قال المؤلف رحمه الله: (ويجب). الحكم الثالث: يتفقان فيما يجب، فيجب بدم الحيض الغسل، وكذلك أيضاً يجب بدم النفاس الغسل، ويجب بوطء الحائض كفارة، وكذلك أيضاً النفساء يجب بوطئها كفارة. قال المؤلف رحمه الله: (ويسقط). الحكم الرابع فيما يتفقان فيه: الاتفاق فيما يسقط، فالحائض تسقط عنها الصلاة، فلا تجب عليها الصلاة إلا كما سلف، كذلك أيضاً النفساء تسقط عنها الصلاة. ما يخالف دم النفاس فيه دم الحيض قال المؤلف رحمه الله: (غير العدة والبلوغ). لما ذكر المؤلف رحمه الله ما يتوافق فيه الدمان ذكر ما يختلف فيه الدمان، فذكر أن دم الحيض يعتبر في العدة، فإذا طلقت المرأة فإن كانت تحيض فإنها تحيض ثلاث حيض، فيعتبر في العدة، أما دم النفاس فليس معتبراً في العدة، فلو أن الرجل طلق زوجته وهي نفساء فإن هذا الدم ليس معتبراً في العدة، فلو طلقها وهي حامل فعدتها وضع الحمل، لكن لو طلقها وهي نفساء فنقول بأن هذا الدم ليس معتبراً في العدة، بل يجب عليها أن تحيض ثلاثة قروء. فالفرق الأول: أن دم الحيض معتبر في العدة، أما دم النفاس فليس معتبراً. التفريغ النصي - شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب الحيض - حديث 161-162 - للشيخ سلمان العودة. الفرق الثاني: أن دم الحيض معتبر في البلوغ، يعني أنه علامة من علامات البلوغ، فإذا حاضت الجارية عرفنا أنها بلغت، وترتب عليها أحكام البالغات، أما دم النفاس فإنه لا يعتبر في البلوغ، قال العلماء رحمهم الله تعالى: البلوغ حصل بالإنزال السابق للحمل، فدم الحيض معتبر علامة من علامات البلوغ، أما دم النفاس فليس علامةً من علامات البلوغ.
و إذا جاء في وقت العادة الشهرية فإن المرأة تقوم بترك والصيام حتى تنتهي العادة الشهرية، واما ان استمر الدم بعد ذلك فالمرأة تغتسل وتصلي وتصوم وتحل لزوجها ولا تقوم بالالتفات للدم الزائد فهو دم فساد وانه ليس له حكم الحيض ولا حتى حكم النفاس. نصائح للمرأة في فترة النفاس ـ ان تقوم المرأة باستغلال جميع الفترات التي ينام بها صغيرها وتنام معه، وذلك لان الراحة أمر مهم وضروري حتى تقوم باستعادة جسمها وقوته وصحته، اما اذا كان الطفل دائم البكاء تقوم بالاستعانة بزوجها أو أحد الأقارب حتى يعتني به كي تحصل على قدر من الراحة. علامات الطهر من النفاس - المفيد. ـ حتى مرور شهر ونصف على الولادة لا تقوم المرأة بالتسرع في ممارسة ، ولكم من الممكن ان تفعل المشي فقط لمدة ربع ساعة ويكون ذلك بعد أسبوعين لو كانت ، اما ان كانت قيصرية فيكون بعد ثلاثة اسابيع. ـ لا تقوم المرأة النفساء بحمل أشياء ثقيلة أو تدفعها، حتى انها لا تقوم بأعمال المنزل إلا بعد ان يمر أسبوع على الولادة. ـ ان تمتنع المرأة فترة النفاس عن العلاقة الحميمية مع زوجها، حتى ينقطع الدم ويلتئم الجرح تماماً، حتى لا ينتج عن ذلك تمزق الجرح والنزف، وان تقوم بتدفئة نفسها وان لا تعرض لتيارات الهواء الباردة.
دم النفاس يتفق مع دم الحيض فيما يحل ويحرم ويجب ويسقط، ويختلفان في العدة والبلوغ، ومن ولدت توأمين فالمعتبر في النفاس المولود الأول عند البعض، بينما المعتبر عند الشافعية المولود الثاني، والأقرب أنه إن تجدد دم أو زاد عند ولادة الثاني فالمعتبر بولادته، وإلا ف ما يوافق دم النفاس فيه دم الحيض قال المؤلف رحمه الله: [ وهو كالحيض فيما يحل ويحرم، ويجب ويسقط، غير العدة والبلوغ، وإن ولدت توأمين فأول النفاس وآخره من أولهما]. تقدم ذكر بقية أقسام المستحاضة، وذكرنا أن القسم الأخير هو المستحاضة التي لها عادة وقد نسيت عادتها ولا تمييز لها أو لها تمييز غير صالح، وأن هذه المستحاضة تحتها ثلاثة أقسام، وبينا هذه الأقسام.
