وقدم قيس، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "هَذَا سَيِّدُ أهْلِ "الوَبَرِ"" ثم تقدم فأسلم، فسأله النعمان بن مقرن، فقال: يا رسول الله، ائذن لي أن يكون منزله عليّ، قال: "نَعَمْ". فبينما هو يتمشى إذ قال أخو النعمْان. بئسما قال عتُبة. فقال له: قيس، وما قال: فأخبره، فغدا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أمَا لي سبيل إلى الرجوع؟ قال؟: "لا". قال: لو كان لي إلى الرجوع سبيل لأدخلت على عتبة ونسائه الذلّ (*))) ((قال ابْنُ مَنْدَه: أنبأنا علي بن العباس العدني بها، حدثنا محمد بن حماد الطِّهْرَاني، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا إسرائيل، حدثنا سماك بن حرب، سمْعتُ النعمان بن بشير يقول: سمْعتُ عمر بن الخطاب يقول: وسُئل عن هذه الآية: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ} [التكوير: 8] فقال: جاء قيس بن عاصم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إني وأدْتُ ثماني بنات لي في الجاهلية. فقال: "أعْتِق عن كل واحدة منهنّ رَقبة". قال: إني صاحب إبل، قال: "اهْدِ إن شئت عن كل واحدة منهن بدَنة" ووقع لي بعلو من حديث الطِّهراني. وله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في السنن، ومسند أحمد ـــ ثلاثة أحاديث: أحدها أخرجوه من طريق خليفة بن حصين، عن جده قَيْس بن عاصم ـــ أنه أسلم فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يغتسل بماء وسِدْر.
وفي القاموس: " البدغ، ككتف، لقب قيس بن عاصم في الجاهلية ". وفي المستقصى - خ: كان يلقب بالبدغ، ومعناه المتلطخ بالغدر، وكان يقال: " أعذر من قيس بن عاصم " ثم ذكر خيرا عنه في الجاهلية مع تاجر جاوره، وأنه بعد وفاة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قسّم بين قومه ماكان جباه من صدقة بني منقر، ولحق بسجاح المتنبئة. قلت: وأورد الميداني (في مجمع الأمثال 2: 8) مثل هذا، مبدوءا بقوله: " زعم أبو عبيدة ". وهو غير " قيس ابن عاصم " النميري المشار إليه في آخر ترجمة نمير ابن عامر. وتجد ترجمته في الإصابة: الرقم 7193 الطبعة الاولى.
(*))) الطبقات الكبير. ((قال الحسن البصري: لما حَضَرت قيس بن عاصم الوفاةُ، دعا بنيه فقال: يا بنيَّ، احفظوا عني، فلا أَحَد أَنصحُ لكم مني، إِذا أَنا مِت فسودوا كبارَكم، ولا تسودوا صِغاركم، فَتُسَفِه الناسُ كبارَكم، وتَهُونوا عليهم. وعليكم بإِصلاح المال، فإِنه مَنْبَهَةٌ للكريم، ويُستغنى به عن اللئيم، وإِياكم وَمسْأَلة الناسِ، فإِنها آخر كسب المرءِ، ولا تقيموا عليَّ نائحةً، فإِني سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم نَهَى عن النائحة. روى عنه الحسن، والأحنف، وخليفة بن حُصَين. وابنه حكيم بن قيس. أَنبأَنا يحيى بن محمود إِذنًا بإِسناده إِلى ابن أَبي عاصم: حدثنا هدية بن عبد الوهاب أَبو صالح المروزي، عن النضر بن شُمَيل، حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن مُطَرِّف بن الشجر، عن حكيم بن قيس بن عاصم، عن أَبيه: أَنه أَوصى عند موته فقال: إِذا مت فلا تَنوحوا عليّ، فإِن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لم يُنَح عليه. وخَلَّف من الولد اثنين وثلاثين ذكرًا.
وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) وقوله: ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ) اختلفت القرّاء في قراءة ذلك فقرأه أبو الضحى مسلم بن صبيح ( وَإذَا المَوْءُودَةُ سألَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ) بمعنى: سألت الموءودة الوائدين: بأي ذنب قتلوها. * ذكر الرواية بذلك: حدثني أبو السائب، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم، في قوله: ( وَإذَا المَوْءُودَةُ سألَتْ) قال: طلبت بدمائها. حدثنا سوّار بن عبد الله العنبري، قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن الأعمش، قال: قال أبو الضحى ( وَإذَا المَوْءُودَةُ سألَتْ) قال: سألت قَتَلَتها. ولو قرأ قارئ ممن قرأ ( سألَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ) كان له وجه، وكان يكون معنى ذلك من قرأ ( بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) غير أنه إذا كان حكاية جاز فيه الوجهان، كما يقال: قال عبد الله: بأيّ ذنْبٍ ضُرب؛ كما قال عنترة: الشَّــاتِمَيْ عِـرْضِي ولـم أشْـتُمْهُما والنَّـــاذِرَيْنِ إذَا لَقِيتُهُمــا دَمــي (3) وذلك أنهما كانا يقولان: إذا لقينا عنترة لنقتلنَّه، فحكى عنترة قولهما في شعره؛ وكذلك قول الآخر: رَجُــلانِ مِــنْ ضَبَّــةَ أخْبَرَانـا أنَّـــا رأيْنــا رَجُــلا عُرْيانــا (4) بمعنى: أخبرانا أنهما، ولكنه جرى الكلام على مذهب الحكاية.
