معنى كلمة ونّي بيك الموريتانية - YouTube
منير وصفي باحث في موسيقى الألحان القبطية مـدرس مــــادة اللــــحن الكنــــسي بمعــــهـــد الرعـــــاية والتـــــربيـة البعد الموسيقي للحن ميغالو: قبل تحليل هذا اللحن أود أن أنوه عن ملاحظة طقسية تستخدمها الكنيسة في نظام القراءات الكنسية تسمى مبدأ (الإستلاف) وفيها تستعير نصوص من فصول تخص مناسبة معينة لتقرأها في مناسبة مشابهة، فمثلا القراءات التي تدور حول ذكرى القديس موسى النبي تأخذها الكنيسة لكي تقرأ هي نفسها في تذكار باقي الأنبياء، فالكنيسة توحد الأفكار حول موضوع معين وهو الأنبياء. كذلك فالكنيسة القبطية تستخدم فكرة ( الإستلاف) من أفكار وجمل موسيقية في ألحان أخرى لتطعم بها بعض الألحان التي تسبح بها في مناسبة معينة، وكأنها تعمل flash back تساعد المصلي أو المسبح للتأمل في أجواء أو حالة روحية معينة تساعده على الصلاة، وليس هذا عجز من الكنيسة في إمكانية التلحين أو وضع جمل لحنية جديدة ولكن لكي تأخذه لرحلة من الذكريات ولحالة روحية خاصة متوافقة مع الكلمة المطلوبة، وهذه الفكرة سنحاول أن نوضحها بمعونة الله في شرح هذا اللحن العميق. والكنيسة في هذا اللحن الخالد ميغالو يأخذ من روح ألحان أسبوع الآلام ويطير بنا لينقلنا سريعا ويمهد ذهننا إلى مرحلة البصخة التي تلي فترة الصوم الكبير وتمهدلاستقبال أسبوع الآلام بذكرياته المقدسة وكل أحداثه الهامة، ولذلك يستعير بعض الأفكار الموسيقية من ألحان البصخة وألحان أخرى لنعيش هذه الحالة الروحية المقدسةالمتوافقة مع كلمات هذا اللحن.
ومع أنه الله ولكنه "أخلى نفسه متخذا صورة عبد صائرا شبيها بالبشر وإذ ظهر بهيئة إنسان أطاع حتى الموت موت الصليب" (في2: 7، 8) ولذلك فنحن نجد أنه بعد وصول اللحن إلى ذروته في كلمة "أرشي" أكمل النغمات بالهبوط المستمر في مجموعات من الجمل اللحنية الصغيرة وكأنها تعبر عن إخلاء الله ليأخذ صورة عبد في ملء الإتضاع ويصل اللحن إلى نغمة أوطى بحوالي "أوكتاف" (مسافة ثماني نغمات) ليعبر عن هذا الإخلاء العظيم.