إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34) قوله تعالى: إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير. زعم الفراء أن هذا معنى النفي; أي ما يعلمه أحد إلا الله تعالى. قال أبو جعفر النحاس: وإنما صار فيه معنى النفي والإيجاب بتوقيف الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك; لأنه صلى الله عليه وسلم قال في قول الله عز وجل: وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو: " إنها هذه ". قلت: قد ذكرنا في سورة ( الأنعام) حديث ابن عمر في هذا ، خرجه البخاري. وما تدري نفس ماذا تکسب غدا. وفي حديث جبريل عليه السلام قال: أخبرني عن الساعة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، هن خمس لا يعلمهن إلا الله تعالى: إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا " ، قال: " صدقت ". لفظ أبي داود الطيالسي. وقال عبد الله بن مسعود: كل شيء أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم غير خمس: إن الله عنده علم الساعة الآية إلى آخرها.
وعلة ذلك شيئان: أولاً: مكر الأعداء الثالوث الأسود المجوسية واليهودية والصليبية، وثانياً: الجهل. فقد حملهم على الجهل هذا الثالوث، فقد حمل المسلمين على ألا يدرسوا كتاب الله ولا يجتمعوا عليه في بيوت ربهم طول العام وطول الحياة. وهذا بسبب اليهود والنصارى والخصوم، والعياذ بالله تعالى. وقوله: وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ [فصلت:48]، أي: في الحياة الدنيا، وَظَنُّوا [فصلت:48] وأيقنوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ [فصلت:48]، أي: من مهرب ولا ملجأ أبداً. فهم أيقنوا بعدما قامت الحجة عليهم أنه ما بقي لهم ولن يجدوا محيصاً ولا مفراً ولا مهرب، ولكن إلى جهنم، والعياذ بالله تعالى. معشر المستمعين والمستمعات! عرفنا مسألتين عظيمتين: الأولى: علم الغيب لله، فلا تصدق أحداً يقول كذا أو كذا أبداً. ثانياً: ألا نعبد إلا الله، لا نبياً مرسلاً، ولا ملكاً مقرباً، ولا ولياً في الصالحين. فما نعرف إلا الله، فهو الذي ندعوه: يا رب!.. يا إلهي!.. يا مولاي!.. يا خالقي!.. يا رازقي! وليس يا رسول الله!.. يا فاطمة!.. وما تدري نفس ماذا تکسب غدا - مجلة أوراق. يا عبد الله!.. يا عبد القادر كما يفعل الضلال. فذلك والله شرك في عبادة الله، وصاحبه لن ينجو، اللهم إلا إذا توفاه الله وهو يشهد أن لا إله إلا الله، وما قال: لا عيسى ولا فلان، ومات عليها، فهذا ينجو بإذن الله؛ لأن من مات وآخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة.
هداية الآيات قال: [ هداية الآيات] الآن مع هداية الآيات. وما تدري نفس ماذا تكسب غدا و بأي أرض تموت. [ من هداية] هذه [ الآيات: أولاً: استئثار الله تعالى بعلم الغيب وخاصة علم متى تقوم الساعة] فوالله لا يعلم الغيب إلا الله، فلهذا ما نقبل أبداً من فلان يقول: غداً يقع كذا أو كذا أبداً، أو أن فلانة في بطنها ذكر أو أنثى أبداً، فعلم الغيب استأثر الله به، فلا يناله غيره، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، والدليل: إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ [فصلت:47]. فحصرها فيه دون سواه. [ ثانياً: إحاطة علم الله تعالى بكل شيء، فما تخرج من ثمرة من أوعيتها ولا تحمل من أنثى ولا تضع حملها إلا بعلم الله تعالى وإذنه] ففي هذه الآيات: إحاطة علم الله بكل شيء من الذرة إلى المجرة، فلا يغيب عن الله شيء، لا ما هو في الأرحام ولا قبل أن يكون ولا بعد أن يكون، فعلم الغيب كله لله، ولا يعلم الغيب إلا الله؛ إذ الله أحاط علمه بكل شيء، فهو يعلم ما في بطون النساء والحيوانات، ويعرف ما ينبته الشجر والنخل من الثمار والطعام. [ ثالثاً] وأخيراً: [ براءة المشركين يوم القيامة من شركهم، وغياب شركائهم عنهم] فالكل يتبرأ من الثاني، ولم يبق حينئذ إلا اليقين بأنهم في جهنم مسجونون والعياذ بالله تعالى رب العالمين.
