الجديد!! : عمر بن محمد السبيل وبنو زيد · شاهد المزيد » 1958 بدون وصف. الجديد!! : عمر بن محمد السبيل و1958 · شاهد المزيد » المراجع [1] مر_بن_محمد_السبيل
فكان موقف الشيخ حكيمًا متزنًا، حيث صرف جهة الكلام، وتجنب الجدال، ثم صرفهما بأدب، وذلك لأن تبرع الملك فهد رحمه الله لم يكن خفيًّا، وكان بعد نداء منظمة اليونسكو، وأشادت به آنذاك الدول العربية والإسلامية جمعاء، فكان تجاهلهما مثيرًا للاستفهام. لقد كان ضبط النفس والاتزان دأبًا له، وخلقًا عرف به، روى الشيخ سليمان المشعل في كتابه (الغيث المجلل ص: 85) أن رجلاً دخل عليه، وجعل يسوق الانتقادات تلو الانتقادات حول بعض الإجراءات في المسجد الحرام، وقت رئاسة والده معالي الشيخ محمد السبيل رحمه الله، حتى أغلظ القول، فما كان منه إلا أن قال بنبرة هادئة واثقة: أبشر، نبلغه إن شاء الله. واجتمعت به مرة خارج الحرم، وكان معنا أخوان من دولة خليجية، يستفسران ويستفتيان، فأجاب وأفتى، وجر الحديث إلى تدريس الفكر الإسلامي، مادةً عامة في الجامعات، بدلاً من تدريس شيء من الشريعة عقيدةً وأحكامًا، فوازن بين ذلك، وأبدى رأيه، وتعرض لشيء من أثر الانشغال بالتنظير العام، عما يجب أن يعلمه المرء من الدين بالضرورة، كل ذلك في جلسة قصيرة ثرية، لم تتجاوز أربعين دقيقة، وكانت هذه آخر لقاء به، رحمه الله وغفر له. د عمر بن محمد السبيل - Noor Library. رحل الشيخ عمر رحمه الله في مطلع كهولته، وقد أتم ثلاثًا وأربعين سنة، إثر حادث مروري، وصلي عليه في المسجد الحرام يوم السبت الثاني من شهر الله المحرم عام 1423هـ كان رحمه الله مجتهدًا في بذل العلم، فألف ودرس، وألقى المحاضرات، وأقام الدورات العلمية، فضلاً عن الخطب في المسجد الحرام وغيره من المساجد.
– وفي جمادى الآخرة من عام 1422هـ لبى دعوة من مركز الشيخ/ محمد بن خالد آل نهيان، وكانت حافلة كسابقتها حيث زار عددا من الإمارات وألقى العديد من المحاضرات. – وكذلك في اليابان: حيث لبى دعوة من أمين جمعية الوقف الإسلامي باليابان لافتتاح مسجد {أوتسكا} بطوكيو، في عام 1420هـ حيث افتتح المسجد وألقى فيه خطبة الجمعة، وعددًا من المحاضرات بالإضافة الى لقائه بعدد من الدعاة هناك، وبعض الجالية المسلمة، وغير ذلك من الرحلات العلمية والدعوية. أعماله: كان رحمه الله كارها للأعمال والمناصب الإدارية، ويدفعها بأشد ما يستطيع، ولكنه إذا كلف بها وفَّاها حقها التزاما وأداءً ومن بين هذه الأعمال: رئاسته لقسم الشريعة في عام 1414هـ، ثم مديرا لمركز الدراسات العليا الإسلامية المسائية عام 1415هـ، ثم وكيلا لكلية الشريعة عام 1415هـ، ثم عميدا لكلية الشريعة عام 1417هـ، بالإضافة إلى رئاسته عددًا من اللجان في الجامعة، و مشاركته في عدد منها. مشايخه في مكة: تتلمذ – رحمه الله – على عدد من العلماء، ففي مكة قرأ على: – الشيخ محمد أكبر شاه، -كما سلف- فقد حفظ عليه القرآن الكريم وحصل منه على إجازة في قراءة حفص عن عاصم. – والشيخ سعيد محمد العبدالله المدرس بجامعة أم القرى سابقا: قرأ عليه القرآن قراءة تجويد وكان يتردد عليه للقراءة حتى حصل منه على إجازة بقراءة عاصم براوييه حفص وشعبة، و بقراءة ابن كثير براوييه البزي وقنبل، وبقراءة أبي جعفر برواية ابن وردان وابن جماز، وبقراءة الكسائي برواية الدوري وأبي الحارث، وصل فيها إلى الأنبياء.
