إذن بياض معاوية وبياض زوجته ميسون بنت بحدل يحتم بياض ولدهما! لكن يزيد لم يرث البياض عن ابيه ولا عن أمه فقد كان يزيد أسمرا شديد السمرة, قال الذهبي في سيرة يزيد ( وكان ضخماً كثير الشعر شديد الأدمة بوجهه أثر جدري فقال الناس: هذا الأعرابي الذي ولي أمر الأمة) ( سير أعلام النبلاء للذهبي ج4 ص35 سيرة يزيد, التنبيه والإشراف للمسعودي ص264), وقوله شديد الادمة أي أنه داكن اللون شديد السمرة أقرب للسواد. فمن أين أتت هذه السمرة الداكنة لطفل والديه من البيض؟ لابد أن واضع النطفة في رحم أمه أسود اللون! وليس هناك الا العبيد السود الذين يخدمون الملك معاوية وعائلته ومن عبيد كلب ولذلك أشار البحراني فدون ( قد رووا أن أمّه ميسون بنت بحدل الكلبية ، أمكنت عبد أبيها من نفسها فحملت بيزيد ، والى هذا المعنى أشار النسابة البكري فقال فـان يكـن الزمـان أتى علينا بقتل الترك والمـوت الوحيـيّ فقد قـتل الدّعـيّ وعبد كلب بأرض الطــف أولاد النّــبي أراد بالدعي عبيد الله بن زياد.. ومراده بعبد كلب يزيد بن معاوية لآنه من عبد بحدل الكلبي) ( الزام الناصب لابن راشد البحراني ص 170), فالنسابة على لسان البحراني يقول أن يزيد هو مولود لعبد أسود من عبيد قبيلة كلب, وليس من معاوية ولهذا سماه ب (عبد كلب).
[4] وأنجبت طفلها الوحيد يزيد في عام 646. [5] وفقًا لما ذكرته المستشرقة التركية نابيا أبوت ، فإن ميسون كانت مشغولة الذهن بحياة طفلها الصغير، فكانت تهتم بتعليمه كثيراً. وأخذته معها إلى البادية في جنوب تدمر حيث قضى طفولته. كما أنها أيضًا كانت باهرة الحُسن تتزين بأبهى الثياب. ورافقت معاوية ذات مرة في رحلة استكشافية إلى آسيا الصغرى. [6] أشعار ميسون بنت بحدل [ عدل] عُرفت ميسون بنت بحدل زوجة معاوية الخليفة الأموي الأول في مصادر أخرى باسم ميسون بنت جندل. [7] لكن، يبدو أن بنت جندل امرأة أخرى تنتمي إلى بني فزارة. يبدو أن ميسون تلك هي صاحبة القصيدة الشهيرة التالية، التي غالبًا ما نُسبت خطأ إلى ميسون بنت بحدل، الأمر الذي صور زوجة معاوية بأنها تفضل حياة البداوة عن قصرها في دمشق. حتى أنه ذاع أن معاوية طلق ميسون بنت بحدل بسبب إهانته في تلك القصيدة. وأنها أخذت ابنها معها ليترعرع في البادية. [8] ومن أبيات القصيدة: [9] لبيت تخفق الأرواح فيه أحبُ إليّ من قصر منيف ولبس عباءة وتقـرّ عيني أحبُ إليّ من لبس الشفوف كسيرة فـي كسر بيتـي أحبُ إليّ من أكـل الرغيـف وأصوات الريـاح بكـل فـج أحبُ إليّ من نقـر الدفـوف وكلب ينبـح الطـراق دونـي أحبُ إليّ من قـط أليـف وبكر يتبع الأظعـان صعـب أحبُ إليّ من بعـل زفـوف وخرق من بني عمي نحيـف أحبُ إليّ من علـج عنـوف خشونة عيشتي في البدو أشهى إلي نفسي من العيش الطريف فما أبغي سوى وطنـي بديـلا وما أبهاه مـن وطـن شريـف وتعد هذه القصيدة الشعرية واحدة من أشهر القصائد النسائية في التعبير عن الحنين إلى العودة للعيش في الصحراء عن مجتمع المدن متزايد التحضر.
فنجان قهوتي خواطر حالات واتس اب #شتراك بي قناة - YouTube
وكَبرتَ وأحببتَ امرأةً عثرتَ عليها ذاتَ صباحٍ تبكي... فتآمر الدَّمعُ والكُحلُ في عينيها عليكَ! ولما صار حبها أكبر منكَ قررتَ أنْ تقتلها... كم كنتَ أحمقاً إذ اعتقدتَ أنَّكَ بالكلماتِ يمكنكَ أنْ تقتلَ امرأةً ، فقد أخبرتكَ ذاتَ دمعٍ أيضاً أنَّها لا تريدُ الرَّحيلَ غيرَ أَنَّ العيونَ السُّود يملكُها من يدفعُ أكثر! فنجان قهوتي خواطر عتاب. وأَنتَ لا تملكُ سِوى مهرِ قراءَةِ فنجَان! كتبتْ شفتاكَ أنَّكَ طَاعِنٌ في الحياةِ والموتِ ، مُتَّ قبلَ أَنْ تُولدَ فالذين يُولدون بلا وطن يولدون في كفن!
سَأدُلكَ من أينَ تنبعثُ رائِحةُ الحبرِ والدَّمعِ فيك ، وسأخبرك عن امرأةٍ أردت ان تقتلها ، فوجدتها صبيحة اليومِ التالي معلقةً على سياج نبضك! ولكنَّك ستقسِمُ لي بعدها بحقِّ القَهوةِ التي جمعتنا أنَّك لنْ تسمحَ لغجريةٍ بعدي أنْ تقرا فنجانك! كَتبتْ شفتاكَ أنَّكَ كبرتَ غير أنَّ طفلاً التقيتَ به منذ ستةٍ وعشرينَ عاماً نسيَ أَنْ يكبرَ معكَ... ما زالَ في الرابعةِ بعد! أضِفْ عمرَهُ إلى عمركَ يكنْ الحاصِلُ أنتَ! أراه يهربُ من عِقابِ أُمِّه – التي نهته أنْ يقربَ إبريقَ الشَّاي السَّاخنِ ولكنّه طالبَ بحقِّهِ في الإلتساع – إلى القَمحِ في حضنِ جدِّه ثم يغلق باب السَّنابل دونَه ويغفو. فنجان قهوتي خواطر قصيره. وحينَ استنفذَ كلَّ قمحٍ قادرٍ على إيوائِه وجدَ جدَّه صبيحةَ اليوم التَّالي نائِماً دونَ سُعالٍ على غير عادةٍ فقبَّله على عَجَلٍ بسذاجَةِ الأَطفالِ الذين لا يعرفونَ معنى القُلبةِ الأخيرة! ولأنَّ جدَّه أحبَّه كثيراً فتحتْ له جدتُه القلبَ على مِصراعَيهِ ، وشرعتْ أمامَه نوافذ الحنين ، وقصَّت عليه حكايا التنور رغيفاً رغيفاً ، وقاسمته خبز المنفى وقالت له: اعرف من شئتَ ولكنْ لا تحبنَّ امرأةً سِواي. غيرَ أَنَّ قلبَ الرَّجلِ فيكَ انقلبَ على قلبِ الطفلِ فيه وقررَ أن يخون!
ق / رؤى الحل الصعب.