سميت خطبة زياد بن أبيه بالبتراء: لأنه لم يبدأها بحمد الله كعادة الخطباء.
قريتم القرابه, وباعتدتم الدين تعتذرون بغير العذر وتغضون على المختلس النكر أليس كل امرىء منكم يذب عن سيفهه ؟!!
زياد بن أبيه | الخطبة البتراء كاملة ( فيديو) | حمدي جابر - YouTube
وليس من المناسب أن يذكر الحمد والصلاة علي الرسول في مفتتح كلام فيه هجوم وتقريع، ووصف لقوم ابتعدوا عن المنهج السليم، فالجو مشحون بالغضب والتوتر، ويـوحى بالصدام والصراع، وهو لا يريد أن يطمئن من أمامه، بل يقصد إلي رهبتهم وزرع الخوف في قلوبهم. ولذلك نظير في القرآن الكريم ولله المثل الأعلي في سورة التوبة أو "براءة " إنها تتحدث عن وعيد الله للمشركين، وغيرهم من المخالفين. وجاءت أفكاره صورة لمنهجه وسياسته فهو يشتد ويلين، يقسو ويحنو، يبين ما له وما لهم، ما عليه وما عليهم، ثم ينذر مرة أخرى. الخطبة البتراء لزياد بن أبيه - منتدى القصيدة العربية. والخطبة تتسم ألفاظها بالسهولة مع نبرة التحدى، والعبارة محكمة وخاطفة، مناسبة لجو الخطبة الذى يعتمد علي التأثير، والنبرة الخطابية العالية، وقد لجأ"زياد" إلي ظواهر فنية كثيرة تساعد علي قوة التأثير وشحن العواطف، منها: السجع، مثل قوله: كأن لم تسمعوا بآي الله ولم تقرؤا كتاب الله ولم تسمعوا ما أعد الله من الثواب الكريم لأهل طاعته والعذاب الأليم لأهل معصيته في الزمن السرمد الذي لا يزول ومثل هذا السجع ملائم لجو الخطب، وبخاصة الخطب السياسية التى يسيطر عليها التهديد والوعيد. وبدافع من شحن الموقف بالتلوين الصوتى والتنويع الأسلوبي نرى "زيادا" يكثر من الطباق بين الألفاظ والمعانى والمواقف، والخطبة كلها تكاد تكون مطابقات بين الألفاظ والعبارات والمعانى.
التوقيع: 31-08-2010, 04:25 PM # 2 مدير ميادين الشعر والنثر رد: الخطبة البتراء لزياد بن أبيه الأخت الفاضلة مريم مخلوق شكرا على هذا الإختيار، من أدب الأمّة هذه الخطبة. وهي من أشهر الخطب إذا ذكر الأدب ومن اشهرها إذا ذكرت الدّولة ومن أشهرها إذا ذكر الولاة فنقول لسياسة الدّولة منطقها ونحن لنا الأدب أكرر شكري تحياتي [IMG]file/C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/[/IMG][IMG]file/C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/[/IMG] 31-08-2010, 06:36 PM # 3 اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال الصليعي يسعدني بل يشرفني أن أحظى برد أخي الفاضل جمال الصليعي على مشاركتي إن تذوقك أخي للخطبة هو من تشبع وجدانك بالعربية وجمال تراثها أدامك الله للقصيدة العربية وللأدب العربي وبارك الله فيك التوقيع:
الحمد لله. أولا: لا شك أن خلق الملائكة كان سابقا على خلق آدم عليه السلام ، فقد أخبرنا الله تعالى في أكثر من موضع من كتابه العزيز أنه أعلم الملائكة بأنه سيخلق بشرا من طين ، ثم أمرهم بالسجود له حين يتم خلقه ، وذلك دليل ظاهر على أن الملائكة كانوا موجودين قبل خلق البشر. اتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء. يقول الله تعالى: ( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ ، فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) ص/71-72 ثانيا: وقد أخبر سبحانه وتعالى في سورة البقرة عن حواره مع الملائكة قبل خلق آدم ، وذلك دليل ظاهر أيضا على وجودهم قبل آدم عليه السلام. قال تعالى: ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ، قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) البقرة/30 ولكن كيف عرفت الملائكة أن الخليفة الجديد في الأرض سيفسد فيها ويسفك الدماء ؟ اختلف في ذلك أهل العلم على أقوال: القول الأول: أنهم علموا ذلك بإعلام الله تعالى لهم ، وإن كان ذلك لم يذكر في السياق.
"تفسير القرآن الكريم" (1/آية 30). القول الثالث: أنهم فهموا ذلك من الطبيعة البشرية. وهو الذي يبدو من اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "منهاج السنة" (6/149). لماذا قالت الملائكة أتجعل فيها من يفسد فيها؟. القول الرابع: أنهم فهموا من قوله تعالى ( خليفة) أنه الذي يفصل بين الناس ما يقع بينهم من المظالم ، ويردعهم عن المحارم والمآثم ، قاله القرطبي "الجامع لأحكام القرآن" (1/302). والمعنى: أنه إذا كان هناك خليفة يحكم بين الناس في المظالم ، فإنه يلزم من ذلك أن هؤلاء الناس تقع منهم المظالم.
لماذا يا رب ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك؟! فالطبيعة الملائكية ترى عبادة الله تبارك وتعالى والتسبيح بحمده والتقديس له علة الخلق والغاية المطلقة للوجود، وهم قائمون بذلك حق القيام، يعبدون الله ولا يفترون عن ذلك البتّة، فما الداعي لأن يجعل الله خليفة في الأرض يكمن فيه جانب من الشرّ وليس ممن يكرّس ليله ونهاره للتسبيح والتقديس؟ ليأتيهم الجواب الإلهي: {قال إنّي أعلم ما لا تعلمون} فهناك علم رباني قد خفي على الملائكة الكرام، حكمة إلهية غابت عنهم في جعل مهمة إعمار الأرض وتنمية مرافقها واستثمار ثرواتها وكل إمكانياتها في يد هذا الإنسان، الذي يتنازعه الشر أحيانًا، ويهديه الخير إلى السبيل أحيانًا أخرى. وهو كذلك إلى أن يلقى مولاه، في حركة دؤوبة وسعي مستمر نحو غدٍ أفضل، وبذلك تستشرف به الأرض الخير الحقيقي الدائم والمستمر، وتمحو به ما شابها واعتراها من أذى وشرور. من القائل : أتجعل فيها من يفسد فيها ؟. الدور المحوري ولأن هذه المهمة فيها من عظم المسؤولية ما لا يخفى على كل ذي بصيرة، كانت مكانة العلم والمعرفة فيها كمكانة الروح من الجسد. فالعلوم بكل أبعادها الشمولية ضرورية لترتقي بفكر الإنسان ووعيه وتضمن حسن تعاطيه وتفاعله باتزان وتناغم مع نظام الكون من حوله، مما ينعكس بالضرورة على غاية وجوده وتمام رسالته.
"تفسير القرآن الكريم" (1/آية 30). القول الثالث: أنهم فهموا ذلك من الطبيعة البشرية.