلاة. وقال النبي ﷺ: «مفتاح الجنة الصلاة، ومفتاح الصلاة الوضوء» [أحمد والترمذي]، والوضوء ضياء في أعضاء المسلم يوم القيامة كما أخبر بذلك المصطفى ﷺ حيث قال: «إن أمتي يدعون يوم القيامة غرًا محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل». صفة مسح الرأس الصحيحة في الوضوء - إسلام ويب - مركز الفتوى. وحول أركان الوضوء، أوضح فضيلة المفتي السابق، أن للوضوء ستة أركان، وهي: 1) النية: وهي لغة: القصد، وأما مراد الفقهاء بالنية: أنها قصد الشيء مقترناً بفعله، فإن تراخى الفعل سمي عزماً. والنية واجبة في كل عبادة؛ وذلك لقول النبي ﷺ: « إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، وإن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه » [متفق عليه]، بمعنى أنه يجب على المسلم في بداية وضوئه أن ينوي فرض الوضوء، أو الوضوء مطلقا، ويستحب له أن يذكر تلك النية بلسانه فيقول: « نويت الوضوء » ؛ لأن في ذكر اللسان جمع للقلب وإعانة له على النية، وإن كانت النية صحيحة إن لم يتلفظ بها فأصل النية ومحلها القلب.
6) الترتيب: والترتيب وهو ركن يتم مع آخر الأركان تلقائياً ويبدأ مع أول الأركان؛ والمقصود به أن نرتب الأركان الخمسة المذكورة على النحو المذكور. محتوي مدفوع إعلان
قال الشيخ أحمد الصاوي المالكي رحمه الله: [تنبيه] ينفع النساء في الوضوء تقليد الشافعي أو أبي حنيفة، وفي الغسل تقليد أبي حنيفة؛ لأنه يكتفي في الغسل بوصول الماء للبشرة وإن لم يعم المسترخي من الشعر، بل ولو كان المسترخي جافاً عنده كما ذكره في الدر المختار(5). المفتي: الشيخ الدكتور ياسر ابن النجار الدمياطي، مؤلف موسوعة الفقه على المذاهب الأربعة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) رد المحتار(1/213) والبدائع(1/21) وحاشية الدسوقي(1/143) وروضة الطالبين(1/199) ومغني المحتاج(1/159) وكفاية الأخيار(65) والمغني(1/156) ومنار السبيل(1/33). (2) أخرجه النسائي(1/72) وصحح إسناده الألباني. هل يجزئ مسح بعض الرأس في الوضوء؟ - الإسلام سؤال وجواب. (3) رواه مسلم(274). (4) شرح مسلم(3/142) ورد المحتار(1/213) والبدائع(1/21) وحاشية الدسوقي(1/143) وبداية المجتهد(1/32) والاستذكار(1/130، 132) ومواهب الجليل(1/202) وروضة الطالبين(1/199) ومغني المحتاج(1/159) وكفاية الأخيار(65) وأسنى المطالب(1/33) والمغني(1/156، 157). (5) حاشية الصاوي على الشرح الصغير(1/76). الفتوى بصيغة فيديو: