03:49 م الخميس 29 أغسطس 2013 قال تعالى: {فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}... (الطارق الآيات 5: 7). يرى مؤلف كتاب (مع الطب في القرآن الكريم) أن الآية الكريمة أشارت على وجه الإعجاز والموعظة، يوم لم يكن تشريح ولا مجهر، إلى موضع تدفق المني من الانسان قبل أن يخرج إلى ظاهر الجسم. ولتحليل هذا الرأي نسبتين أولاً معاني كلمتي (الصلب والترائب): (الصلب) لغوياً تعني كل شيء قوي وصلب. ولهذا تطلق على الرجل. والصلب عبارة عن العمود الفقري البادئ من ناحية ما بين الكتفين إلى نهاية الفقرات. ويرى البعض أن الصلب هو مركز تكون نطفة الرجل، ما يستقر منه في القسم الخلفي أو القدامي من العمود الفقري، أي الموقع البدائي للأعضاء التناسلية الذكرية والأنثوية (الرحم). جاء في كتاب (مع الطب في القرآن الكريم): (الصلب) يشمل العمود الفقري الظهري والعمود الفقري القطني، وعظم العجز. ويشتمل من الناحية العصبية على المركز التناسلي الآمر بالانتعاظ ودفق المني وتهيئة مستلزمات العمل الجنسي. (من سورة الطارق (الصلب و الترائب | خواطر مسلم سابق حول القرآن. كما أن الجهاز التناسلي تعصبه ضفائر عصبية عديدة ناشئة من الصلب، منها: الضفيرة الشمسية والضفيرة الخثلية والضفيرة الحوضية.
قال: ثنا ابن يمان، عن مِسْعَر، عن الحكم، عن أبي عياض، قال: ( التَّرَائِبِ): الصدر. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) قال: الترائب: الصدر. وهذا الصلب وأشار إلى ظهره. وقال آخرون: الترائب: ما بين المنكبين والصدر. * ذكر من قال ذلك:حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن إسرائيل، عن ثُوَير، عن مجاهد، قال: ( الترائِبِ) ما بين المنكبين والصدر. معنى آية يخرج من بين الصلب والترائب | سواح هوست. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( التَّرَائِبِ) قال: أسفل من التراقي. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، قال: الصُّلْب للرجل، والترائب للمرأة، والترائب فوق الثديين. وقال آخرون: هو اليدان والرجلان والعينان. * ذكر من قال ذلك:حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) قال: فالترائب أطراف الرجل واليدان والرجلان والعينان، فتلك الترائب. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبي رَوْق، عن الضحاك ( يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) قال: الترائب: اليدان والرجلان.
ومعنى الماء الوارد في الآية أي النطفة التي تخرج من بين الصلب والترائب أي من صلب الرجل وترائب المرأة أو مائها، وهو ما أثبته العلم الحديث بعد 1400 سنة على نزول الآية الكريمة. اقرأ أيضا: تفسير سورة الطارق للأطفال معاني آيات سورة الطارق افتتح الله سورة الطارق بقوله: "وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ* وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ* النَّجْمُ الثَّاقِبُ* إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ" أي أن السورة مُستهلَّة بالقسم، وكان القسم بالسماء على غرار سورة الانفطار، والانشقاق، والبروج، وذلك بسبب أن السماء وما تشتمل عليه من نجوم وشهب، وغير ذلك من آيات كونية، من أعظم الدلائل على عظيم خلق الله تعالى، واستحقاقه للإفراد بالعبادة. أقسم الله تعالى بالطارق، والمقصود بالطارق أي النجم المُضيء في الليل المظلم، وهو ما فُسّر في الآية الثالثة بقوله تعالى: "النَّجْمُ الثَّاقِبُ" أي أن كل ما يظهر في ظلمات الليل يُسمى طارقًا. جاء بعد ذلك جواب القسم وهو قول الله تعالى: "إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ" أي أن الله أوكل لكل نفس بشرية حافظ ورقيب، والحافظ هو المَلك الذي أمره الله تعالى بتدوين أعمال النفس البشرية وإحصائها، كما يُراد بالحافظ أيضًا الملائكة التي تحفظ الإنسان وتحميه.
﴿ تفسير الطبري ﴾ وقوله: ( يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) يقول: يخرج من بين ذلك، ومعنى الكلام: منهما، كما يقال: سيخرج من بين هذين الشيئين خير كثير، بمعنى: يخرج منهما. واختلف أهل التأويل في معنى الترائب وموضعها، فقال بعضهم: الترائب: موضع القلادة من صدر المرأة. * ذكر من قال ذلك. حدثني عبد الرحمن بن الأسود الطفاويّ، قال: ثنا محمد بن ربيعة، عن سَلَمَة بن سابور، عن عطية العَوْفِيّ، عن ابن عباس ( الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) قال: الترائب: موضع القِلادة. حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) يقول: من بين ثدي المرأة. حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء، قال: سُئل عكرِمة عن الترائب، فقال: هذه، ووضع يده على صدره بين ثدييه. حدثني ابن المثنى، قال: ثني سلم بن قتيبة، قال: ثني عبد الله بن النُّعمان الحُدَانيّ، أنه سمع عكرِمة يقول: ( يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) قال: صُلْب الرجل، وترائب المرأة. حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن شريك، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، قال: الترائب الصدر.