وقال زيد بن أسلم: المعنى لا تسافروا في الجهاد بغير زاد, وقد كان فعل ذلك قوم فأداهم ذلك إلى الانقطاع في الطريق, أو يكون عالة على الناس, فهذه خمسة أقوال. " سبيل الله " هنا: الجهاد, واللفظ يتناول بعد جميع سبله, والباء في " بأيديكم " زائدة, التقدير تلقوا أيديكم, ونظيره: " ألم يعلم بأن الله يرى " [ العلق: 14]. وقال المبرد: " بأيديكم " أي بأنفسكم, فعبر بالبعض عن الكل, كقوله: " فبما كسبت أيديكم ", [ الشورى: 30], " بما قدمت يداك " [ الحج: 10], وقيل: هذا ضرب مثل, تقول: فلان ألقى بيده في أمر كذا إذا استسلم; لأن المستسلم في القتال يلقي سلاحه بيديه, فكذلك فعل كل عاجز في أي فعل كان, ومنه قول عبد المطلب: [ والله إن إلقاءنا بأيدينا للموت لعجز] وقال قوم: التقدير لا تلقوا أنفسكم بأيديكم, كما تقول: لا تفسد حالك برأيك. التهلكة بضم اللام مصدر من هلك يهلك هلاكا وهلكا وتهلكة, أي لا تأخذوا فيما يهلككم, قاله الزجاج وغيره. أي إن لم تنفقوا عصيتم الله وهلكتم, وقيل: إن معنى الآية لا تمسكوا أموالكم فيرثها منكم غيركم, فتهلكوا بحرمان منفعة أموالكم, ومعنى آخر: ولا تمسكوا فيذهب عنكم الخلف في الدنيا والثواب في الآخرة. ما هي التَّهْلُكة الواردة في قوله تعالى: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) - فقه. ويقال: " لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " يعني لا تنفقوا من حرام فيرد عليكم فتهلكوا, ونحوه عن عكرمة قال: " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " قال: " ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون " [ البقرة: 267] وقال الطبري: قوله " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " عام في جميع ما ذكر لدخوله فيه, إذ اللفظ يحتمله.
وكذلك يوم اليمامة لما تحصنت بنو حنيفة بالحديقة, قال رجل من المسلمين: ضعوني في الحجفة وألقوني إليهم, ففعلوا وقاتلهم وحده وفتح الباب. قلت: ومن هذا ما روي أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا ؟ قال: ( فلك الجنة), فانغمس في العدو حتى قتل. ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة إن الله كان بِكُمْ رَحِيمًا - YouTube. وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش, فلما رهقوه قال: ( من يردهم عنا وله الجنة) أو ( هو رفيقي في الجنة) فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل, ثم رهقوه أيضا فقال: ( من يردهم عنا وله الجنة) أو ( هو رفيقي في الجنة), فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل. فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما أنصفنا أصحابنا). هكذا الرواية ( أنصفنا) بسكون الفاء ( أصحابنا) بفتح الباء, أي لم ندلهم للقتال حتى قتلوا.
وذكر القرطبي ما رواه مسلم في دفاع رجل من الأنصار عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم أحد فقاتل العدو حتى قُتل، وفعل مثله العدد القليل الذين أحاطوا بالرسول، وهذا دليل على أن المخاطرة التي فيها منفعة للمسلمين لا بأس بها ولا تُعدُّ مِن الإلقاء باليد إلى التهلكة، كما ذكر القرطبي عن محمد بن الحسن أن المخاطرة بالنفس إذا كان فيها طمع في النجاة أو النِّكاية في العدو لا بأس بها، وإلا كانت مكروهة؛ لأنه عرَّض نفسه للتَّلَف في غير مَنْعَة للمسلمين إلا إذا قصد تشجيع المسلمين أن يصنعوا مثله فلا بأس بها؛ لأنَّ فيها منفعة لهم على بعض الوجوه. ثُمَّ تتطرَّقَ القرطبي من حُكم المُخاطرة في الجهاد إلى المُخاطرة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال: إنه متى رجَا نفْعًا في الدِّين فبذَل نفسه حتى قُتل كان في أعْلى درجات الشهداء قال تعالى: (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ المُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (سورة لقمان:17). وفي حديث النسائي وابن ماجة بسند صحيح " أفْضل الجهاد كلمة حقٍّ عند سلطان جائر"، وجاء مثل ذلك في أحكام القرآن لابن العربي.
يفول الله تعالى ولا تلقو بأنفسكم الى التهلكة ، فلماذا يهلك الانسان في النهاية ؟ ملحق #1 2018/09/02 بأيديكم للتصحيح! ناشر الفوائد 5 2018/09/02 (أفضل إجابة) يعني تنعّم بحياتك، و خذ نصيبك و ارحم نفسك، فلا تأذي نفسك، و ارحم غيرك و اعبد ربك، فإذا حان وقت الحصاد و كبُرت و مرضت سترحل لحياة أخرى بأمر الله و قدره.... هي مراحل أخي سطرها الله، لتركبن طبقا عن طبق فما لهم لا يؤمنون... إذن الهلاك الأول غير الهلاك الثاني: فالأول كالإنتحار مثلا، هذا له وزر و حساب لأن نفسك لا تملكها أنت بل هي ملك لمولاها، و الهلاك الثاني هو الموت الطبيعي أو أجل الإنسان بأيديكم وليس بأنفسكم
ويدخل في ذلك الإحسان في عبادة الله، إخلاصاً لله تعالى، ومتابعة للرسول -صلى الله عليه وسلم-، كما قال تعالى (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ) وقال تعالى (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ). فالإحسان في عبادة الله: أن تقوم بالعمل متقناً فيه إخلاصاً ومتابعة. والإحسان إلى المخلوق: بأداء حقوقهم الواجبة والمستحبة، وأن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك. وأعظم دافع للإحسان مراقبة الله تعالى، ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في تعريفه (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تره فإنه يراك). وسؤال جبريل هذا ليعلم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- معنى الإحسان، وأن إحسان العمل إنما يكون لمن راقب الله وعلم يقينياً أن الله مطلع عليه. لأن الإحسان هو الغاية التي من أجلها خلق الخلق، وأنه سبحانه يختبر عباده في إحسانهم للعمل. كما قال تعالى في أول سورة هود (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) ثم بيّن الحكمة فقال (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً).