وإذا جاء أمر فإنه يترك كل القوى اللائذة بأهل المال رغبة أو رهبة - عاجزة عن أي دور:]فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ ومَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ[ وبقدر ما كان الانتقام فاجعاً لقارون كان مفاجئاً للدنيويين فقد انتزعتهم النهاية من زيف أحلامهم وسكرة مشاعرهم لتوقفهم على الأخذ الأليم؛ فيصرخون [ وَيْ] لتبصر البصائر ما عجزت عنه النواظر، ويدركون ألا علاقة بين الهداية والثراء؛ فالله: [ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ويَقْدِرُ]. كما يعترفون بفضل الله عليهم لتدارك رحمته - إياهم - بنصح أولي العلم:]لَوْلا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا [، كما يخرجون بتجربة ناجحة عن مستقبل الثراء الكافر: [ وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الكَافِرُونَ] ، والتعبير بالمضارع [ لا يُفْلِحُ] يفيد ديمومة الحكم ما وُجدت أطراف القضية. وإذا كان الفوز في الآخرة هو الفوز، فالطريق إليه يبدأ في الدنيا بتجنُّب التجبُّر: [ لا يُرِيدُونَ عُلُواً] ، ومجانبة الفساد بكل مضامينه: [ وَلا فَسَاداً] ، ولئن قُدر للمبطلين أن يهيمنوا بعض الوقت فلن يتأتى لهم ذلك دائماً أو انتهاءً؛ لأن [ الْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ] [القصص:83].
"قارون" نموذج وليس شخصية عابرة وما ذكر في القرآن من قصة قارون مع قومه تتمثل في هذه الآيات من رقم (76) إلى رقم (82) من سورة القصص. قصة متكاملة العناصر؛ فزمن القصص ـ فترة رسالة موسى، صلى الله عليه وسلم، والأماكن التي شهدت الدعوة مكانها. ووقائع القصة ـ وإن انتهت زمناً ـ فهي مستمرة حياةً وإيحاءً، ما دام النموذج الذي عرضت له القصة قائماً في عالم الناس. و"قارون" يقوم بدور البطولة بين شخصياتها المتمثلة بقومه عموماً، ثم يتحدد هذا العموم بفئتين: الأولى: الدنيويون. الثانية: أولو العلم. وموضوع الصراع هو "المال" (مصدراً وهدفاً ومصرفاً). وتبدأ القصة معرّفة بقارون؛ هذه الشخصية البائسة التي تعايش ربيع الزمن ـ وجود النبوة ـ ولكنها في شغُلٍ عنها بالمال جمعاً وكنزاً، ثم تفتح الآيات أعيننا على الأخطار التي تنتج عن "رأسمالية فرد"؛ فما تكون عليه هذه المخاطر إذا كانت هذه الرأسمالية نظام حياة وأسلوب حكم.. أرشيف الإسلام - شرح وتخريج حديث (( أيحسب أن ماله أخلده ) لم يرو هذا ... ) من المعجم الأوسط للطبراني. ؟! مخاطر الرأسمالية المنحرفة للرأسمالية المنحرفة مخاطر؛ في قلب العبد وفي علاقته بربه وبخلقه تعالى. أولى هذه المخاطر: الظلم ﴿فَبَغَى عَلَيْهِمْ﴾ فالمُتيّم بالمال، والصبّ بجمعه لا يهتم إلا بما يزيد هذا المال رقماً دون مبالاة بظلم مؤلم أو بغي مؤذٍ.
لم يكد قارون يفرغ من عرض ثروته، واستعراض زينته إلا وقد أشعل في قلوب الدنيويين مشاعر التلهف وشعائر التأسف ألا يكون لهم مثل هذه الثروة: [ يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ] ؛ فجاءت إغاثة اللهفان - شأنها في كل زمان ومكان - من أهل العلم الذين حذروا من خطورة النظرة السطحية للأمور، والتي تريد الدنيا للدنيا، ثم لفت أهل العلم الأنظار إلى [ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ] ، فذلكما الأمران هما المطلوبان والمحبوبان ثواب الله والإيمان به. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الهمزة - الآية 3. وفي ذلك تنبيه للدنيويين على مدار التاريخ - وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها - أن الثروة قد تدلف فجأة، ولكن ترويض النفس على الإيمان والعمل الصالح منزلة [ وَلا يُلَقَّاهَا إلاَّ الصَّابِرُونَ]. وما أن يُنهي أهل العلم كلامهم ؛ حتى تغيّب الأرض قارون في ظلماتها - والعطف بالفاء -] فَخَسَفْنَا [ يدل على سرعة الأخذ، والعقوبة بالخسف مناسبة لسخف المعتقد. وهكذا أصبح هذا الثراء بالرشاء أجدر. وفاجعة النهاية لا تقل في غناها المعنوي عن مأساة البداية، فهذه الثروة الهائلة تغور في أعماق البسيطة بثوانٍ كأن لم تكن: [ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ والأَرْضُ ومَا كَانُوا مُنظَرِينَ] [الدخان: 29].
