من نحن قناة كربلاء الفضائية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وسلام على من انتجبه واصطفاه، لا سيما خاتم الرسل وأهل بيته ومن والاه.. قناة كربلاء المقدسة هي قناة العتبة الحسينية المقدسة، حيث الانتماء الأصيل لفكر الإمام الحسين عليه السلام ومبادئه وفلسفة ثورته المباركة.
في فقرة 29: "الصدّيقون يرثون الأرض ويسكنونها إلى الأبد". إذاً، الوعد الإلهيّ بوراثة الأرض للصالحين ثابت في الكتب السماويّة، ومتّفق عليه، ولكن هناك اختلاف بين الأديان السماويّة على قائد مشروع وراثة الصالحين للأرض؛ فاليهود مثلاً، يعيشون على أمل مجيء المسيح عليه السلام وليس عودته؛ لأنّ بعضهم يعتبر أنّه لم يأتِ بعد. •من ينتظر اليهودُ؟ ثمة اتّفاق بيننا وبينهم على كلمة المسيح عليه السلام، ولكنّ المسيح عليه السلام الذي يتطلّع إليه اليهود، ويتوقّعون مجيئه، ويعتبرونه ملك العالم الذي سيرث الأرض، ليس المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام وإنّما مسيح آخر؛ لأنّهم كما حصل في التاريخ، أنكروه، ورفضوه، وحاربوه، وافتروا على أمّه القدّيسة الصدّيقة العظيمة السيّدة مريم عليها السلام بُهتاناً كبيراً وعظيماً، على الرغم ممّا أظهره من معجزاتٍ عظيمة وكريمة وقويّة. زياره الامام الحسين عليه السلام. أمّا المسيحيّون، فيعتقدون أنّ السيّد المسيح عليه السلام الذي كان في ذلك الزمان سيعود إلى العالم، وسيحقّق هذا الوعد الإلهيّ. والمسلمون يعتقدون أنّ الوعد الإلهيّ، سيتحقّق على يد رجلٍ من نسل رسول الله، رسول الإسلام الأعظم محمّد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، وإن كان ثمّة اختلاف في الدائرة الإسلامية حول شخصيّة هذا المهديّ؛ منهم من يقول إنّه وُلِدَ، وهو موجود وغائب وسيظهر في زمانٍ ما كما نقول نحن، ومنهم من يقول إنّه سيولد في الزمن الذي يشاء الله سبحانه وتعالى لهذا الوعد الإلهيّ العظيم أن يتحقّق، وعندما يبلغ مثلاً من العمر ثلاثين أو أربعين سنة، سوف يقوم بهذه الحركة العالميّة.
ثمّة حالة قلق لدى اليهود، حتّى في ثقافتهم الدينيّة، على مصير دولة "إسرائيل"، الكيان الغاصب لفلسطين المحتلّة. وأنا سمعت كلاماً مسجّلاً لوزير الحرب الإسرائيليّ، يتحدّث فيه بقلقٍ عن مستقبل دولة "إسرائيل"، ويقول: أُقيمت لنا دولتان في التاريخ؛ دولة في زمن داود وسليمان عليهما السلام، ودولة ما قبل الميلاد بنحو 150 أو 160 سنة، وكلا الدولتان لم تصل إلى عمر الثمانين عاماً. فدولة "إسرائيل" الحاليّة باتت تقترب من عمر الثمانين؛ ولذلك هم خائفون وقلقون، خصوصاً أنّ كلا التجربتين السابقتين سقطتا بسبب الاختلافات، والصراعات الداخليّة، والاجتياح الخارجيّ. ولذلك أيضاً، عندما يشعرون بالخطر، يرتفع منسوب الانتظار! (*) من كلمة سماحة السيّد حسن نصر الله (حفظه الله) في ذكرى ولادة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف في تاريخ 7/4/2020م. 1. زيارة الامام الحسين عليه السلام في شهر رجب. بحار الأنوار، المجلسيّ، ج 95، ص 409. 2. فضائل الأشهر الثلاثة، الصدوق، ص 45. 3. بحار الأنوار، (م. س. )، ج 51، ص 47. أضيف في: 2021-03-01 | عدد المشاهدات: 1041
الهنود أولهم.. تعرف على الجنسيات الأكثر زيارة الى دبي في النصف الأول 2017 - video Dailymotion Watch fullscreen Font
ومن العلماء من يقول أن معنى قوله تعالى: « الصوم لي وأنا أجزي به » أن الصوم لا يدخله شرك بخلاف سائر الأعمال فإن المشركين يقدمونها لمعبوداتهم كالذبح والنذر وغير ذلك من أنواع العبادة ، وكذلك الدعاء والخوف والرجاء فإن كثيرًا من المشركين يتقربون إلى الأصنام ومعبوداتهم بهذه الأشياء بخلاف الصوم ، فما ذكر أن المشركين كانوا يصومون لأوثانهم ولمعبوداتهم فالصوم إنما هو خاص لله عز وجل فعلى هذا يكون معنى قوله: « الصوم لي وأنا أجزي به » أنه لا يدخله شرك ؛ لأنه لم يكن المشركون يتقربون به إلى أوثانهم وإنما يتقرب بالصوم إلى الله عز وجل.
