" إياكم وكسر الخواطر.. فهي ليست عظاماً تُجبر.. وإنما أرواح تُقهر " next back
يخطئ كثيرون، في الإجابة عن هذا السؤال، ظناً، وبعض الظن إثم، أن الكبار لا يحبون، ولا يمرحون، بل ولا يلعبون، رغم أنهم يفعلون كل ذلك، وأكثر، لأنه يُعلي شأنهم، ويرفعُ قدرهم، ويزيدُ قدرتهم على العطاء. الكبار... مرتبطون بالسماء، لا تشغلهم الصغائر، ولا توقفهم تفاهات الصغار، لأنهم مشغولون بعظائم الأمور، بنهضة الأمة، بحضارتها، ورقيها بمَنْ وما فيها، كي تكون خير أمة أُخرجت للناس، قولاً، وفعلاً، وعملاً، بدلاً من التغني بحضارة عمرها آلاف السنين...! الكبار... يمنحون الأمل بالعمل، يوقظون الضمائر بضمير، يبينون الطريق، بأن يكونوا أول سالكيه، يدعون إلى الخير بفعله، ويجنبون الشر بتركه، يأمرون بالمعروف بمعروف، وينهون عن المنكر بغير منكر، الكبار... اياكم وكسر الخواطر 20. مسامِحون، متسامِحون، ومِن قلوبهم النقية يغفرون. الكبار... كبار في المنح والمنع، في الرضا والغضب، في الأمر والمنهي، في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، يعرفون متى يكونون كباراً، وكيف يظلون كذلك، بفضل الله، كبار بالناس، لأنهم منهم، بالذكر الطيب أحياء، والأطيب، بعد طول عمر وحُسن عمل................. المسؤول الأب... والأب المسؤول...!...................... متى يُصبحُ المسؤولُ أبًا، والأبُ مسؤولًا؟!
يصعب إرجاع آنية الزجاج المحطمة كما كانت، كذلك هو الخاطر المكسور، وحين تسقط الثقة وتجف الأماني ويختفي بريق العين تذوب الأحاسيس والمشاعر ويبقى القلب والروح يتألمان طويلا. كسر الخواطر وتكدير القلوب وإحزان النفوس بالكلمة السيئة والتصرف المشين والإحراج ممن فقد المروءة دليل على الاستهتار واللعب بعواطف الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى. إن كسر الخاطر دواؤه هو جبر الخاطر الذي نحن بحاجة له، والجبر عن العظم وهو أكثر ما يؤلم عندما يكسر، فنضع له جبيرة كي لا نتألم. والخاطر هو القلب هو نبض الإنسان وحياته وحين يجرح القلب تذرف العيون وهذا دليل على الحزن. اياكم وكسر الخواطر في. دائما تذكروا أن الكلمة التي تخرج من أفواهكم وتحسبونها سحابة مطر رقيقة قد تكون بمثابة سحابة سوداء ممطرة بالتفرقة والقطيعة، فتجنب التجريح والتنمر والأذية المجانية، وما أكثر الذين يحبون السحاب الأسود الذي يحمل بين طياته ما يغير حال من تهطل عليه الأمطار. إياكم وكسر الخواطر.. فإنها ليست عظامًا تجبر بل أرواحا تقهر. الإنسان كاسر الخواطر لا يحبه الناس ويكرهونه ولا يحبون الجلوس معه، فهو داء متنقل ليس له حدود ولا المشاعر. أيها الكاسرون راعوا المشاعر، وانتقوا كلماتكم، وتلطفوا بأفعالكم، ولا تؤلموا أحدًا، وقولوا للناس حسناً، وعيشوا أنقياء أصفيا، من الدعاء الملازم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: «اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني».
مُــحَــمَّــد عبــد الـمُــعِــز #مدقق_لغوي #محرر #كاتب_محتوى دَيَــنُ الْــبِــر................ الحديثُ عن البِـرِّ ذو شُجون، في ظِلِّ ما يُعانيه كثيرون وكثيرات، ضحوا بالكثير، وأضحوا لا شيء، بعدما قدَّموا كلَّ شيء، لإسعادِ فلذاتِ أكبادِهم، وحرموا أنفسهم من ملذاتِ الحياة، ليتركوا لأبنائهم ما يسترهم، بعد مماتِـهم. ورغم أن الْـبِــرَّ دَيْن "بروا آباءكم تبركم أبناؤكم"، فإن في الحياة، مشاهدَ كثيرة، تؤكِّـدُ أن الأبناءَ والبنات، الأكثر عُقوقاً، لآبائهم وأُمهاتهم، غالباً ما يكونون الأكثـرَ شراسةً، في طلبِ ميراثِهم، ناسين أو مُتناسين، أن الجزاءَ من جِنْسِ العمل...! وإذا كانت القاعِدةُ الشرعية "هل جزاءُ الإحسانِ إلا الإحسان؟! " فما جزاءُ العُقوق؟! الغريب، والْـمُدْهِش، بل والْـمُحيِّـر، أنه إذا طُلبَ من هؤلاءِ الأبناءِ والبنات، الصبر بعضَ الوقت، لتوزيعِ الميراث، أو حُدِّثوا عن مُراعاة مشاعِر إخوتهم أو أخواتهم، يصرخون: أليس هذا شرعَ الله؟! أليس حقَّنا في ميراثِ آبائنا وأُمهاتنا؟! إياك وكسر الخواطر ، فإنها ليست عظاماً تجبر بل هي أرواح تقهر. - المهاتما غاندي - حكم. بلى، وربي، إنه لحق، فأين الواجِب؟! أليس لكلِّ حَـقٍّ واجِب يُقابِله، وهما كفتا ميزانِ العدل؟! وماذا عن حقِّ الآباء والأُمهات، الأحياء منهم والأموات، على الأبناءِ والبنات، الأحياء منهم والحيات؟!................