عند ذلك هجم النعمان بن مقرن بجيش المسلمين ، وحاربوا الفرس حتى هزموهم ، وفي بداية المعركة خطب النعمان في الجيش وقال لهم إني مكبر ثلاثًا فإذا كبرت الثالثة فإني حامل فاحملوا ، وإن قتلت فالأمر بعدي لحذيفة فإن قتل فلان ، حتى عد سبعة آخرهم المغيرة ، وقد نصر الله سبحانه وتعالى المسلمين في تلك المعركة نصرًا مؤزرًا. استشهاده: استشهد النعمان بن مقرن رضي الله عنه في معركة نهاوند ، وقد كان أول شهدائها ، وحين نال الشهادة حمل أخوه نعيم بن مقرن راية المسلمين ، وسلمها لحذيفة وكتم خبر استشهاد أخيه حتى نهاية المعركة. تصفّح المقالات
– تمكن النعمان أيضا من مواجهة جيش الهرمزان ، الذي اتسم بالقوة و ذلك كان اعتمادا على مهارته في القتال و مكره الشديد. كتاب عمر بن الخطاب إليه "بسم الله الرحمن الرحيم، من عبدالله عمر (أمير المؤمنين) إلى النعمان بن مقرن، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعدُ: فإنه قد بلغني أن جموعًا من الأعاجم كثيرة قد جمعوا لكم بمدينة (نهاوند)، فإذا أتاك كتابي هذا فسر بأمر الله وبعون الله وبنصر الله بمن معك من المسلمين، ولا توطئهم وعرًا فتؤذيهم، ولا تمنعهم حقهم فتكفرهم، ولا تدخلهم غيضة (الأجمة؛ وهي مغيض ماء يجتمع فيه الشجر) فإن رجلاً من المسلمين أحب إليِّ من مائة ألف دينار والسلام عليك"
فذكر الحديث بطوله. وهو في " مستدرك الحاكم " وفيه: فقال: اللهم ارزق النعمان الشهادة بنصر المسلمين، وافتح عليهم. فأمنوا، وهز لواءه ثلاثا. ثم حمل، فكان أول صريع -. ووقع ذو الحاجبين من بغلته الشهباء، فانشق بطنه، وفتح الله، ثم أتيت النعمان وبه رمق، فأتيته بماء، فصببت على وجهه أغسل التراب، فقال: من ذا؟ قلت: معقل. قال: ما فعل الناس؟ قلت: فتح الله. فقال: الحمد لله. اكتبوا إلى عمر بذلك، وفاضت نفسه -. وعن علي بن زيد ، عن أبي عثمان قال: أتيت عمر بنعي النعمان بن مقرن، فوضع يده على وجهه يبكي. المراجع [ عدل] الإصابة: الترجمة: 8745. ابن الأثير 2/ 211 و3/ 7. تهذيب التهذيب: 10/ 456. فتوح البلدان: 311. شرح ألفية العراقي: 3/ 76 الأعلام للزركلي: 9/ 9. القادسية: 66- 73 (منشورات دار النفائس- بيروت). وصلات خارجية [ عدل] المكتبة الإسلامية النعمان بن مقرن
ولما تَمَّ النصرُ الكبيرُ الذي سَمَّاهُ المسلمونَ (فَتْحُ الفتوح). سَألَ الجنودُ المُنْتَصِرون عن قائِدِهم الباسِل النعمانِ بنِ مقرِّنٍ فَرَفَعَ أخوهُ البُرْدَةَ عنه وقال: هذا أميرُكُم ، قد أقرَّ اللّهُ عَيْنَهُ بالفَتْح ، وخَتَم له بالشهادة.
