أحاديث أخري متعلقة من كتاب باب الألف المعـاني الشـروح التراجم التخـريج الرواة الطرف ( أَيَحْسِبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ) " " لَمْ يَرْوِ هَذَا لا تتوفر ترجمة لهذا الحديث وهذه ترجمة لمعناه من ترجمة لحديث (أبو داود في سننه - باب في فضل العتق في الصحة - رقمه 3536) من قائمة تخريجه I saw the Prophet (ﷺ) reading the verse; does he think that his wealth would make him last for ever?
ولو أصبحت القيادة لأولي العلم والتأثير لهم، ورُفعت الحواجز بينهم وبين مجتمعاتهم؛ لاستخدم الناس عددهم وأفواجهم في ترسيخ القيم الحق، وإسقاط كل منحرف؛ بلا دماء ولا صراع؛ فالإسقاط المعنوي إذا كان المجتمع في حالة صحة، يسير بلا جهد ومرارة تضحيات. لكن الفارق يظهر في القيادة إن كانت لأولي العلم أم كانت للقوارين..! الذين يمتلكون ناصية التوجيه في المجتمعات المنكودة. فالمال في المجتمعات المنكودة يملك الكلمة والاعلام والصحافة والكاميرا والشاشة، وأحيانا أيضا يملك المنابر..! فأجدِر بمجتمع كهذا أن تخاف عليه وتخشى، وأن يتضاعف الجهد والواجب على "أولي العلم". ………………………………. ( يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ). هوامش: قال محمد بن حازم الباهلي – من شعراء العصر العباسى الأول (160- 215): "قارون" عندي في الغنى مُعدمو همتي ما فوقها مذهب وقال الأستاذ عصام العطار ـ من المعاصرين ـ: يا لَلطغاة وما أشقى الأنام بهم عاشوا قوارين أو عاشوا فراعينا! ابن حزم، "الأخلاق والسير" أو "رسالة في مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق والزهد في الرذائل"، ص:125. المصدر: د. مصطفى السيد، مجلة البيان صفر ـ 1409هـ (السنة: 3). اقرأ أيضا: من قيم الإيمان فوائد مستنبطة من سورة التكاثر صور من تاريخ الطغيان الأمة تفتقدكم.. فأين أنتم يا معشر العلماء استهداف العلماء
وإذا جاء أمر فإنه يترك كل القوى اللائذة بأهل المال رغبة أو رهبة - عاجزة عن أي دور:]فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ ومَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ[ وبقدر ما كان الانتقام فاجعاً لقارون كان مفاجئاً للدنيويين فقد انتزعتهم النهاية من زيف أحلامهم وسكرة مشاعرهم لتوقفهم على الأخذ الأليم؛ فيصرخون [ وَيْ] لتبصر البصائر ما عجزت عنه النواظر، ويدركون ألا علاقة بين الهداية والثراء؛ فالله: [ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ويَقْدِرُ]. كما يعترفون بفضل الله عليهم لتدارك رحمته - إياهم - بنصح أولي العلم:]لَوْلا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا [، كما يخرجون بتجربة ناجحة عن مستقبل الثراء الكافر: [ وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الكَافِرُونَ] ، والتعبير بالمضارع [ لا يُفْلِحُ] يفيد ديمومة الحكم ما وُجدت أطراف القضية. وإذا كان الفوز في الآخرة هو الفوز، فالطريق إليه يبدأ في الدنيا بتجنُّب التجبُّر: [ لا يُرِيدُونَ عُلُواً] ، ومجانبة الفساد بكل مضامينه: [ وَلا فَسَاداً] ، ولئن قُدر للمبطلين أن يهيمنوا بعض الوقت فلن يتأتى لهم ذلك دائماً أو انتهاءً؛ لأن [ الْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ] [القصص:83].
لكنها عادة الجماهير التي يشد بعضها بعضا نحو "الإعجاب" و"الانبهار" وصنع "الكاريزما" لشخصيات كان يجب أن تسقط من عيونهم، وأن يُسقطها المجتمع "المسلم" من قيم حياته، وبالتالي أن يحكم عليها بالاعدام المعنوي، حت يُجبرها على العودة الى جادة الصواب. لكن بدا اليقين واضحا في الجانب الآخر، جانب "أولي العلم" كما بدا مؤثرا؛ إذ لم يهتز أولوا العلم ولم يضطرب تصورهم، ولم يشكّوا فيما هم عليه، ولم يرتابوا فيما يحملون من قيم. ثم لم يكتف أولوا العلم بهذا بل حاولوا "تثبيت المجتمع" وشدّه الى محور "الدين" ومحور "المنهج الرباني" وألقوا كلماتهم المذكّرة بالوحي والعائدة بالمجتمع الى جادة الصواب. نهايات عاجلة ومتكررة، ولا متعظ! وما أن يُنهي أهل العلم كلامهم؛ حتى تغيّب الأرض قارون في ظلماتها ـ والعطف بالفاء ـ ﴿فَخَسَفْنَا﴾ يدل على سرعة الأخذ. والعقوبة بالخسف مناسبة لسخف المعتقد. و"فاجعة" النهاية لا تقل في غناها المعنوي عن مأساة البداية، فهذه الثروة الهائلة تغور في أعماق البسيطة بثوانٍ كأن لم تكن: ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ والأَرْضُ ومَا كَانُوا مُنظَرِينَ﴾ (الدخان: 29). وإذا جاء أمر فإنه يترك كل القوى اللائذة بأهل المال رغبة أو رهبة ـ عاجزة عن أي دور: ﴿فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ ومَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ﴾.