استيقظت الكويت صباح ذلك اليوم على نبأ تفجير إرهابي طال مركز الفنون، أصبح حديث الناس وشاغلها، يقول المقدسي: «على أثر هذا العمل قام بعض الشباب الجهادي بأعمال مشابهة، فذهب بعضهم وضربوا مركز الفنون في منطقة خيطان، وآخرون أطلقوا الرصاص على مركز الفنون في الفحيحيل». أبو محمد المقدسي تويتر. قيدت الحادثة (تفجير مركز الفنون في السالمية) في حينه ضد مجهولين، كان المقدسي ورفاقه يتجولون في المجالس، وأماكن تجمعات الإسلاميين يدافعون عن مشروعية هذا العمل، دون أن يفصحوا لأحد أنهم من قاموا به. بعد أن سكنت الأحوال وهدأت، عاد المقدسي إلى رفاقه فذكرهم بوعدهم في العمل ضد القوات الأمريكية، لكنه فوجئ بردهم، كانوا متململين ومترددين، اعترض أحدهم وقال الأمر صعب هذا عمل كبير خطير، وقد تزهق في ذلك أرواح ودماء، رد المقدسي عليه غاضبا: «طبعا نحن ذاهبون لإزهاق الدماء والأرواح، أجل حنا رايحين نلعب مع هؤلاء الناس، نحن سنلقي عليهم قذائف هاون، وإلا ظننتم أننا سنلقي عليهم ألعابا نارية! ». يقول المقدسي: «كان أكثر شاب رافض لهذا لأمر، هو ذلك الشاب الذي لم أرتح له، ولم يكن معنا في أفغانستان، هذا الرجل أصلا كان له تاريخ في تعاطي المخدرات، وكان هو السبب في كشف عملية مركز الفنون، فبعد أن غادرت الكويت وعدت إلى الأردن، ضعف هذا الشاب وعاد إلى المخدرات، وقبض عليه بسبب تعاطيه، وفي السجن طلب من أحد ضباط الشرطة حبوبا مخدرة، وفي لحظة ضعف وحاجة للمخدرات قال للشرطي إن أعطيتني اعترف لك في قضية سجلت عندكم ضد مجهول لا تعرفها، فذكر له عملية مركز الفنون، وكشف عن جميع الأسماء، وذكر أنني كنت وراء العمل، وبالفعل اعتقل جميع أعضاء الخلية، وحوكمت أنا غيابيا».
سعى المقدسي في كتابته إلى إبراز شخصية الإقليم الذي يكتب عنه، وقد وصفه سبرنجر بأنه أكبر جغرافي عرفته البشرية قاطبة، واشتهر باتساع نطاق أسفاره ودقة ملاحظاته وعمقها، وحسن ترتيب مادة كتابه وصوغها صوغًا طيبًا.