فلعلّ اسمه الأصلي كان (آزر) بمعنى النّشيط، لكنّهم رأوا منه كسلاً وفشلاً في العمل والهمّة فلقبّوه بتارح، وكما اشتهر نبيّ الله يعقوب بلقب (إسرائيل). أمّا مفسّرو الشيعة الإماميّة، فيَرونَ أنّ (آزر) هذا لم يكن والد نبيّ الله إبراهيم (عليه السلام)، وإنْ كان إبراهيم يدعوه أباً؛ لأنّ (الأب) أعمّ من الوالد، فيُطلق على الجدّ للأُمّ، وعلى المربّي والمعلّم والمرشد، وعلى العمّ أيضاً، حيث جاء إطلاق الأب عليه في القرآن، فقد حكى الله على أولاد يعقوب قولهم: ﴿ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ﴾ [البقرة: 133]، وإسماعيل كان عمّاً ليعقوب. قال الشيخ أبو جعفر الطوسي: والذي قاله الزجّاج يُقوّي ما قاله أصحابُنا: أنّ آزر كان جدّ إبراهيم لأُمّه، أو كان عمّه؛ لأنّ أباه كان مؤمناً، لأنّه قد ثبت عندهم أنّ آباء النبي (صلّى الله عليه وآله) إلى آدم كلّهم، كانوا مُوحّدين لم يكن فيهم كافر، ولا خلاف بين أصحابنا في هذه المسألة. والد النبيّ إبراهيم (عليه السلام) تارَح أو آزر؟ – موقع الوقائي. قال: وأيضاً رُوي عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "نَقَلني اللهُ مِن أصلابِ الطّاهرينَ إلى أَرحامِ الطّاهراتِ، لمْ يُدنّسني بِدَنسِ الجاهليّةِ". وهذا خبر لا خلاف في صحّته، فبيّنَ النبيُّ (صلّى الله عليه وآله) أنّ الله نقله من أصلاب الطّاهرينَ، فلو كان فيهم كافر، لما جاز وصْفُهم بأنّهم طاهرون؛ لأنّ الله وَصف المشركينَ بأنّهم أنجاس: ﴿ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ﴾ (التوبة: 28)، قال: ولهم في ذلك أدلَّة لا نطوّلُ بذكرها الكتابَ؛ لئلاّ يخرج عن الغرض.
وهنا يُجيب الله دعاءه: ﴿ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ ﴾ 18. ثمّ إنّه لمّا كَبُر ابنه إسماعيل وبنى البيتَ الحرام نراه يدعو لوالديه ويستغفر لهما: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ ﴾ 19 إلى قوله: ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴾ 20. قال العلاّمة الطباطبائي: والآية بما لها من السياق والقرائن المُحتفّة بها خير شاهدةٍ على أنّ والدَهُ الذي دعا له واستغفر له هنا غير أبيه آزر الذي تبرّأ منه في سالف الأيّام ، فقد تحصّل أنّ آزر الذي جاء ذِكره في تلك الآيات لم يكنْ والد إبراهيم ولا أباه الحقيقي ، وإنّما صحّ إطلاق الأب عليه لوجود عناوين تسوّغ اللغة مثل هذا الإطلاق كالجدّ للأمّ والعمّ ، وزوج الأُمّ ، وكلّ مَن يتولّى شأن صغير ، وكذا كلّ كبير مُطاع ، ونحو ذلك ، وليس مثل هذا التوسّع في إطلاق لفظ الأب مختصّاً بلغة العرب ، بل هو جارٍ في سائر اللغات أيضاً 21 22.
*من كتاب "شبهات وردود حول القرآن الكريم".
[٣] صفات إبراهيم بدأ نبيّ الله إبراهيم بدعوة والده إلى التوحيد برّاً به، وطمعاً في نجاته وفلاحه في الدنيا والآخرة، واتّسم أسلوب إبراهيم -عليه السلام- طوال الوقت باللين والرأفة، وقوّة الحُجّة أمامه ليكون ذلك ميسّراً لإجابة دعوته، ولمّا أظهر الوالد العناد والقسوة تجاه ولده لم يتغيّر أسلوب النبي إبراهيم -عليه السلام- بالحديث، فبقي رؤوفاً رحيماً به، ووعده أن يستغفر له ربّه علّه يقبل منه استغفاره. [١] المراجع ^ أ ب "الأسباب التي دعت إبراهيم عليه السلام أن لا يقابل جهل أبيه بجهل مثله" ، ،9-7-2002 م، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-17. اسم والد ابراهيم عليه السلام للاطفال. بتصرّف. ↑ "آزر اسم أبي إبراهيم عليه السلام" ، ، 13-03-2011، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-18. بتصرّف. ↑ "دعوة إبراهيم لأبيه آزر ، ، 2014-04-03 ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-15. بتصرّف.
* * * ولسيّدنا الطباطبائي تحقيق بهذا الشأن ، استظهر من القرآن ذاته أنّ ( آزر) الذي خاطبه إبراهيم بالأُبوّة وجاء ذلك في كثير من الآيات لم يكن والده قطعيّاً.