قال مالك: "إن حقاً على من طلب العلم أن يكون عليه وقار وسكينة وخشية.. وأن يكون متبعاً لآثار من مضى قبله". حكى الشافعي عن نفسه فقال: "كنت أتصفح الورقة بين يدي الإمام مالك تصفحاً رقيقاً (يعني في مجلس العلم).. هيبة لئلا يسمع وقعها". عن بعض السلف: "من لم يصبر على ذل التعليم بقي عمره في عماية الجهل.. ومن صبر عليه آل أمره إلى عز الدنيا والآخرة". قال الزهري رحمه الله: "مــا عُـــبـِد الله بشيء أفضل من العلم". قال عمر بن عبد العزيز: "إن الليل والنهار يعملان فيك.. فاعمل أنت فيهما". من أقوال السلف. قال ابن القيم: "الدنيـا مجــــاز والآخرة وطـــن.. والاوطار (أي الاماني والرغبات) انما تُطلب في الاوطان. قيل لحكيم: "ما العافية؟.. قال: "أن يمر بك اليوم بلا ذنب". قال وهيب بن الورد: "إن استطعـــت ألا يسبقـــك إلى الله أحـــد فافعــــــل.. "اللهم اجعلنا من أهل السلف الصالح". من كرمت عليه نفسه هان عليه ماله. ولربما ابتسمَ الوقورُ من الأذى.. وفؤادُه من حَرَّه يتأوهُ. جواهر من أقوال السلف:- الناس لا يفصل بينهم النزاع إلا كتاب منزل من السماء، وإذا ردوا إلى عقولهم فلكل واحد منهم عقل. لو كان كل ما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوة.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما لأن أقرأ البقرة وآل عمران أرتلهما وأتدبرهما أحب إلي من أن أقرأ القرآن هذرمة. وقال أيضا لأن أقرأ إذا زلزلت والقارعة أتدبرهما أحب إلي من أن أقرأ البقرة وآل عمران تهذيرا. وصية لمن فقد البركة في وقته قال أحد السلف: كلما زاد حزبي من القرآن، زادت البركة في وقتي ، ولا زلت أزيد حتى بلغ حزبي عشرة أجزاء. وقال إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي موصيا الضياء المقدسي لما أراد الرحلة للعلم: " أكثر من قراءة القرآن ولا تتركه؛ فإنه يتيسر لك الذي تطلبه على قدر ما تقرأ ". من اقوال السلف الصالح في الاخلاق. قال الضياء: فرأيت ذلك وجربته كثيراً ، فكنت إذا قرأت كثيراً تيسر لي من سماع الحديث وكتابته الكثير ، وإذا لم أقرأ لم يتيسر لي. وقال بعض الدعاة:أرأيتم انشغال الناس اليوم بالجوالات؟ في الصباح والمساء.. قبل الصلاة وبعدها.. وقبل النوم وبعده.. كذلك كان حال السلف… لكن مع القرآن! عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال: " إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ويتفقدونها في النهار " قال عثمان بن عفان وحذيفة بن اليمان رضي الله عنه: ( لو طهرت القلوب لم تشبع من قراءة القرآن) قال عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: ( لقد عشنا دهرا طويلا وأحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن فتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فيتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها ، وما ينبغي أن يقف عنده منها ، ثم لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان ، فيقرأ ما بين الفاتحة إلى خاتمته لا يدري ما آمره ولا زاجره وما ينبغي أن يقف عنده منه ، ينثره نثر الدقل!!
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد: فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية. من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،... ) وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد. من كلام السلف عن فضل القرآن - موقع الراشدون. من هـــــــــــنا
& أكثر من ذكر الله وتسبيحه وتحميده والصلاة, فإن ذلك يوسع الصدر ويشرحه, ويعينك على أمورك. & ذكر الله فيه معونة على جميع الأمور يسهلها, ويخفف حملها. & ذكر الله تعالى, مُسلِّ للنفس, مؤنس لها, مُهون للصبر. & داع إلى محبة الله ومعرفته, وعون على الخير, وكف اللسان عن الكلام القبيح. الذكر للقلب: ** قال عون بن عبدالله بن عتبة: مجالس الذكر شفاء القلوب. ** قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: قال بعض الحكماء: الذكر للقلب بمنزلة الغذاء للجسد, فكما لا يجد الجسد لذة الطعام مع السقم فكذلك القلب لا يجد حلاوة الذكر مع حب الدنيا. ** قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: ذكره تعالى أجل المقاصد, وبه عبودية القلب, وبه سعادته, فالقلب المعطل عن ذكر الله معطل عن كل خير, وقد خرب كل الخراب. فوائد وحكم من أقوال بعض السلف - موضوع. ذكر الله بالاسم المفرد " الله, الله" والاسم المضمر" هو, هو" قال العلامة ابن القيم رحمه الله: رتب... بعضهم أن الذكر بالاسم المفرد وهو " الله, الله " أفضل من الذكر بالجملة المركبة كقوله " سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر " وهذا فاسد مبني على فاسد, فإن الذكر بالاسم المفرد غير مشروع أصلاً, ولا مفيد شيئاً, ولا هو كلام أصلاً, ولا يدل على مدح ولا تعظيم, ولا يتعلق به إيمان, ولا ثواب, ولا يدخل به الذاكر في عقد الإسلام جملةً, فلو قال الكافر" الله, الله " من أول عمره إلى آخره لم يصر بذلك مسلماً, فضلاً أن يكون من جملة الذكر, أو يكون أفضل الأذكار.