وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني أذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على منيكفله فرجعناك الى أمك كي تقر عينها ولا تحزن وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا.
وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْـنَعَ عَـلَى عَـيْنِي وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْـنَعَ عَـلَى عَـيْنِي الشيخ عبد الله الغامدي قـوله تعالى:﴿ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْـنَعَ عَـلَى عَـيْنِي ﴾- ( سورة طـه: آية: 39). معاني الكلمات في الآية: قَولُهُ﴿ وأَلْقَيْتُ﴾: الخطاب لموسى ـ عليه السلام ـ أي: وضعتها عليك فأحببتك وحببتك إلى خلقي(1). وقيل في تفسيرها أيضا:﴿ وألقيت ﴾أي وَصَنعتُ ﴿ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي﴾: أي إنَّ اللهَ أحبَّه وحبَّبهُ إلى خلقِه. قَولُهُ ﴿ وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾: أي بِمَرأى ومنظرٍ منِّي، والمعنى أنَّ اللهَ أحبَّ موسى وحبَّبه إلى خلقِه، وربَّاه بِمَرأى منه سُبْحَانَهُ(2). آيات المحبة والقبول بين الناس | موقع ملخص. قال العلامة محمد بن إبراهيم في تفسيرها:"« عَيْنِي » مفردٌ مضافٌ جارٍ على ما تقول العرب في كلامهم:« رعيتك بعَيْنِي » ونحو ذلك ، والمراد المثنى. وكذلك الثلاث فيها تشوُّه ، وكذلك الواحدة ، فإن في الحديث:« إن ربكم ليس بأعور »(3) نؤمن به ونَكِلُ كيفيته ". اهـ من تقريراته على الواسطية. قلت: وهذا بنحو كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. معنى الآية الثالة إجمالا: لما ذكر سبحانه منته على عبده ورسوله موسى ابن عمران في الدين والوحي والرسالة وإجابة سؤاله ذكر نعمته عليه وقت التربية فقال ﴿ وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾ أي ولتتربى على نظري وفي حفظي وكلاءتي.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وأنت بعيني في أحوالك كلها. * ذكر من قال ذلك: حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج ( وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) قال: أنت بعيني إذ جعلتك أمك في التابوت، ثم في البحر، و ( إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ). وقرأ ابن نهيك ( وَلِتَصْنَعَ) بفتح التاء. حول الآية الكريمة: (وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني) والآية: (واصطنعتك لنفسي) سورة طه – المجلة الثقافية الجزائرية. وتأوّله كما حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا عبد المؤمن، قال: سمعت أبا نهيك يقرأ ( وَلِتَصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) فسألته عن ذلك، فقال: ولتعمل على عيني. قال أبو جعفر: والقراءة التي لا أستجيز القراءة بغيرها (وَلِتُصْنَعَ) بضم التاء، لإجماع الحجة من القرّاء عليها. وإذا كان ذلك كذلك، فأولى التأويلين به، التأويل الذي تأوله قَتادَة، وهو ( وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي) ولتغذى على عيني، ألقيت عليك المحبة مني ، وعني بقوله (عَلى عَيْنِي) بمرأى مني ومحبة وإرادة.
بمعنى آخر: لم يخلق الله سبحانه وتعالى الإنسان مرتين لأكثر؛ كذلك لم يصنع الكون مرتين فأكثر – حتى الآن – فالصناعتان بداية ونهاية مبذورات فيهن بذرة الحياة والفناء مروراً بالتخليق والتصنيع كيفما كانت مشيئته؛ إذ انتقلت بفضل الله ثم بفضل عناصر معينة قامت على الأشكال الكثيرة فيما يعرف بالإنسان والكون. خصوصية صنعة موسى بن عمران؛ عليه السلام؛ لنفس الله تعالى (واصطنعتك لنفسي) هي أن يقوم موسى مقام الحق تعالى في مواضع القوة والقدرة والسمع والكلام والإرادة والعلم والبصر؛ فيحقق مراد الله في خلقه وتحديداً مناط رسالته لفرعون مصر ثم قومه من بعد؛ لأن فرعون قال بالربوبية والالوهية والقدرة والسمع والبصر والإرادة والعلم فأراد أن يقوم مقام الله في الخلق منفرداً ومتناسيا الرب الواحد خالق كل شيء؛ فنفذ أمر الله تعالى في فرعون من صنعته موسى لنفسه فحقق مبتغاه وأهلك من عاداه. أرأيتم صنع الله الذي أتقن كل شيء؟ صنع موسى وأحاطه بالمحبة محل القيام له مقام الحق فقام بالله مقام الحق نفاذا لتحقيق الغاية من الصنعة وتنفيذاً للعناية والمحبة إحاطة السوار بالمعصم وهذا مقام الصفوية لموسى بن عمران؛ عليه السلام؛ حين قال تعالى بسورة الأعراف: (يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين).
كما حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: لما ولدت موسى أمه أرضعته، حتى إذا أمر فرعون بقتل الولدان من سنته تلك عمدت إليه، فصنعت به ما أمرها الله تعالى، جعلته في تابوت صغير، ومهدت له فيه، ثم عمدت إلى النيل فقذفته فيه، وأصبح فرعون في مجلس له كان يجلسه على شفير النيل كلّ غداة، فبينا هو جالس، إذ مرّ النيل بالتابوت فقذف به وآسية ابنة مُزَاحم امرأته جالسة إلى جنبه، فقال: إن هذا لشيء في البحر، فأتوني به، فخرج إليه أعوانه حتى جاءوا به، ففتح التابوت فإذا فيه صبيّ في مهده، فألقى الله عليه محبته، وعطف عليه نفسه. وعنى جلّ ثناؤه بقوله (يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ) فرعون هو العدوّ، كان لله ولموسى. حدثنا موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله ( فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ) وهو البحر، وهو النيل. واختلف أهل التأويل في معنى المحبة التي قال الله جلّ ثناؤه ( وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي) فقال بعضهم: عنى بذلك أنه حببه إلى عباده. * ذكر من قال ذلك: حدثني الحسين بن عليّ الصدائي والعباس بن محمد الدوري، قالا ثنا حسين الجعفي عن موسى بن قبس الحضرمي، عن سلمة بن كهيل، في قول الله ( وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي) قال عباس: حببتك إلى عبادي، وقال الصُّدَاني: حببتك إلى خلقي.