واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا عطف على ( قم الليل) وقصد بإطلاق الأمر عن تعيين زمان إلى إفادة تعميمه ، أي: اذكر اسم ربك في الليل وفي النهار كقوله واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المزمل - الآية 8. وإقحام كلمة ( اسم) ؛ لأن المأمور به ذكر اللسان ، وهو جامع للتذكر بالعقل ؛ لأن الألفاظ تجري على حسب ما في النفس ، ألا ترى إلى قوله تعالى واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول. والتبتل: شدة البتل ، وهو مصدر تبتل القاصر الذي هو مطاوع بتله فتبتل وهو هنا للمطاوعة المجازية يقصد من صيغتها المبالغة في حصول الفعل حتى كأنه فعله غيره به فطاوعه ، والتبتل: الانقطاع ، وهو هنا انقطاع مجازي ، أي: تفرغ البال والفكر إلى ما يرضي الله ، فكأنه انقطع عن الناس وانحاز إلى جانب الله فعدي بـ ( إلى) الدالة على الانتهاء ، قال امرؤ القيس: منارة ممسى راهب متبتل والتبتيل: مصدر بتل المشدد الذي هو فعل متعد مثل التقطيع. [ ص: 266] وجيء بهذا المصدر عوضا عن التبتل للإشارة إلى أن حصول التبتل ، أي: الانقطاع يقتضي التبتيل أي: القطع. ولما كان التبتيل قائما بالمتبتل تعين أن تبتيله: قطعه نفسه عن غير من تبتل هو إليه ، فالمقطوع عنه هنا هو من عدا الله تعالى فالجمع بين ( تبتل) و ( تبتيلا) مشير إلى إراضة النفس على ذلك التبتل.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: ⁕ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ﴿وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا﴾ قال: أخلص له إخلاصا. ⁕ حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا يحيى، عن ابن أبي نجيح، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس: ﴿وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا﴾ قال: أخلص له إخلاصا. ⁕ حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد ﴿وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا﴾ قال: أخلص له إخلاصا. ⁕ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، مثله. ⁕ حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن مجاهد، مثله، إلا أنه قال: أخْلِصْ إليه. ⁕ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد ﴿وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا﴾ قال: أخلص إليه إخلاصا. ⁕ حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي يحيى المكي، في قوله: ﴿وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا﴾ قال: أخلص إليه إخلاصا. ⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ﴿وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا﴾ قال: أخلص إليه المسألة والدعاء.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد ( وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا) قال: أخلص إليه إخلاصا. حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي يحيى المكي، في قوله: ( وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا) قال: أخلص إليه إخلاصا. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ( وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا) قال: أخلص إليه المسألة والدعاء. حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن أبي زائدة، عن أشعث، عن الحسن، في قوله: ( وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا) قال: بَتِّل نفسك واجتهد. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا) يقول: أخلص له العبادة والدعوة. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، بنحوه. حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا) قال: أخلص إليه إخلاصا. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: ( وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا) قال: أي تفرّغ لعبادته، قال: تبتل فحبذا التبتل إلى الله، وقرأ قول الله: فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ قال: إذا فرغت من الجهاد فانصب في عبادة الله وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ.
وأركان الإحسان اثنان: الأول: أن تعبد الله. والثاني: أن يكون إيقاع تلك العبادة على مقام المشاهدة أو المراقبة [11]. فالإحسان الذي هو مرتبة من المراتب، هو أن تعبد الله، ويكون إيقاع تلك العبادة على مقام المشاهدة أو المراقبة، وهذا المقام، أي: مقام المراقبة ركن واحد، يعني شيئًا واحدًا، وهو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، فمرتبة الإحسان تعظُم بعِظَمِ مراقبة الله جل وعلا، وتَضعُفُ بضَعف مراقبته [12].
ياله من معنى عظيم كبير ، قال أهل العلم وتضمن الإحسان حالتين أرفعهما أن يغلب عليه مشاهدة الحق سبحانه وتعالى بقلبه حتى كأنه يراه بعينه وهو قوله كأنك تراه أي وهو يراك والثانية أن يستحضر أن الحق مطلع عليه يرى كل ما يعمل وهو قوله فإنه يراك وهاتان الحالتان يثمرهما معرفة الله وخشيته.
وأوضح أن "الله يغير أحوال العباد في لحظة، المفسد يحوله الله إلى محسن في ليلة، لا تتعجب من تحويل حياة الناس في ليلة، بينما أنت في مكانك لا تتحرك، "وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ"، لذلك لا تتعجب: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ"، إذا كان هؤلاء تغيروا في ليلة". وقال خالد إنه "لا يوجد إنسان إلا وبداخله خير، لأنه خلق الله، ما أدراك بما وضعه في قلوب عبادة، فغيرهم في لحظة". وأضاف: "لو رأيت إنسانًا عاصيًا، شديد العصيان تاب فجأة، اعلم أنه كان بينه وبين الله أثناء المعصية صلة عبودية هي سر توبته، "لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ"، "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ". هي ان تعبد الله كانك تراه مكونه من 7 احرف. شاهد الحلقة:
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: { فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة} رواه البخاري. وكان يزيد بن عبد الله من قضاة العدل والصلاح، وكان يقول: [[ من أحب المال والشرف وخاف الدوائر لم يعدل فيها]]. إذاً خير لك -أيها القاضي المسلم- أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. أثر مراقبة الله في الحياة الزوجية أثر مراقبة الله في حياة العالم