لم يقتصر تدمير الإرث التاريخي السوري على الهدم المباشر، فكانت عمليات الحفر والتنقيب غير الشرعي من أكثر التعديات التي تعرضت لها المواقع الخارجة عن سيطرة الدولة السورية، ويؤكد عبد الكريم أن "عشرات الآلاف من القطع الأثرية تم نهبها، ودمّرت السويات الأثرية بطريقة وحشية أدت إلى خسارتنا للكثير من المعلومات عن تسلسل الطبقات في هذه المواقع، وكأنها صفحات من تاريخنا قد احترقت إلى الأبد". ووفقاً لتقارير إعلامية، شكّل بيع القطع الأثرية ثاني أكبر مصدر دخل لتنظيم داعش الإرهابي بعد النفط، ورغم أن داعش جاهر بهدم الكثير من الآثار السورية ووثّقها بمقاطع فيديو انتشرت تحت مسمى "تدمير الأصنام"، عمد في الحقيقة لسرقة ما يمكن سرقته، وتحقيق مكاسب خيالية من بيع الآثار من خلال شبكة وسطاء امتدت على طول الطريق من الرقة وحلب إلى لندن ونيويورك. هذه الاتهامات لم تقتصر على داعش، فكان لجبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، والمصنّفة إرهابياً حصّتها من عمليات تدمير الأوابد وبيع الآثار، وساعد انتشارها في مناطق مختلفة من البلاد في إنشاء شبكات تهريب منظّمة بلغت من الوقاحة إلى حد عرض المسروقات في صفحات لبيع الآثار عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
3 نيسان 11:00 الشخصيات المشاركة: أشواق عباس – محمد الخضر – بيسان أبو حامد في الصحف والمواقع العدو على موعد مع الانفجار نقرأ في موقع فلسطين أونلاين. أما في واشنطن بوست الأميركية فنقرأ مقالاً لدايفيد اغناتيوس بعنوان: خيارات مؤلمة في الطريق إلى السلام في أوكرانيا. مبعوث أممي: إحراز تقدم بشأن التوصل إلى هدنة في ملف اليمن. ومن صحيفة دايلي تايمز الباكستانية نقرأ: شراء الذمم بتحريض من شركاء محليين وأجانب. في الحدث هذا اليوم التصعيد سيد الموقف في الأزمة الداخلية التونسية فهل يفرض اشتداد الأزمة حلولاً؟ وما هو المتوقع من اجتماع الرئيس قيس سعيد باتحاد الشغل؟ وفي جديد اليوم تظاهرة تجوب جنوى الإيطالية رفضاً لبيع الأسلحة إلى أوكرانيا. في الميادين نت مقال لحسن لافي بعنوان: فشل المنظومة الأمنية الإسرائيلية لن يرمّمه "كاسر الأمواج".
ويعبر عبد الكريم عن أمله في استعادة الآثار المسروقة إذا تم التأكد من أنها تعود إلى الحضارة السورية ومسروقة من أراضيها. وأشار إلى وجود أمثلة عديدة إحداها عندما تم توقيف بيع عدد من القطع الأثرية الهامة، كانت معروضة للبيع في المزادات في لندن مثل النصب الآشوري المسروق من موقع الشيخ حمد عام 1999، وتم توقيف بيعها في 4 أبريل 2014 بطلب من المديرية العامة للآثار والمتاحف بدعم من اليونسكو والإنتربول، ومؤسسة السعادة في لبنان، والبعثة الألمانية العاملة في الموقع. ومن الأمثلة أيضاً توقيف ساكف منقوش عليه شمعدان يهودي مسروق من موقع نوى جنوب سوريا، وكان التاجر يدّعي بأنه خرج من سوريا منذ عام 1936، ولكن عند عرض الصور والبيانات وبدعم من البعثة الفرنسية العاملة جنوبي سوريا تبين بأن هذا الساكف كان موجوداً عام 1988.
