وأضاف «عباس» أنه تم افتتاح المستشفى عام 2019، وقام بمناظرة 25 ألف حالة من خلال العيادات الخارجية للمستشفى، بالإضافة إلى إجراء أكثر من 4500 عملية حتى الآن.
{{timeArray[index]}} ساعة دقيقة ثانية
أسأل الله العزيز الحكيم، الذي نجا إبراهيم الخليل -عليه السلام- أبا الأنبياء من النار ولهيبها، وجعلها عليه بردًا وسلامًا عليه، أن ينجينا وإياكم من عذاب النار وعذاب جهنم، وأن يجعلنا من عباده الصالحين، الفائزين بجنات النعيم، الفردوس الأعلى من الجنة، وصلوا وسلموا -عباد الله- على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم.
مكثوا مدة يجمعون الحطب حتى ضاق المكان بأكوامه، ثم بنوا حظيرة واسعة أشعلوا النار فيها، فاضطرمت وتأججت واندلع لهيبها واحمرّ حجرها، ثم قيدوا إبراهيم ورموا به فيها وهم له كارهون، ولعذابه مغتبطون فرحون. ألقي إبراهيم -عليه السلام- في النار المستعرة وقبله مفعم بالإيمان، وثقته بالله شديدة، وأمله في النجاة وطيد، لذلك لم تزعزعه النكبات، ولم تزلزله الحوادث، ولم ترعه النار، بل أقبل إليها بصدر رحب ونفس مطمئنة، فلما صار في جوف النار، يخفيه دخانها، ويحتويه لهيبها، ويغلب على صوته زفيرها وشهيقها، تأتي قدرة العظيم، فلم تحرق النار إلا الوثاق -أي الحبل الذي كان مربوطًا به- فصار حرًّا طليقًا، حفظه الله وأنقذه من سعيرها، وجعلها عليه بردًا وسلامًا، فلما خبا وانقشع دخانها وسكن أوارها وجدوه معافى سليمًا، ورأوه حرًّا طليقًا، فعجبوا لحاله ودهشوا لنجاته، وانصرفوا عنه ناقمين، وتواروا عن أعين الناس خجلين. إنها معجزة الله العظمى التي أنجا الله بها إبراهيم -عليه السلام-، ومع ذلك لم يؤمن بإبراهيم إلا نفر قليل من قومه كتموا إيمانهم عن القوم خوفًا من الطغاة وحذرًا من الموت، ورجع كيد الطغاة المفسدين في نحورهم، وجعلهم الله من الخاسرين.
وفاة سيّدنا إبراهيم قيل إن وفاة إبراهيم -عليه السلام- كانت بالخليل في فلسطين سنة ثمان وتسعين وأربعمئة وثلاثة آلاف من بعثة آدم -عليه السلام-، وأرسل الله إسماعيل إلى قبائل اليمن وإلى العماليق ومات بمكة ودفن عند قبر أمه هاجر بالحِجر. والله تعالى أعلم.
أقروا بعجزها عن الإجابة وعدم قدرتها على أن تصد المعتدين عليها، فأخذ يبكتهم على جهلهم، ويتأفف من ثباتهم على الباطل بعد وضوح الحق، ثم قال لهم: ( أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [الأنبياء66:67] فلما لم تقم لهم حجة عدلوا عن الجدل والمناظرة وعمدوا إلى القوة يسترون بها هزيمتهم، ويخفون بها باطلهم، وقالوا: ( حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ) [الأنبياء:68] ونكمل -بمشيئة الله- في الخطبة الثانية. أسأل الله أن ينفعنا بهدي كتابه وما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم. قصة سيدنا ابراهيم – قصص لانبياء .. الخطبة الثانية: الحمد لله الذي أنجا خليله إبراهيم من النار وسعيرها، ورد كيد أعدائه في نحورهم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله-، وأطيعوه واحمدوه كما هداكم للإسلام.
وكان لهم عيد يقيمونه في كل عام، يقضون أيامه خارج المدينة يهرعون إليه بعد أن يضعوا طعامًا كثيرًا في بيت العبادة، حتى إذا ما رجعوا من عيدهم أكلوه فرحين وأقبلوا إليه مغبطين، وقد باركته الآلهة وأضفت عليه الخير، ولما هموا بالذهاب إلى عيدهم طلبوا أن يرافقهم، فأبى وامتنع، وقد عقد العزم على أن يهدم ويكسّر معبوداتهم، وادعى العلة وتظاهر بالمرض والسقم، ولم تكن به علة ولا مرض، ولكنه كان سقيم النفس كاسف البال، ينقطع فؤاده حزنًا على إشراك قومه لأنهم لم يستجيبوا لدعوته. ولما كانوا يخشون الداء ويهابون الوباء تولوا عنه ولم يستمسكوا بدعوته، بل أظهروا الرضا عن تخلفه والاقتناع بحجته، وخرجوا إلى عيدهم مسرورين، فلما خلت المدينة منهم ذهب إلى أصنامهم، ودخل إلى بيت عبادتهم، فوجده باحة قد امتلأت بالتماثيل، وانتشرت في أرجائه الأصنام، ورأى الطعام متراكمًا عندها، فخاطبها متهكمًا بها محتقرًا لشأنها: ألا تأكلون؟! قصه سيدنا ابراهيم عليه السلام كامله كرتون. فلم يجيبوه، فقال: ( مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ)، أي لا تتكلمون، وأنى للحجارة أن تتكلم!! وللخشب المسندة أن تعقل!! بعد ذلك أخذ يلطمها بيده ويركلها برجله، ثم غضب لربه واشتد غضبه، فأخذ فأسًا وأخذ يكسرها ويحطمها، وما زال بها حتى صيّرها حطامًا إلا كبيرهم، فإنه أبقى عليه ليرجعوا إليه ويسألوه عمن انتهك حرمة بيتهم وكسر أصنامهم، حتى إذا استبانوا أنها لا تدافع عن نفسها ممن أرادها بسوء، ثابوا إلى رشدهم ورجعوا عن مكابرتهم.