ما أشقى القيم عندما يصبح المال وحده لحمتها وسداها، وأتعس بالأمم إذا بات المال عندها معيار التفاضل ومنهاج التعامل! به ترفع وتضع، وفيه تقدم وتؤخر، وله تسعى وتحفد. وكم تؤذي السمع، وتستدعي الازدراء قالة أقوام: (فلان رجل)، وإذا رحت تسائل هؤلاء الناس: فِيمَ استرجل فلان وجدّ؟ أجابوا - وبئس الجواب - بثروته المالية ومكانته الاقتصادية! وحرصاً على إثراء رصيد المسلمين بالمعرفة التاريخية، وعمارة أرواحهم بأصل القيم،تعاقب القصص القرآني عن الأمم السالفة ليكون من الروافد الفكرية لمكونات الشخصية الإسلامية. ولقد ثبت عن الإمام أحمد - رحمه الله- حبه لقصص موسى في القرآن الكريم، والتي توزعت فصولها هذه في كثير من آيات القرآن تحكي جهاد هذا الرسول الكريم - صلى الله عليه وعلى سائر الأنبياء - وكيف اصطدم بالطغيان السياسي الذي تمثله دولة فرعون ومواجهة لبذور وجذور الرأسمالية القارونية - التي كان قارون صنمها البارز ووثنها الشامخ. وما ذكر في القرآن من قصة قارون مع قومه تتمثل في هذه الآيات من رقم 76 إلى رقم 82 من سورة القصص. قصة متكاملة العناصر؛ فزمن القصص - فترة رسالة موسى -صلى الله عليه وسلم-. والأماكن التي شهدت الدعوة مكانها.
ولقد نقلت الآيات قارون من الجريمة الفردية إلى الجريمة الاجتماعية أو بلغة الأدب ـ من الشخص إلى المصطلح ومن الحدث إلى الرمز (1) لتصبح "القارونية" عباءة لكل "قارون" معاصر أو ثري جَحود. بين أهل الدنيا وأولي العلم لم يكد قارون يفرغ من عرض ثروته، واستعراض زينته إلا وقد أشعل في قلوب الدنيويين مشاعر التلهف وشعائر التأسف ألا يكون لهم مثل هذه الثروة: ﴿يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ﴾؛ فجاءت إغاثة اللهفان ـ شأنها في كل زمان ومكان ـ من أهل العلم الذين حذّروا من خطورة النظرة السطحية للأمور، والتي تريد الدنيا للدنيا، ثم لفت أهلُ العلم الأنظار إلى حقيقة ﴿ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ﴾. فذلكما الأمران هما المطلوبان والمحبوبان؛ ثواب الله والإيمان به. وفي ذلك تنبيه لـ "الدنيويين" على مدار التاريخ ـ وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ـ أن الثروة قد تدلف فجأة، ولكن ترويض النفس على الإيمان والعمل الصالح منزلة ﴿وَلا يُلَقَّاهَا إلاَّ الصَّابِرُونَ﴾. بين اليقين واهتزاز التصور بدا في التفاوت بين أولي العلم وبين أهل الدنيا الطامعين الطامحين، الذين اضطربت القيم لديهم حتى عظّموا أمر الدنيا بما لا يليق، وانبهروا بشخص كان يجب أن يتقدم بغضه وانتقاده ـ لانحرافه ـ على الاعجاب به.
يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) { يَحْسَبُ} بجهله { أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} في الدنيا، فلذلك كان كده وسعيه كله في تنمية ماله، الذي يظن أنه ينمي عمره، ولم يدر أن البخل يقصف الأعمار، ويخرب الديار، وأن البر يزيد في العمر.
أما بالنسبة للسؤال الآخر عن العادة السرية، فالعادة السرية أحياناً قد تكون جزء من الوسواس، وأحياناً في كثير من الأحيان يفعلها الشاب لتقليل التوتر والقلق، أو لطبعاً استجابة الشهوة، حيث لا يكون متزوجا، فالمهم تتعدد الأسباب لفعل العادة السرية ولكن السبب فيها الشخص؛ لأنها تجلب الراحة له، قد يكون تفسير الدكتورة للانتكاسة، أنها تعني أن العادة السرية عندك مربوطة بالوسواس، لذلك هذا ما ذكرته أنه قد يكون انتكاسة. يا أخي الكريم: يجب أن لا تهتم كثيراً بهذا الموضوع: التفسيرات مختلفة ولا تؤثر على العلاج، الانتكاسة واردة: ماذا تعني الانتكاسة؟ هي ظهور الأعراض ولا يعني نهاية المطاف، وبالعكس يقال أن الإنسان يبني على الانتكاسة ويصبح أكثر قوة من قبل وإرادة في مواجهة هذه الأشياء، عليك الاستمرار في علاج الوسواس القهري، عليك بالاستمرار في التوقف من العادة السرية، حتى وإن عدت إليها لا يعني أن هذا ضياع ما حصل، بالعكس نبني على الإنجازات التي عملتها في علاج الوسواس وفي التوقف من أعراض الوسواس، ونزيد عليها التوقف مرة أخرى من العادة السرية. وفقك الله وسدد خطاك. الوسواس القهري والعادة السرية حرام. مواد ذات الصله لا يوجد استشارات مرتبطة لا يوجد صوتيات مرتبطة تعليقات الزوار أضف تعليقك لا توجد تعليقات حتى الآن
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. اختيار هذا الخط بحث عن استشارة يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات خيارات الكلمات: كلمات متتالية كلمات مبعثرة مستوى التطابق: مطابق مستوى الجذر مستوى اللواصق
ابتداءً من ابدأ الان أطباء متميزون لهذا اليوم