بل حتى فصول السنة منظمة وشهورها مرتبة ( التقويم الهجري) فلا مطر ينزل بالصيف ولا شمس حارقة بالشتاء وكل شيء مخلوق بقدر ( إنا كل شيء خلقناه بقدر) الصلاة وتنظيم الوقت من أبدع أنواع التنظيم التي نظم الله بها حياتنا وجعلها تدريبا لنا لتنظيم الوقت والحرص على المواعيد والمواقيت هي الصلاة، فأنت تصلي باليوم خمس مرات في أوقات محددة لا يصح أن تتأخر عنها وبصيغة وطريقة معينة لا يجوز أن تخالفها ولاتزيد أو تنقص عنها فإذا اعتدت هذا في حياتك اعتدت على النظام. كما أن في الصلاة ترتيب لليوم بشكل رائع وغير موجود عند غير المسلمين، فأنت يومك مقسم إلى خمس فترات هي الفترات التي تكون بين الصلوات، فبين الفجر والظهر وقت، وبين الظهر والعصر وقت، وهكذا يومك مقسم ومرتب لوحده، يمكنك أن تقسم أعمالك عليه، وهذا بحد ذاته تنظيم بارع. مظاهر عدم احترام النظام في حياتنا من المؤسف أننا اليوم أكثر الأمم إهمالا للنظام وقد اكتسبنا شهرة في هذا، تتندر بها جميع الأمم الأخرى، وسنأتي على بعض مظاهر عدم احترامنا للنظام: 1- من أشهر مظاهر تخطينا للنظام أنك لا ترى مكانا يرتاده الناس لتسيير المعاملات أو شراء الحاجيات إلا وهذا يسابق هذا، وذاك يتعدى على دور غيره، ويأتي آخر فيتقدم الجميع وكأن وقته هو المهم من بين الناس جميعا.
37 يوما، والسنة الشمسية 365. 25 يوما)، فهذا يؤدي بالشهر القمري إلى أن ينتقل بين فصول السنة جميعها في دورة تعرف بدورة القمر الشمسية التي تستغرق عاما. ولهذا فإننا نرى شهر رمضان المبارك يتنقل بين فصول السنة وشهورها. وفي ذلك حكمة كبيرة هي أن لا يظل الناس الذين تطول فترة صيامهم أو تقصر ثابتة على مدار السنة. وهذا الفرق ظهر واضحا جليا لدى قدماء المفسرين الذي فسروا آية سورة الكهف (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا) أي أن المدة التي قضوها في الحقيقة هي 300 سنة شمسية أو 309 سنوات قمرية، إذ إن كل مئة سنة شمسية تعادل 103 سنوات قمرية. ولأن التقويم القمري ليس منضبطا وفق معيار معين حتى الآن، إذ تعريف بداية الشهر بعيدا عن كونه اصطلاحا فلكيا، إلا أن الشرع هو الحكم الفصل، فمن الفقهاء من يعتبر الاقتران هو أصل الحساب، ومنهم من يعتمد رؤية الهلال هو الأصل. " عرف القدماء السنة الكبيسة، فحتى يحافظوا على شهر رمضان في موسم الرمضاء والحر، وربيع الأول والثاني في موسم الربيع، والحج في موسم الشتاء، أضافوا شهرا ثالث عشر للسنة الثالثة في التقويم القمري " وعلى أي حال، فقد عرف القدماء قضية تدعى الكبس، وهي السنة الكبيسة ، فحتى يحافظوا على شهر رمضان في موسم الرمضاء والحر، وربيع الأول والثاني في موسم الربيع، و الحج في موسم الشتاء، فقد أضافوا شهرا ثالث عشر للسنة الثالثة في التقويم القمري، وهذا الذي فعلته أكثر الحضارات التي استخدمت القمر تقويما لها.
عادل عسوم يكتب: خواطر في رحاب سورة البقرة يقول الله تعالى في الآية 189 من سورة البقرة: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ}، ثم ترد الإجابة في ذات الآية بأن: {قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}. الأهلة جمع هلال، وهو تعبير عن مراحل القمر خلال دورانه حول الارض، وتأتي أوجه القمر بالترتيب التسلسلي على النحو الآتي: القمر الجديد (المحاق)، الهلال المتزايد، التربيع الأول، الأحدب المتزايد، البدر (ونسميه في موروثنا السوداني قمر السبعتين أو قمر أربعطاشر)، ثم الأحدب المتضائل أو المتناقص، والتربيع الثاني، ثم الهلال المتضائل أو المتناقص. وكلها مراحل للقمر تحدث خلال دورانه. سبب نزول هذه الآية الكريمة أن جماعة جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في بعض التفاسير بأنهم بعض الصحابة، وقيل أيضاً بأنهم بعض اليهود، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الهلال: لماذا يبدو دقيقاً ثم يكتمل ثم يعود كما كان؟! لعل سؤال مثل هذا يتوقع السائل بأن تكون الاجابة عليه (فلكية) تتحدث عن كيف ولماذا يحدث ذلك للقمر، لكن كانت الإجابة مفاجئة وغير متوقعة!