ويشهد لهذا رواية مسلم (1151) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) أي أجازي عليه جزاء كثيرا من غير تعيين لمقداره ، وهذا كقوله تعالى: ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب). 3- أن معنى قوله: ( الصوم لي) أي أنه أحب العبادات إلي والمقدم عندي. قال ابن عبد البر: كفى بقوله: ( الصوم لي) فضلا للصيام على سائر العبادات. وروى النسائي (2220) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ ، فَإِنَّهُ لا مِثْلَ لَهُ). صححه الألباني في صحيح النسائي. الصوم لي وأنا أجزي ا. 4- أن الإضافة إضافة تشريف وتعظيم ، كما يقال: بيت الله ، وإن كانت البيوت كلها لله. قال الزين بن المنير: التخصيص في موضع التعميم في مثل هذا السياق لا يفهم منه إلا التعظيم والتشريف. وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " وَهَذَا الحديثُ الجليلُ يدُلُّ على فضيلةِ الصومِ من وجوهٍ عديدةٍ: الوجه الأول: أن الله اختصَّ لنفسه الصوم من بين سائرِ الأعمال ، وذلك لِشرفِهِ عنده ، ومحبَّتهِ له ، وظهور الإِخلاصِ له سبحانه فيه ، لأنه سِرُّ بَيْن العبدِ وربِّه لا يطَّلعُ عليه إلاّ الله.
والصيامُ صبْرٌ على طاعةِ الله ، وصبرٌ عن مَحارِم الله ، وصَبْرٌ على أقْدَارِ الله المؤلمة مِنَ الجُوعِ والعَطَشِ وضعفِ البَدَنِ والنَّفْسِ ، فَقَدِ اجْتمعتْ فيه أنْواعُ الصبر الثلاثةُ ، وَتحقَّقَ أن يكون الصائمُ من الصابِرِين. وقَدْ قَالَ الله تَعالى: ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّـابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) الزمر/10... " انتهى. "مجالس شهر رمضان" (ص 13). والله أعلم.
إذا تقرر هذا فإن الصيام يجب أن يكون خالصاً لله تعالى لا تشوبه شائبة، وخاصة أن الصيام عبادة خفية لا يطلع عليها الناس، وهذا الحكم ينسحب على بقية أعمال المسلم ولكنه في الصيام أظهر وأوضح. وقد ورد في بعض النصوص النبوية الإشارة إلى الإيمان والاحتساب كما ورد في الصلاة على الميت وتشييعه وحضور دفنه فقد ثبت في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من اتبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً، وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها، ثم رجع قبل أن تدفن، فإنه يرجع بقيراط) رواه البخاري. وروى البيهقي بإسناده عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فقالت:( حدثني نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه عذاب يبعثه الله على من يشاء فجعله رحمة للمؤمنين فليس عبد يقع الطاعون فيقيم ببلده إيماناً واحتساباً يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد). شرح حديث : « كل عمل ابن آدم له إلا الصوم ... » | دروبال. وخلاصة الأمر: أن معنى كون الصوم لله وأنه يجزي به أن الصوم أبعد الأعمال عن الرياء لأنه أمر خفي لا يطلع عليه إلا الله عز وجل، ولا بد للمسلم من أن يخلص عمله كله لله تعالى لأننا قد أمرنا بإخلاص الأعمال كلها لله تعالى كما قال جل جلاله ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى) رواه البخاري وغيره.
نسأل الله لنا جميعاً بلوغ رمضان وصيامه وقيامه إيماناً واحتسابًا.. آمين. ** ** - جلاجل