وبعد أن بين- سبحانه- أن من مخلوقاته من يقوم بتسبيحه وعبادته بدون انقطاع أو فتور، أتبع ذلك بتوبيخ المشركين وبإقامة الأدلة على وحدانيته، واستحالة أن يكون هناك من يشاركه في ألوهيته فقال- تعالى-: ﴿ تفسير ابن كثير ﴾ ( يسبحون الليل والنهار لا يفترون) فهم دائبون في العمل ليلا ونهارا ، مطيعون قصدا وعملا قادرون عليه ، كما قال تعالى: ( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) [ التحريم: 6]. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن أبي دلامة البغدادي ، أنبأنا عبد الوهاب بن عطاء ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، عن صفوان بن محرز ، عن حكيم بن حزام قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه ، إذ قال لهم: " هل تسمعون ما أسمع؟ " قالوا: ما نسمع من شيء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأسمع أطيط السماء ، وما تلام أن تئط ، وما فيها موضع شبر إلا وعليه ملك ساجد أو قائم ". معنى آية: يسبحون الليل والنهار لا يفترون، بالشرح التفصيلي - سطور. غريب ولم يخرجوه. ثم رواه ابن أبي حاتم من طريق يزيد بن زريع ، عن سعيد ، عن قتادة مرسلا. وقال أبو إسحاق ، عن حسان بن مخارق ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: جلست إلى كعب الأحبار وأنا غلام ، فقلت له: أرأيت قول الله [ للملائكة] ( يسبحون الليل والنهار لا يفترون) أما يشغلهم عن التسبيح الكلام والرسالة والعمل؟.
[٨] تفسير السعدي لقوله تعالى: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} ، أيّ أنّ الملائكةَ المُسخرين مُستغرقينَ في عبادةِ الله تعالى وتسبيحِهِ في كُلِ أوقاتِهم، فلا يوجدُ لديهم وقتٌ يخلو من ذكرِ الله تعالى وتسبيحِهِ وذكره، وجميعُ الملائكةِ الذين سخرَّهم الله تعالى وبكثرتهم يمتلكونَ صفةَ تسبيحِ الله تعالى دون أن يملوا أو يفتروا عنها؛ وهذا يدلُ على عظمةِ الله تعالى وجلالةِ سُلطانِهِ، وكمالِ حكمتِهِ وعلمِهِ، فلا يُعبدُ إلّا إيّاه ولا مُستحقٌ للعبادةِ غير الله تباركَ وتعالى. تفسير البغوي لقوله تعالى: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} ، أي لا يضعفون ولا يسأمون من تسبيحِ الله تعالى وذكره. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنبياء - الآية 20. تفسير القرطبي لقوله تعالى: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} ، أيّ أنّ الملائكةَ يصلونَ ويذكرونَ الله تعالى وينزهونَهُ في جميعِ أوقاتِهم، من غيرٍ فتورٍ ولا ضعفٍ ولا سأمٍ أو ملل، فقد ألهمهم الله تعالى تسبيحَهُ وتقديسَهُ كما ألهمَ عبادَهُ النفس، والله تعالى هو المُستحقُ للعبادةِ والتنزيه وهو الجديرُ بالعبادة. تفسير الطنطاوي لقوله تعالى: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} ، أي أنهم يحمدونَ الله تعالى ويكبرونَهُ ليلًا ونهارًا من غيرِ تراخٍ أو فتورٍ أو تقصيرٍ في ذلك، فتسبيحهم لله تعالى هو طبيعةٌ وسجيَّةٌ ويجري منهم مجرى النفس من البشر، وكما أنَّ انشغالِ البشر بالكلام لا يمنعهم من التنفس، فكذلك ذِّكر الملائكة لله تعالى وتسبيحِهم لهُ لا يمنعهم من سائرِ أعمالهم التي كلَّفهم الله تعالى بها.
