ولا خطة سنوية ولا خمسية ولا عشرية ….
محمد الابراهيمي || النجاة في الحياة هدف كل انسان عبر حركة التاريخ الانساني منذ القدم. والنجاة في الدنيا والاخرة هدف وغاية وامل كل متدين.
ـــــــــــ اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
ففي الوقت الذي يتحتم علينا أن نجتمع على أعدائنا، فإذا بنا نكشِفُ ظهورنا لهم، ونُظهِرُ خلافاتنا أمامهم، وندعوهم من حيث نعلم أو لا نعلم بأن يزيدوا في ضربنا والاستهانة بنا، لأنهم يروننا نكيدُ لبعضنا، ونتناحر فيما بيننا؛ فأين عقولُنا! ؟ أم أين دينُنا الذي ندّعيه ونحامي عنه، ونرفعُ شعاره ورايته! ؟ بل من المخزي أنَّ المتربِّصَ بنا صار يحرِّكُنا كالدمى بسبب خلافاتنا وولاءاتنا الضيقة، التي مزَّقت عباءةَ الإسلام، لتفصِّل انتماءاتٍ مشوهةٍ ممسوخة! فهذا عدوُّنا اليومَ يبلغُ قمةَ صَلَفه وبطشِهِ بأهلنا في داريا، فيُمطرُهم الموتَ في كلِّ لحظةٍ.. وفي حلب وإدلب حيث لم تمهلهم غاراتُ البطش، وأسلحةُ الدمار الشامل وقتاً ليتنفسوا.. أو يذوقوا للعيد طعماً أو لوناً.. ألا فإننا بخلافنا وتناحُرِنا وتفرُّقِنا نحملُ كِفلاً عظيماً من هذا الإجرام.. بل لعلنا شركاء به، شعرنا أم لم نشعر بذلك! الطالب والمطلوب إلى أين؟! – المجلة الثقافية الجزائرية. فلو جمعنا كلمتنا، وشبكنا أيدينا، ورصصنا صفَّنا، لقلبنا المعادلة على العالم كله، ولوقفنا سبباً عظيماً أمام يد البطش والإجرام التي أبادت شعبنا. بل العجب لما يصل الخلاف بيننا إلى أن نستبيح دماء بعضنا، ونسطو على سلاح بعضنا، ونفرحَ بتحرير بعضٍ مما تحت أيدي بعضنا!!
وقد قام الروح الكلي خليفة عن الله تعالى مستوليا على هذه الصورة الإنسانية مدبرا لها في كل فريق على حسب ما ينبغي له ويليق.
ولا يستبعد أن بعض رواة الأخبار ضموا أسماء بعض شهداء الحرب في غير يوم اليمامة إلى شهداء يوم اليمامة لأهمية الحدث، وسمعة الحدث. أو أن بعض الأسماء استشهد في حروب الردة في غير اليمامة، وهي حروب كثيرة غطت معظم أجزاء الجزيرة العربية، وشكل لها الخليفة أبو بكر أحد عشر لواء. وكان حرياً أن يقف المؤلف عند هذه النقاط، ويتوسع فيها، ويناقش رواياتها. وهو لو فعل لأضاف إلى عمله عملاً سديداً. كانت الرياض قديماً تسمى حجر اليمامة. صواب خطأ. ولا أستبعد أن عقبات كبيرة تخص تاريخ اليمامة صادفت المؤلف. وهذا أمر حق، وهو أمر وقع لا شك في ذلك، فقد تعرض تاريخ اليمامة لما يشبه الطمس والتشويه. وسبب ذلك وصمة العار التي ظلت تلاحق بني حنيفة بسبب ردتهم ومبايعتهم لنبي كذاب. مما جعل الرواة والإخباريين والمؤرخين يحجمون عن تدوين ما يصدر من باليمامة أو من بني حنيفة تديناً وورعاً. وحمل رواة آخرين على التزود والمبالغة، وإلصاق التهم بكل ما له علاقة ببني حنيفة. وأنا أضرب لك مثالين يوضحان أن اليمامة وسكانها من بني حنيفة ومن التف معهم، كانوا قد أزعجوا الخلافة الإسلامية في المدينة، وكانوا قد سببوا لها هزائم كبيرة، مما جعل الخليفتين أبابكر وعمر يصدران قرارات قاسية لمعاقبة بني حنيفة.
الاربعاء 4 جمادى الأولى 1427هـ - 31 مايو 2006م - العدد 13855 اليمامة وسكانها من بني حنيفة ومن التف معهم، كانوا قد أزعجوا الخلافة الإسلامية في المدينة، وكانوا قد سببوا لها هزائم كبيرة، مما جعل الخليفتين أبابكر وعمر يصدران قرارات قاسية لمعاقبة بني حنيفة. تلك القرارات وما نتج عنها جعلت معظم رواة التاريخ والأخبار يكتفون بروايات المسلمين من أهل المدينة، ويهملون روايات وأخبار الجانب الآخر بعض الأصدقاء والزملاء وآخرون لا أعرفهم يحسنون الظن بي، ويطلبون أن أكتب مقدمات لكتبهم. هذا الطلب يجعلني في حيرة واسعة، لأنني لا أحب أن أكتب مقدمات إلاّ إذا توفر للكتب شرطان: الأول أن موضوعه يقع في دائرة تخصصي واهتماماتي العلمية أو الثقافية أو المعرفية. حجر صغير فطحل من 4 حروف - ملك الجواب. وثانياً أن أكون على معرفة مسبقة بمؤلفه، تجيز لي أن أعرف مقدار ما صرف من جهد، وتكبد من عناء في سبيل إخراج كتابه. كما أنني لا أحبذ أن أكتب مقدمات لكتب الأصدقاء، خشية أن أقول قولاً يغضبهم، ثم أفقدهم بعد ذلك، وأنا لابد أن أقول الصراحة عندما أتعرض لكتاب، حتى ولو كنت اقدمه للقراء. فالحق عندي دائماً مقدم على الرجال والنساء. على أن أمراً آخر لصيق بكل هذا، وهو أن يتجنب أحدنا صديقه، خشية أن يقال عنه أنه يحابيه أو يجامله أو يُسوّق كتابة.