حذّر جون كيري قبل أيام، وهو حالياً المبعوث الأميركي الخاص لشؤون المناخ، من «عواقب أسوأ أزمة مناخية تشهدها البشرية» بحلول عام 2030. أي بعد أقل من 10 سنوات، إذا لم تلتزم بتخفيض الانبعاثات بنسبة 40 في المائة، وهو ما يشبه المستحيل ونحن نشهد أكبر صراع بين الدول الكبرى لتوفير الوقود الأحفوري. ما يعني أن النفط والغاز، لا يزالان إدماناً عالمياً، وبكميات غير مسبوقة. صندوق حديد قديم جدا. السيد كيري كان وزير خارجية أقوى دولة في العالم، تأمر فتستجاب، ولا نعرف لماذا لم تفعل ما يكفي!! فهو نفسه يقول إن 20 دولة، أعضاء مجموعة العشرين، (التي تحدثنا عنها أعلاه) تتسبب فيما يصل إلى 80 في المائة من إجمالي الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، وهي وحدها التي تملك الحل. ليس خطأ تخفيف درجات التدفئة في البيوت شتاء، وتقليل إنتاج السيارات، والحد من عدد الطائرات التي تجوب السماوات طولاً وعرضاً، والعودة إلى التقنين في شراء الملابس. والأهم الكفّ عن إدمان استخدام البلاستيك، الذي أصبح كارثة العصر، ووصلت جزيئاته إلى دمائنا، وتسري في عروقنا، بحسب دراسة هولندية حديثة. فقد بتنا نأكله مع الطعام في صحوننا ونشربه في أكوابنا ويدخل إلى أمعائنا التي تمتصه وتنقله إلى الجسد كله.
صندوق حديد قديم تويتر
فمشروع قانون السيدة دوريس اقتصر على جانب الحماية والرقابة، وأغفل مسؤولية منصات التواصل الاجتماعي في حماية حرية التعبير وتجنب الرقابة، ومعاملة التيارات كلها بمساواة وتجنب سياسة العزل والإقصاء للمعبرين عن آراء، أو يقدمون معلومات مخالفة للتيار السائد الذي فرضته المصالح أو الحكومة على الرأي العام. قُدم مشروع القانون في كتاب يفوق 250 صفحة، وتم ملؤه بعبارات مثيرة للجدل ولحفيظة المدافعين عن حرية التعبير، لتركيزه أكثر على تحويل أصحاب منصات التواصل الاجتماعي ومحيطات الاتصال نحو لعب دور الرقيب أكثر من التركيز على مسؤوليتهم عن حجب المعلومات وتوجيه مسارها. محطات في حياة جالا فهمي: تزوجت عمر خيرت وهذه أبرز أعمالها - ليالينا. ولعل أكثر العبارات إثارة للجدل، وغموضاً للمعنى، كانت مسؤولية المنصات عن منع «ما هو قانوني لكنه ضار (lawful but harmful)». فالتدخين والشراب، والإفراط في إضافة السكر، مثالاً لا حصراً، كلها قانونية، لكن الأطباء يعدونها ضارة؛ فمفتش المرور يرى الشراب خطراً على سلامة السير، لكن صاحب مخبز الحلويات ومصانع السجائر، والمطاعم، تراها كلها مصادر رزق للعاملين. «فيسبوك» وغيرها مثلاً تصمم اللوغاريتمات لمراقبة ومنع ما تراه «ضاراً»، بالطبع بمنظور لحظي أناني أو غير موضوعي بوضع كلمات معينة «كمحرمات»، أو «ممنوعات».
صندوق حديد قديم جدا
قصائد وطنية، للتعبير عن حبك للوطن الذي تعيش فيه، حاول العديد من الشعراء استخدام أقلامهم لإيفاء أوطانهم حقوقها بالكلمات.
صندوق حديد قديم عود
كانت هناك مجموعات ومصالح أخرى تنتظر مشروع القانون أمام مجلس العموم، ومعظم أهدافهم «حمائية» رقابية، سواء من جماعات نسوية (تشاركها في ذلك دعوات من رجال الدين، ومن بعض أطباء النفس) بتحديد وتضييق الدخول الإلكتروني إلى مواقع إباحية، يعدونها مسؤولة عن العنف ضد النساء. بجانب جماعات من رعاية الأطفال، وأولياء الأمور، والمعلمين، قلقين من سهولة دخول الأطفال، دون السن القانونية إلى المواقع الإباحية، ومواقع تعرض أفلام ومسلسلات عنف. وأيضاً مواقع ومنصات - خصوصاً على «إنستغرام» و«تيك توك» وغيرهما - تناقش أفكاراً تعد مضرة بصحة الصغار وسلامتهم العقلية، مثل الانتحار، أو إيذاء النفس، أو حث المراهقات على إنقاص الوزن بسرعة، مسببة أضراراً طبية.
يريد العالم الشيء وضده في وقت واحد، وهذا محال. لا يمكنك أن تقلل انبعاث الغازات السامة، باستبدال الدراجات الهوائية ببعض السيارات، والأكواب الكرتونية بالبلاستيكية، وتدمن على أكل الخضراوات العضوية. فهذا من بهارج الإجراءات. ما يلزمنا، لنكون صادقين مع أنفسنا، هو التوقف عن المبالغة في الاستهلاك، والعمل على تطويل العمر الافتراضي للمنتجات، وكل ما عدا ذلك فهو مجرد ذرّ للرماد في العيون. محمد عطية يُعطي رأيه بأداء ياسر جلال في "الإختيار 3" | LebanonFiles. وصلت الدول الصناعية إلى ذروة ازدهارها في العقدين الماضيين، بفضل الاعتماد في صناعاتها على الوقود الأحفوري بأنواعه (غاز ونفط وفحم)، ثم التشجيع على الإنفاق، والإسراع في استبدال كل قديم، بمجرد أن تطل صيحة جديدة برأسها في الأسواق. ومن دون هذه الدورة، مصير الدول الصناعية الركود، وعلى مصانعها السلام. لذلك فالدول الغنية، والأكثر تخريباً وتلويثاً للكوكب، هي نفسها التي تقود قمم التحول المناخي، وهي التي تنذرنا بالفناء، وتضع الخطط، التي تنتهي في كل مرة إلى فشل. ثمة إيحاء دائماً، بأنهم فهموا الدرس، وهم ماضون على الطريق الصحيح. وهذا تضييع وقت، ومن سيدفع الثمن الأكبر، هي الشعوب التي لا ناقة لها في الأرباح ولا جمل. الدول المدافعة عن الطاقة النظيفة، هي التي تصرخ الآن بسبب ارتفاع أسعار النفط، وتذهب في كل اتجاه باحثة عن تعويضه، وخفض ثمنه، لتبقى مصانعها تدور بسرعة وتنتج بكثافة، ولا تقتلها البطالة.