فإن أسهل طرق الشيطان إلى نفس الإنسان هي شهوة بطنه وفرجه، فلما أمر الله تعالى بتركها بالكليّة في هذه الأوقات، علمنا أنه تعالى يريد الترفّق بنا وتدريبنا على مقاومة وساوس الشيطان من الوقوع في مزالقه ومكائده. والصيام في شهر رمضان لا يقتصر على حرمان النفس من الطعام والشهوات المادية بل لا بد للمؤمن أن يجعل من صيامه ساتراً له عن شهوات الدنيا مانعاً له من حظ الشيطان من النفس الأمّارة بالسوء حتى يرتقي بها إلى الدرجات السامية التي تبعده عن الوقوع في الزلل، وأن يرافق مع كفّ جوارحه، كفّ نفسه أيضاً عن التطلّع إلى محارم الله تعالى وكبح لجامها عن الموبقات كالحسد والكبر والرياء والغيبة والنميمة، مع مجاهدتها في التقرّب إلى الله تعالى بالنوافل والطاعات وقراءة القرآن. فإننا نجد من الناس من صامت أعضاؤه في الظاهر عن المباحات، ثم نراه يأكل لحم أخيه ولحوم المسلمين ويؤذيهم بلسانه بالغيبة والنميمة والخوض بالأعراض، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ) «رواه النسائي»، وقال صلى الله عليه وسلم: (الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ) «رواه النسائي».
اتخاذ الله تعالى للملائكةِ الذين يُسبحونَّهُ ليل نهار بلا مللٍ أو فتورٍ أو تراخٍ عن ذلك، فيهِ دلالةٌ على قُدرةِ الله تعالى وعَظَمتِهِ، وجلالةِ سُلطانِهِ، وعلى كمالِ حكمةِ الله وعلمِهِ، فلا يُعبدُ إلا إياه ولا مُستحقٌ للعبادةِ غير الله تباركَ وتعالى. لله تعالى في سماءهِ ملائكةٌ لا يعلمُ عددهم إلا هو مُسخرين بأمرِهِ لعبادتِهِ وتسبيحِهِ وتنزيهِهِ، متفرغين لطاعةِ الله تعالى وعبادتِهِ يطيعونَ أمر الله ولا يعصونهَ أبدًا ولا يملون من تقديسهم إياه ولا يفترون أو يسأمون عن هذه العبادةِ فتسبيح الله عندهم كأخذِ النَّفس عند البشر، وهم مستمرون في عبادتِهِ وتقديسِهِ على الدوام. في الآيةِ إشارةٌ إلى أهميةِ ذكرِ الله تعالى، وأهميةِ التسبيح والتقديس لله؛ فهي عبادةٌ يُحبها الله تعالى وسخَّرَ من أجلها ملائكةً تُسبحهُ ليلَ نهار، وقد بيَّنَ الله تعالى في عديد من آياتِهِ أن جميع المخلوقات من ملائكةٍ وإنسٍ وجن والطيور والوحوش وجميع ما على الأرض يسبحون الله تعالى وإن كانَ البشر لا يفقهون تسبيحهم إلّا أنّ هذه إشارةٌ إلى أهميةِ التسبيح فكل ما في الكون يسبحَ الله تعالى فالتسبيح شرفٌ عظيمٌ وخيرٌ كثير وأُجورٌ كبيرةٌ، فيجب على المؤمن الإكثار من تسبيح الله تعالى في جميعِ أوقاتِهِ.
ويأتي دور علم الاقتصاد للاستفادة من هذا العلم بما يخدم أغراض علم الاقتصاد. وهنا يجب أن نوضح علاقة علم الاقتصاد بعلم السكان: حيث يصف علم السكان أوضاع السكان المختلفة (توزيع السكان. الحجم, النمو, المواليد, الوفيات, الهجره) وينشر معلومات هامة وكبيرة تهم الباحث والمخطط الاقتصادي الذي يسعى لدراسة المجتمع وبحث قدراته واحتياجاته ويؤثر علم الاقتصاد على السكان من خلال معالجة متطلبات السكان وتنظيم نشاطاتهم الاقتصادية. علاقة علم الاقتصاد بعلم المنطق: ا لنظريات العلمية ومنها النظريات الإقتصادية لا تكون صحيحة إلاّ إذا كانت منطقية ولا يتسنى فهمها إلا إذا عرف الباحث كيف تستعمل المقدمات والمسلمات، ويبني عليها الأفكار ليستخلص منها النتائج. لأن الفرضيات التي لا تكون منطقية تقود إلى نتائج خاطئة. فإذا لم يكن هناك فعلاً مشكلة اقتصادية أو إجتماعية، لا يمكن أن يكون هناك دراسة منطقية مبنية على حقائق واقعية. ويزود علم المنطق الباحث الاقتصادي بمنهج بحثي مبني على استخدام المسلمات والمقدمات للوصول إلى أفكار جديدة. علاقة علم الاقتصاد الإداري بالعلوم الأخرى. فهناك نظريات وفرضيات تحتفل بها كتب الاقتصاد، ويجب أن تكون هذه الفرضيات منطقية ومبنية على حقائق ومسلمات ، بحيث يمكن البناء عليها لاستخلاص أفكار جديدة.
