هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا قصة زرقاء اليمامة، والّتي تحدّثنا فيه عن زرقاء اليمامة وقصّتها الشّهيرة عند العرب، وبيّنا ما إذا كانت هذه الشّخصيّة حقيقيّةً أم لا، وكذلك قمنا بذكر بعض الأبيات الشّعرية عن زقاء اليمامة، والعبرة من قصّتها القديمة.
نتعرف معكم اليوم على قصة زرقاء اليمامة للاطفال ، وهي من القصص الشهيرة في التراث العربي والتي يضرب بها المثل في الكثير من المواقف، حيث يزخر التاريخ العربي بالعديد من الشخصيات التي صارت مضربًا للأمثال في الأخلاق الكريمة كالشجاعة والحلم والكرم، وغيرها من الصفات، ولكي نحكي تلك الحكايات للأطفال ينبغي على الآباء أن يفعلوا ذلك بطريقة سهلة وميسرة، لكي يقوم عقل الطفل باستيعابها، وتعلم الخلق القويم الذي تدعو إليه، تابعوا معنا المقال التالي على موقع موسوعة لكي نتعرف على واحدة من أبرز تلك القصص. قصة زرقاء اليمامة للاطفال يحكى أن في زمان قديم جدًا، قبل قدوم الإسلام إلى شبه الجزيرة العربية، وبينما كان ينتشر الظلم والقسوة، ويعيش الناس في قبائل ينتمون لها ويدافعون عنها بكل ما يملكون من قوة، ويقدمون أرواحهم فداءً لقبيلتهم. كان العرب في الجاهلية قبل الإسلام يفتخرون بأنسابهم، ويريدون السيطرة على الأماكن المختلفة التي تعيش فيها قبيلتهم، فعلى الرغم من الحياة البدوية التي كان يعيشها العرب في هذه الأزمنة والتي كانت تتطلب الانتقال من مكان إلى مكان آخر بحثًا عن العشب والكلأ، إلا أن هناك بعض القبائل التي كانت تصر على التواجد في مكان معين، وتبسط فيه نفوذها وسيطرتها وخاصة القبائل الكبيرة.
زرقاء اليمامة، واسمها عَنْز، هي من جّديس، حيث عاشت في اليمامة في منطقة فسيحة اسمها- جَوّ. اشتهرت بقوة بصرها، فقيل إنها كانت تبصر الشّعرة البيضاء في اللبن، وتنظر الراكب على مسيرة ثلاثة أيام، وكانت تنذر قومها فتخبرهم إذا الجيوش غزتهم. تخبرهم بقدوم العدو قبل ثلاثة أيام، فلا يأتيهم جيش إلا وقد استعدوا له، حتى احتال لها بعض من غزاهم، فأمر أصحابه أن يقطعوا شجرًا، ليمسكوه أمامهم بأيديهم. نظرت الزرقاء فقالت: إني أرى الشجر قد أقبل إليكم، وأنشدت: أقسم بالله لقد دبَّ الشجر أو حِمْيَرٌ قد أقبلتْ شيئًا تجرّ قالوا لها مكذّبين: قد خرفت، ورقّ عقلك وذهب بصرك. صبّحتهم الخيل وأغارت عليهم. بعد أن انتصر أعداؤها على قبيلتها، قوّروا عينيها، فوجدوا عروق عينيها قد غرقت في الإثمِد من كثرة ما كانت تكتحل به. سنعجب اليوم، ولا نصدق حكاية البصر الحادّ، فثمة غلوّ في الرواية. لكننا قد نعلل القصة بأنها كانت تريد من قومها البقاء في حالة استعداد وعدم التراخي حتى لا يكونوا لقمة سائغة لعدوهم الملك حسان الحميري، هذا الملك الذي ينسب غزو اليمامة له. كانت النهاية مأساوية تمثلت في اجتياح العدو مساكن قوم زرقاء وقتل الكثيرين منهم، وهي قصة قد تناقلتها الروايات في ما بعد وضخمتها، وهذا طبيعي في قصة تعاد روايتها.