فقالوا للوفد: مَنْ أشْرَفُكُمْ؟ فبادرَ إِليهم عاصِمُ بنُ عُمَرَ وقال: أنا. فَحَمَّلُوهُ عليه حتى خَرَجَ مِنَ المدائِنِ ، ثم حَمَّلَهُ عَلَى ناقَتِهِ وأخَذَه معه لِسَعْدِ بنِ أبي وَقَّاص ، وَبَشَّرَهُ بِأن اللّهَ سَيَفْتَحُ علَى المسلمين دِيَارَ الفرْسِ وَيُمَلِّكُهُمْ تُرَابَ أرضِهم ، ثم وقعت معركةُ القادسيةِ ، واكْتَظَّ خَنْدَقُها بِجُثَثِ آلافِ الْقَتْلَى ، ولكِنَّهُم لم يكونوا من جُنْدِ المسلمين ، وِإنَّما كانوا من جنودِ كِسْرَى. لَمْ يَسْتَكِنِ الفرْسُ لِهَزيمَةِ القَادِسِيَّةِ ، فجَمَعوا جموعَهم وَجَيَّشُوا جُيوشَهم حتَّى اكْتَمَلَ لهم مِائةٌ وخَمْسُونَ ألْفاً من أشِدَّاءِ الُمقاتلين ، فلما وَقَف الفاروقُ على أخبارِ هذا الحَشْدِ العظيمَِ ، عَزَمَ علَى أنْ يَمْضِىَ إِلى مواجهةِ هذا الخطرِ الكبير بنفسِه ولكِنَّ وجوهَ المسلمين ثَنَوْهُ عن ذلك ، وأشاروا عليه أن يُرْسِلَ قائدا يُعْتَمدُ عليه في مِثْلِ هذا الأمرِ الجَلِيل. فقال عمرُ: أشيروا عَلَىَّ برجل لأُوَلِّيَه ذلك الثَّغْرَ ، فقالوا: أنتَ أعلمُ بجُنْدِكَ يا أميرَ المؤمنين ، فقال:واللّهِ لأوَلِّيَنَّ على جُنْدِ المسلمين رجلاً يكونُ إِذا الْتَقَى الْجَمْعَانِ أسْبَقَ من الأسِنَّةِ ، هو النُّعْمانُ بنُ مُقَرِّنٍ المُزَنيّ ، فقالوا: هو لها.
فلمّا دنوا من بغداد و بلغ ذلك المعتصم، أمر برفع القبة التي وضعوها على محمد و أخذ عمامته و أمر بإدخاله مكشوفا حافيا حاسرا، فدخل محمد بغداد على تلك الهيئة في يوم النيروز سنة (219) و أصحاب السماجة بين يدي المعتصم يلعبون و الفراغنة يرقصون، فلمّا رآهم محمد بكى ثم قال: اللهم انّك تعلم انّي لم أزل حريصا على تغيير هذا و انكاره، و كان لسانه يلهج بذكر اللّه و تسبيحه فلمّا فرغوا من لعبهم مروا بمحمد بن القاسم على المعتصم فأمر بدفعه الى مسرور الكبير فدفع إليه، فحبس في سرداب شبيه بالبئر فكاد أن يموت فيه، و انتهى ذلك الى المعتصم فأمر بإخراجه منه فأخرج و حبس في قبة في بستان، و جعل عليه جمع يحرسونه. و اختلف المؤرخون فقال البعض انّه قتل مسموما، و قال البعض الآخر انّه فرّ من السجن بحيلة و ذهب الى واسط و مات هناك، و قيل انّه بقي أيام المعتصم و الواثق مختفيا الى زمن المتوكل فأخذه المتوكل و حبسه حتى مات في السجن. و من أحفاد عمر الأشرف: الجعفري المعروف في دامغان و له هناك قبة و مزار، و نسبه كما كتب على القبة: هذا قبر الامام الهمام المقتول المقبول قرة عين الرسول (صلى الله عليه واله) جعفر بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب سلام اللّه عليهم.
نهاية محمد بن القاسم: كانت وفاة الوليد بن عبد الملك 96هـ وتولى سليمان بن عبد الملك خليفة المسلمين هى نهاية محمد بن القاسم الثقفى رحمه الله, وذلك بسبب البغض الذى كان يكنّه سليمان بن عبد الملك للحجاج بن يوسف الثقفى وأهل بيته وكل عمّاله على الأقاليم والثغور... لأن الوليد بن عبد الملك فى آخر أيامه أراد أن ينزع أخاه سليمان بن عبد الملك من ولاية العهد ويعطيها لابنه عبد العزيز بن الوليد.. فبايع الحجاج بن يوسف الوليد فى خلع سليمان!!.. فلما تولى سليمان بن عبد الملك الخلافة بدأ يغيّر ولاة الحجاج, وأعطى العراق لرجلا كان من ألدّ أعداء الحجاج وهو صالح بن عبد الرحمن, وكان الحجاج قد قتل أخوه سابقا, فقرر صالح بن عبد الرحمن أن ينتقم من أقرب الناس الى الحجاج وهو محمد بن القاسم, فعزله عن السند وولى رجلا من صُنّاعه وهو يزيد بن أبى كبشة, وأمره بالقبض على محمد (36).... وبدأت المآساة!! أخذ يزيد بن كبشة السكسكى أمير السند الجديد محمد بن القاسم وقيّده وحمله الى العراق, فقال محمد بن القاسم متمثلاً(37): أضاعونى وأىّ فتى أضاعوا *** ليوم كريهة وسداد ثغرِ وهنا بكى أهل السند على محمد بن القاسم, فقد كان قائدا يحكم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم, ولحسن معاملته لهم وتأمينهم على أموالهم وأنفسهم وإطلاق حرية العبادة لهم (38), ورحب الهنود بحكم المسلمين لهم لأنهم قاسوا كثيرا من ظلم وجور الهندوس, وتجلى ذلك فى إقبالهم على محمد بن القاسم يدقون الأجراس ويقرعون الطبول ويرقصون رقصاتهم الشعبية (39).!!
ومن بين المواقع التي ذكرت سيرة البطل محمد بن القاسم الثقفي موقع: والله أعلم.
محمد بن القاسم... فاتح بلاد السند!!
تاريخ النشر: السبت 21 ربيع الأول 1423 هـ - 1-6-2002 م التقييم: رقم الفتوى: 17119 9000 0 293 السؤال أرغب في التعرف على المزيد من حياة البطل المسلم محمد بن القاسم الثقفي؟ وإذا أمكن إعطائي أسماء المواقع التي كتبت عنه. ولكم جزيل الشكر. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن البطل المسلم محمد بن القاسم الثقفي هو أحد القادة الأربعة الأفذاذ الذين اشتهروا في زمن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك والثلاثة الآخرون هم: قتيبة بن مسلم، وموسى بن نصير، ومسلمة بن عبد الملك.
قال ابن عون: كان القاسم ممن يأتي بالحديث بحروفه. قال يحيى بن سعيد: كان القاسم لا يكاد يعيب على أحد ، فتكلم ربيعة يوما فأكثر ، فلما قام القاسم ، قال: وهو متكئ علي: لا أبا لغيرك ، أتراهم كانوا غافلين عما يقول صاحبنا -يعني عما يقول ربيعة برأيه. حميد الطويل ، عن سليمان بن قتة قال: أرسلني عمر بن عبيد الله التيمي إلى القاسم بخمسمائة دينار ، فأبى أن يقبلها. وقال عبيد الله بن عمر: كان القاسم لا يفسر القرآن. وقال عكرمة بن عمار: سمعت القاسم وسالما يلعنان القدرية. قال زيد بن يحيى: حدثنا عبد الله بن العلاء قال: سألت القاسم أن يملي علي أحاديث فمنعني ، وقال: إن الأحاديث كثرت على عهد عمر ، فناشد الناس أن يأتوه بها ، فلما أتوه بها ، أمر بتحريقها ، ثم قال: مثناة كمثناة أهل الكتاب. [ ص: 60] روى أفلح بن حميد ، عن القاسم قال: اختلاف الصحابة رحمة. أبو نعيم: حدثنا خالد بن إلياس قال: رأيت على القاسم جبة خز ، وكساء خز ، وعمامة خز. وقال أفلح بن حميد: كان القاسم يلبس جبة خز. وقال عطاف بن خالد: رأيت القاسم وعليه جبة خز صفراء ، ورداء مثني. وقال معاذ بن العلاء: رأيت القاسم وعلى رحله قطيفة من خز غبراء ، وعليه رداء ممصر.