المراد بالغلو في الأنبياء عليهم السلام، يكون الغلو في الأنبياء وأولياء الله الصالحين برفعهم فوق منزلتهم التي أشار اليها وأنزلهم الله عزوجل اياها، حيث أنه لابد للعباد المسلمين توسطهم فيهم وذلك من خلال اتباعهم للشريعة الاسلامية فيما يخص انزالهم المنزلة التي تليق بهم، بحيث لا يقومون بالمبالغة في حقهم برفعهم للمنازل التي وضعهم الله تعالي فيها، هذا ولا يقومون أيضا بالتقصير فيه فيجحدهم حقوقهم التي جعلها الله لهم، ضمن سياق متصل دعونل لنتعرف علي اجابة السؤال التعليمي بهذا الصدد من خلال متابعة الفقرة التالية. تمركزت العمليات البحثية عبر عدة مواقع بحثية مختلفة سواء بمحركات البحث جوجل أم منصات التعليم التي أقرت بها وزارة التربية والتعليم السعودية للطلبة في مدارسها وصولا للاجابة الدقيقة عن سؤال المقال الذي ينص علي، المراد بالغلو في الأنبياء عليهم السلام، والتي سوف نورد الاجابة عنه بالشكل النموذجي الدقيق بهذه الشاكلة: السؤال التعليمي: المراد بالغلو في الأنبياء عليهم السلام الاجابة الصحيحة: المبالغه في تعظيمهم.
فلا يبالغ في حقهم برفعهم فوق منازلهم التي وضعهم الله فيها. ولا يقصر فيه فيجحدهم حقوقهم التي جعلها الله لهم.
وتوضيح ذلك ان النبتة أو الشجيرة الصغيرة تحمل من بداية انعقاد حبتها الاُولى كل قابليات النمو والرشد فاذا توفَر لها الجوُ المناسب للنمو دبّت الحياة والحركة في كل أجزائها واستطاعت بفعل جذورها القوية واجهزتها المتنوعة وفي الهواء الطلق والضوء اللازم من أن تقطع أشواطاً كبيرة من التكامل والنمو. فمسؤولية البستاني في هذه الحالة تتركز في امرين: 1 ـ توفير الظروف اللازمة لتوقية جذور تلك النبتة لكي تظهر القوى المودعة في تلك النبتة أو الشجيرة وتخرج من حيّز القوة إلى مرحلة الفعلية والتحقق. دَور الانبياء في اصلاح المجتمع. 2 ـ الحيلولة دون تعرض تلك الشجرة أو النبتة للانحرافات والآفات وذلك عندما تتجه القوى الباطنية صوب الوجهة المخالفة لسعادتها وتسلك طريقاً ينافي تكاملها. ومن هنا فان مسؤولية البستاني ووظيفته ليست هي ( الإنماء) بل هي ( المراقبة) وتوفير الظروف اللازمة ليتهيّأ لتلك الشجرة والنبتة أن تبرز كمالها الباطني. لقد خلق اللّه سبحانه البشرَ وأودع في كيانه طاقات متنوعة وغرائز كثيرة وعجن فطرته وجبلَّته بالتوحيد وحبّ معرفة اللّه وحبّ الحق والخير والعدل والانصاف كما وأودع فيه غريزة السعي والعمل. وعندما تبدأ خمائر هذه الامور وبذورها الصالحة المودوعة بالعمل والتفاعل في كيان الإنسان تتعرض في الجو الاجتماعي لِبعض الانحرافات بصورة قهرية فغريزة العمل والسعي تتخذ شيئاً فشيئاً صفة الحرص والطمع وغريزة حب السعادة والبقاء تتخذ صورة الانانية وحب الجاه والمنصب ويتجلى نور التوحيد والإيمان في لباس الوثنية وعبادة الأصنام.
ومن هنا قالوا: إن اساس الشرائع الالهية يتالف من الامور الفطرية الّتي فطر الإنسان عليها. وكأن صرح الكيان الإنساني ( جَبَلٌ) اختفت بين ثنايا صخوره وفي بطونه احجار كريمة كثيرة ومعادن ذهبية ثمينة فالوجود الإنساني هو الآخر قد اُودعَت فيه فضائل وعلوم ومعارف وخصال واخلاق متنوعة. فعندما يغورُ الانبياء والمهندسون الروحيّون في أعماق نفوسنا وذواتنا وهم يعلمون جيداً أن نفوسنا معجونة بطائفة من الصفات والسجايا النبيلة والمشاعر والاحاسيس الطيبة ويعملون على اعادة نفوسنا ـ بتعاليم الدين وبرامجه ـ إلى جادة الفطرة المستقيمة السليمة فانهم في الحقيقة يذكّروننا بأحكام فطرتنا ويُسمّعوننا نداء ضمائرنا ويلفتونها إلى الصفات وإلى الشخصية المودوعة فيها. تلك هي رسالة الانبياء وذلك هو عملهم الاساسي وهذا هو دورهم في اصلاح النوع الإنساني أفراداً وجماعات.