فمثلاً حسابات الدخل القومي هي مؤشّرات متعدّدة الأغراض للاقتصاديّين ومتخذّي القرار، ويتمّ استخدام الأساليب الإحصائيّة لإعداد هذه الحسابات، إذْ تُستخدم الأساليب الإحصائية لجمع وتحليل البيانات واختبار الفرضيات، كما يتمّ دراسة العلاقة بين العرض والطلب بالطرق الإحصائيّة. وتُعتبر الواردات والصادرات ومعدّلات التضخّم ودخل الفرد من المشكلات التي تتطلّب معرفةً جيدةً بالإحصاء. [1،4] إدارة الأعمال يجب أن يكون رجل الأعمال الناجح سريعاً ودقيقاً للغاية في صنع القرار ومعرفة ما يريده العملاء، وأن يعرف ماذا ينتج، ويبيع، وبأيّة كميّات. لذلك يستعين رجال الأعمال بالإحصاء لتخطيط الإنتاج وفقاً لذوق العملاء، فيتمّ استخدام الاحتمال أو التنبؤ عن طريق الانحدار أو السلاسل الزمنيّة في التخطيط. ويمكن أيضاً التحقّق من جودة المنتجات بكفاءة أكبر باستخدام الأساليب الإحصائية. وبناءً على ذلك يمكن القول إنّ الإحصاء يقوم بالإجابة على الأسئلة التالية: ما هي أذواق وتفضيلات المستهلكين؟ ما هي الجودة المطلوبة؟ ما هو السوق المُستهدف؟ ويتمّ الردّ على كلّ هذه الأسئلة باستخدام الأدوات الإحصائيّة. [1،2،4] الرياضيات الإحصاء هو فرع من فروع الرياضيات التطبيقيّة، كما إنّ له دوراً رئيساً في جميع العلوم الطبيعية والاجتماعية تقريباً.
كما إن الأديان قد حذرت من بخث حقوق الغير. فإن تمكن الإنسان من شراء شيئآ ما بأقل من سعره بكثير, فهذا لا يُعد مهارة فريدة بل هو سرقة. ونجد أيضآ الشرائع الدينية كافة قد حذرت من عدة أمور بشكل واضح, وتركت بعض الأمور لتصرف الإنسان. فنجد الأديان كافة قد حذرت, ومنها مْن حرم تمامآ التجارة عن طريق الإحتكار. حيث إن الإحتكار يؤدي إلى رفع الأسعار والضغط على البشر للحصول على إحتياجاتهم الأساسية. أما فيما يخص التكافل الإجتماعي, فنجد الأديان كلها قد أقرت وحفزت الأغنياء على التصدق من أموالهم. ومع تطور الإنسانية, نجد إن الإقتصاد قد وضع شكل جديد لتوجيه الصدقة. فهناك جميعات متخصصة في رعاية الإيتام, وأخرى في رعاية المسنين. وهناك جمعيات تساعد الطلبة على دفع مصاريف الدراسة. وكل هذا يأتي في دائرة الإلتقاء بين تعاليم الدين والإقتصاد. علم الإحصاء لقد إرتبط الإقتصاد والإحصاء بسبب إن الإحصاء علمآ يُسهل القيام بمهمة المحاسبة الرياضية ومختلف العمليات الرياضية. وهى التي تساعد مثلآ في إحتساب الدخل والمصروفات والنفقات والأرباح وحتى الخسائر. وكل هذا يتم بأساليب مبسطة, وبالتالي يساعد الإحصاء في عمليات المراقبة والمتابعة الإقتصادية والحسابية في ذات الوقت.