على الرغم من جهود الدولة السورية للحفاظ على مقتنياتها الأثرية الا أنها لم تتمكن بحسب عبد الكريم من إخفاء سوى حوالى 1097 قطعة أثرية من أصل ما يقارب 5800 قطعة في غرفة سرية في الطابق الثاني من خلال بناء جدار وهمي، وبقيت محمية طيلة سيطرة مجموعات داعش على المدينة، كما تم إخفاء العشرات من لوحات الفسيفساء تحت الأرض في منطقة هرقلة بجوار المدينة. أما بالنسبة للمتاحف الأخرى فيشير عبد الكريم إلى أن الحظ حالفهم ونجحوا بإنقاذ الأغلبية المطلقة من مقتنياتها ونقلها إلى أماكن آمنة في دمشق، ليبقى متحف إدلب الموجود اليوم تحت سيطرة الفصائل المسلحة، موضّحا خطورة وضعه بسبب التهديدات الكثيرة على الرغم من جهود بعض النخب الثقافية والمعنية بالتراث الثقافي التي تحاول إنقاذ ما تبقى في داخله. نزيف للآثار السورية عبر الحدود على مدار السنوات السابقة تمكنت السلطات المحلية والعالمية من إحباط عدة محاولات لتهريب الآثار، والتي نشطت بالدرجة الأولى تجاه تركيا شمالاً. وبحسب عبد الكريم فقد تم توقيف أكثر من 30 ألف قطعة أثرية من قبل الشرطة التركية، إضافة إلى عمليات التهريب التي تمت ولا زالت تجاه لبنان، وجنوباً نحو الأردن، والعراق شرقاً، أما الآثار في محافظة القنيطرة فكانت تتجه نحو إسرائيل.
حال المتاحف ومقتنياتها على الرغم من صعوبة حصر الخسائر وعند السؤال عن أبرزها وأهمها، يشير عبد الكريم إلى خسارة الكثير من الأوابد الأثرية خاصة في مدينة تدمر مثل معبد بل وبعلشمين وبعض المدافن البرجية أو المصلبة وقوس النصر.. إلخ، إضافة إلى خسارة جزء كبير من التراث الثقافي في مدينة حلب القديمة بمستويات مختلفة كالأسواق القديمة، أو معبد عين دارة شمال حلب، وغيرها الكثير من الأوابد الأثرية في المواقع والمدن الأخرى بأشكال ومستويات مختلفة من حجم التدمير. ويضيف عبد الكريم أن الخسارة في المتاحف تمثّلت بشكل أساسي في سرقة الرقم المسمارية (ألواح مسمارية محفورة عليها كتابات) كانت مكتشفة في موقع إيبلا، ومحفوظة في آماكن آمنة تحت أرض متحف إدلب (أكثر من 2200 رقيم) مع حوالي 7500 قطعة أثرية مختلفة، حيث تعرض أكثر من نصف هذه القطع الأثرية وأكثر من ثلثي الرقم المسمارية في متحف إدلب إلى السرقة من قبل الفصائل المسلّحة التي استولت على المدينة في مارس 2015. وبحسب المدير السابق لمديرية الآثار والمتاحف، فقد تعرض متحف الرقة إلى السرقة بعد خروج المدينة عن سيطرة الدولة السورية، وتمت سرقة 528 قطعة أثرية محفوظة في البنك المركزي من قبل مجموعات أحرار الشام في البداية، ولاحقاً من قبل داعش، الذي أكمل سرقة وتدمير جزء كبير من القطع الأثرية في هذا المتحف بعد سيطرته على المدينة.
معركة أوكرانيا لم تحسم بعد، وما زال الصراع سجالاً، والاشتباك متواصل، رغم بدء «الزحزحة» الأوكرانية عن عنادهم، وتراجعهم النسبي باتجاه الاستجابة لبعض المطالب الروسية، خلال جولات التفاوض الأربعة. المعركة بالنسبة لروسيا، ليست كسب أراض أوكرانية، ومطالبها محددة أن لا تكون أوكرانيا جزء من حلف «الناتو» الأميركي، وأن تعلن الحياد وتلتزم به، وقد عبرت عن استعدادها لأن تكون كذلك، بعدما وجدت أن الدعم الأميركي الأوروبي لا يصل إلى مستوى الشراكة في معركة مواجهة الروس، وأن الحصيلة أن أوكرانيا وحدها تدفع ثمن عنادها، وثمن محاولة إنضمامها للناتو، وإنحيازها للسياسة الأوروبية المتصادمة مع روسيا. أوروبا، وخاصة ألمانيا وفرنسا، مكرهة على الإنحياز للموقف الأميركي، لأن أوروبا تشعر بمساوئ التسلط الأميركي، وتتمنى أن تكون محايدة، بل وتتمنى أن لا تفشل روسيا في مسعاها. ألمانيا بعد أن تحررت أو كادت من ثقل هزيمتها بالحرب العالمية الثانية، تبحث عن ذاتها كأقوى دولة اقتصادية في أوروبا، تتوسل أن تحتل مكانة تُعبر عن قوتها، وها هي بعد أن تحررت من شروط الهزيمة، رصدت مائة مليار يورو، لتسليح نفسها كي تتحول لقوة عسكرية توازي قوتها الاقتصادية المتفوقة.