الحديث الأول: عن عائشة رضي الله عنها قال: "خرجَت (سودة) بعدما ضُرب الحجاب - لحاجتها - وكانت امرأة جسيمةً لا تخفى على مَن يعرفها - فرآها عمر بن الخطاب فقال: يا سودة، أمَا والله ما تخفين علينا... " [1]. حديث عن الحجامه. هذا الحديث دليل واضح على أنَّ عموم النِّساء كنَّ ساترات الوجوه؛ إذ إنَّ عمر رضي الله عنه عرف "سودة" لجسامتها، لا لأنها منتقبة وسط عدد من النساء كاشفات الوجوه [2] ؛ إذ لو كان الأمر كذلك لكان إنكاره عليها من السذاجة التي يُنزَّه عنها الفاروق؛ لأنَّه يقال: لو كانت آية الأحزاب خاصة بهنَّ، فكيف يخفى عليه أنهنَّ لا بد وأن يُعرفن؟ بل يصبحنَ أكثر تمييزًا لهنَّ من غيرهن لأنهن فقط المنتقبات؛ فهذا بعيد، ولكن الفهم الصحيح: أنَّ النساء كلهنَّ كنَّ على هيئة واحدة من اللباس (ساترات الوجوه)، ولما كانت سودة مميَّزة بجسامة بدنها، عرَفها عمر، فأنكَرَ عليها خروجها، هذا هو الواضح لمن تأمَّل ألفاظ الحديث. •••• الحديث الثاني والثالث: عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا خطب أحدكم امرأة، فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها، فليفعل))، فخطبتُ جارية فكنت أختبئ لها، حتى رأيتُ منها ما دعاني إلى نكاحها وتزوَّجتها [3].
[٤] والجلباب هو اللباس الساتر للرأس والبدن، أما حكم تغطية الوجه والكفين فقد كانت من المسائل التي اختلف فيها علماء الأمة، فذهب بعضهم إلى وجوب تغطيتها أمام الرجال الأجانب، بينما ذهب آخرون إلى القول بعدم وجوب تغطيتها استناداً إلى قوله تعالى عن إبداء الزينة: (إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا). [١] وأن المقصود من الزينة الظاهرة هي الوجه والكفين، كما احتج إصحاب هذا القول بحديث أسماء الذي جاء فيه (يا أسماءُ إنَّ المَرأةَ إذا بلغتِ المَحيضَ لم يَصلُحْ أن يُرى منها إلَّا هذا وَهَذا، وأشارَ إلى وجهِهِ وَكَفَّيهِ). [٥] وقيل بجواز كشف المرأة لوجهها إذا خلا من المساحيق والزينة. [٦] فوائد الحجاب من الفوائد الكثيرة لحجاب المرأة المسلمة أنه يحقق طهارة القلوب، ويبعد عن النفوس الريبة، وخواطر السوء، ويحقق العفة للرجل والمرأة على حد سواء، كما أن الحجاب هو طاعة لله ورسوله، وعلامة على الإيمان، ودليل على الحياء والعفة، وهو كذلك متناسب مع فطرة الرجال التي جبلت على الغيرة وحب التستر والعفاف. حديث عائشة عن الحجاب. [٧] المراجع ^ أ ب سورة النور ، آية: 31. ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن صفية بنت شيبة ، الصفحة أو الرقم: 4759، خلاصة حكم المحدث صحيح.