سكن قوم تبع (اليمن)منذ القدم، وكانوا عربًا من قبيلة تسمي (قحطان)، تم ذكرهم في آيات القرآن الكريم في سورة سبأ، وسورة الدخان وسورة ق. و "اتبع" هو ملك هؤلاء الناس وكان ملكًا على دول اليم ، بما في ذلك (حضرموت،سبأ، حمير)، وتذكر الكتب القديمة أن تبع هذا الملك كان مؤمنًا صالحًا، عندما روى من الرسول محمد -صل الله عليه وسلم-: (لا تسبوا تبعًا، فإنه كان قد أسلم)، وقيل أيضًا أنه كان قد تنبأ بالرسول الأمين ودعا الأوس للإيمان به. من هم قوم تبع ترى بعض الآراء أن تبع هو رجل مؤمن واعتبر أن التعبير الخاص بكلمة تبع وهو "الناس أتباع"، والذي ورد ذكره في اثنين من آيات القرآن ، كدليل على ذلك لأنه لم يكن هناك أي ذنب تجاه تبع في هاتين الآيتين، بل شعبه هو الذي كان مذمومًا، وذلك وفقًا لما جاء عن النّبي ففي هذه الرواية أنّه قال: (لا تسبّوا تبّعاً فإنّه كان قد أسلم). وُرد عن ابن كثير أن تبع اسمه كان أسعد أبو غريب، وهو الذي مر بالمدينة وحارب الشعب، ثم تعامل معهم بسلمية، وترك لوحةً عليها شعاره، موضحًا أنه كان مؤمنًا بالنبي الذي سيُرسل ويقوم بالهجرة إلى المدينة المنورة. وُرث إيمانه بالنبي الذي سوف يُبعث حتى وصل ذلك إلى أبو أيوب الأنصاري، وكان هو الذي أقام عنده النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك عندما ذهب إلى المدينة مهاجرًا.
قوم تبع، من هم قوم تبع، ولما سموا بهذا الاسم، ذكر القرآن الكريم أسماء أقوام مختلفة كانت لهم قصص معبرة ومؤثرة وفيها عبرة وموعظة، من بينهم قوم تبع من هم وما سبب تسميتهم بذلك هذا ما سنعرفه من خلال موضوعنا اليوم. من هم قوم تبع: قال الله تعالى في كتابه العزيز: " أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ" وقال أيضاً في محكم التنزيل: "كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ. وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ.
قوم تبع هم أمراء شعب حُملان قبيلة من القبائل اليمنية تتواجد في بلدة حُملان، جنوب محافظة المحويت اليمنية، أما " تبع " فهو أسعد أبو كرب الحميري، كان يلقب ذلك الملك الشجاع في البداية بـ "ظل الشمس" وهو كناية عن انتصاراته وفتوحاته التي قام بها، ثم بعد ذلك حاز على لقب تبع ، وهو نفس اللقب الذي ورد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية.
أما عن سؤالك هل كان تبع نبيا أم ملكا؟ قال الإمام القرطبي: واختلف هل كان نبيا أو ملكا؟ فقال ابن عباس: كان تبع نبيا ، وقال كعب: كان تبع ملكا من الملوك، وكان قومه كهانا، وكان معهم قوم من أهل الكتاب، فأمر الفريقين أن يقرب كل فريق منهم قربانا ففعلوا، فتقبل قربان أهل الكتاب فأسلم، قالت عائشة رضي الله عنها: لا تسبوا تبعا فإنه كان رجلا صالحا. وحكى قتادة أن تبعا كان رجلا من حمير، سار بالجنود حتى عبر الحيرة وأتى سمرقند فهدمها، حكاه الماوردي. وحكى الثعلبي عن قتادة أنه تبع الحميري، وكان سار بالجنود حتى عبر الحيرة، وبنى سمرقند وقتل وهدم البلاد. وقال الكلبي: تبع هو أبو كرب أسعد بن ملك يكرب، وإنما سمي تبعا لأنه تبع من قبله، وقال سعيد بن جبير: هو الذي كسا البيت الحبرات، وقال كعب: ذم الله قومه ولم يذمه. اهـ. أما كيف تم هلاك قومه؟ فقد ذكر القرآن أن الله أهلكهم ولم يذكر كيفية إهلاكهم، وقد ذكر بعض المفسرين أن إهلاكهم كان بسيل العرم المذكور في سورة سبأ، قال ابن كثير: قوم تبع، وهم سبأ، حيث أهلكهم الله عز وجل وخرب بلادهم وشردهم في البلاد وفرقهم شذر مذر، كما تقدم ذلك في سورة سبأ. وقال في التحرير والتنوير: فبعد أن ضرب لهم المثل بمهلك قوم فرعون زادهم مثلا آخر هو أقرب إلى اعتبارهم به وهو مهلك قوم أقرب إلى بلادهم من قوم فرعون وأولئك قوم تبع، فإن العرب يتسامعون بعظمة ملك تبع وقومه أهل اليمن، وكثير من العرب شاهدوا آثار قوتهم وعظمتهم في مراحل أسفارهم وتحادثوا بما أصابهم من الهلاك بسيل العرم.
والظاهر من الآيات: أن الله سبحانه إنما أراد واحدا من هؤلاء ، وكانت العرب تعرفه بهذا الاسم أشد من معرفة غيره ، ولذلك قال - عليه السلام -: ولا أدري أتبع لعين أم لا. ثم قد روي عنه أنه قال: لا تسبوا تبعا فإنه كان مؤمنا فهذا يدلك على أنه كان واحدا بعينه ، وهو - والله أعلم - أبو كرب الذي كسا البيت بعدما أراد غزوه ، وبعدما غزا المدينة وأراد خرابها ، ثم انصرف عنها لما أخبر أنها مهاجر نبي اسمه أحمد. وقال شعرا أودعه عند أهلها ، فكانوا يتوارثونه كابرا عن كابر إلى أن هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - فأدوه إليه. ويقال: كان الكتاب والشعر عند أبي أيوب خالد بن زيد. وفيه: شهدت على أحمد أنه رسول من الله باري النسم فلو مد عمري إلى عمره لكنت وزيرا له وابن عم وذكر الزجاج وابن أبي الدنيا والزمخشري وغيرهم أنه حفر قبر له بصنعاء - ويقال بناحية حمير - في الإسلام ، فوجد فيه امرأتان صحيحتان ، وعند رءوسهما لوح من فضة مكتوب فيه بالذهب ( هذا قبر حبى ولميس) ويروى أيضا: ( حبى وتماضر) يروى أيضا: ( هذا قبر رضوى وقبر حبى ابنتا تبع ، ماتتا وهما يشهدان أن لا إله إلا الله ولا يشركان به شيئا ، وعلى ذلك مات الصالحون قبلهما).