أقل النفاس وفي النفاس مسائل وأحكام عديدة، تحتاج إلى وقوف عندها ولو يسيراً، فمن المسائل المتعلقة بحديث أم سلمة في النفاس. مسألة: أقل النفاس، ما أقل النفاس؟ اختلف العلماء في ذلك، فالجمهور على أن أقل النفاس دفعة واحدة، يعني دفعة واحدة من الدم، وهذا مذهب الشافعي و مالك و أحمد و الأوزاعي ورواية عن أبي حنيفة ، فهو مذهب الجمهور. ولـ أبي حنيفة رواية أخرى في المسألة: وهي أن أقله أحد عشر يوماً، فهذا قول ثانٍ، وله رواية ثالثة: أن أقل النفاس خمسة وعشرون يوماً، وقيل: ثلاثة أيام، وقيل: أربعة، وقيل: يوم. والصحيح أن النفاس لا حد لأقله، فقد يكون دفعة، ثم تطهر المرأة فتغتسل وتصلى وتصوم، بل قد لا يقع لها دم أصلاً، يعني: قد يحدث وإن كان نادراً أن تلد المرأة، ثم لا يخرج منها دم أصلاً، لا مع الولادة ولا بعدها ولا قبلها. وقد ورد في حديث غريب: ( أن امرأة ولدت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينزل معها دم، فسميت ذات الجفوف)، والجفوف هو الجفاف. فعلى كل حال! لو فرض أن امرأة ولدت ولم ينزل معها دم مطلقاً مع الولادة كم تقعد في النفاس؟ لا تقعد شيئاً، بل اختلف العلماء: هل يجب عليها غسل أم لا يجب؟ والأظهر -والله تعالى أعلم- أنه لا يجب عليها غسل، إذا ثبت عدم خروج الدم منها؛ لأن الظاهر أن موجب الغسل هو خروج الدم منها.
لقد ثبت بالدليل أن مدة النفاس أربعون يوماً، ومن قال أن أكثره خمسون يوماً أو ستون يوماً ليس لهم دليل على ذلك، وعلى النساء أن يسألن عن أمر دينهن ولا يستحيين من ذلك. مدة النفاس قال الإمام أبي داود رحمه الله تعالى: [ باب ما جاء في وقت النفساء: حدثنا أحمد بن يونس أخبرنا زهير أخبرنا علي بن عبد الأعلى عن أبي سهل عن مسة عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كانت النفساء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تقعد بعد نفاسها أربعين يوماً أو أربعين ليلة، وكنا نطلي على وجوهنا الورس، تعني من الكلف]. فهذا الحديث يدل على مدة النفاس، وفي سنده مسة وهي أم بسة ، قال فيها في التقريب: مقبولة الأزدية الثالثة، قال الحافظ في البلوغ: الحديث رواه الخمسة إلا النسائي وصححه الحاكم ، وقال الخطابي حديث مسة أثنى عليه البخاري ، وقال النووي في المجموع: إنه حديث حسن، ثم قال بعد ذلك: الحديث جيد، وقال ابن القيم رحمه الله: روى عنها، أي مسة: أبو سهل كثير بن زيد و الحكم بن عتيبة و محمد بن عبد الله العرزمي و زيد بن علي بن الحسين. وقال الحاكم عن هذا الحديث صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي ، فالحديث حسن، وهو دليل على أن النفساء تجلس أربعين يوماً، فإن استمر الدم بعدها فهو دم فساد، فتغتسل بعد الأربعين وتصلي وتصوم، إلا إذا وافق عادتها قبل النفاس فإنها تجلس عادتها.
قال المؤلف رحمه الله: (وهو كالحيض فيما يحل). يعني: أن دم النفاس يوافق دم الحيض في بعض الأحكام، ويخالفه في بعض الأحكام، ويدل لهذا أن أم سلمة رضي الله تعالى عنها: ( لما حاضت وهي مع النبي صلى الله عليه وسلم في الفراش قال النبي صلى الله عليه وسلم: أنفستي؟) فسمى النبي صلى الله عليه وسلم دم الحيض نفاساً. ويوافق دم النفاس دم الحيض في أحكام: الحكم الأول: يتوافقان فيما يحل، فيحل للرجل من زوجته أن يستمتع منها دون الوطء في الفرج كما سبق لنا حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اصنعوا كل شيء إلا النكاح)، فكذلك أيضاً النفساء يحل لزوجها أن يستمتع منها دون الوطء في الفرج. قال المؤلف رحمه الله: (ويحرم). الحكم الثاني: يتفقان فيما يحرم، فيحرم وطء الحائض، وكذلك أيضاً يحرم وطء النفساء، وكما يحرم على الحائض أن تصوم، كذلك أيضاً النفساء يحرم عليها أن تصوم، ويحرم على الحائض أن تصلي، وكذلك أيضاً النفساء يحرم عليها أن تصلي. وبالنسبة للطلاق ظاهر كلام المؤلف رحمه الله تعالى أنهما أيضاً يتفقان في الطلاق، فالحائض يحرم طلاقها، وظاهر كلام المؤلف أن النفساء أيضاً يحرم طلاقها، وهذا فيه نظر، أما الحائض فيحرم طلاقها، وأما النفساء فالذي يظهر والله أعلم -كما سيأتينا إن شاء الله في كتاب الطلاق- أنها لا يحرم طلاقها، وأن طلاقها من طلاق السنة وليس من طلاق البدعة.
الإفرازات الصفراء في النفاسوهي إفرازات صفراء اللون قد تلاحظين نزولها بعد انقطاع الدم خلال فترة الأربعين، وهنا تُعد من النفاس، أما نزول إفرازات صفراء أو بُنية بعد انتهاء الأربعين يومًا فهي ليست من النفاس، ويمكنكِ الاغتسال وممارسة العلاقة الحميمة دون قلق.
للإستفسار ومعرفة التفاصيل عن الأسعار والعروض التي نقدمها، فضلاً أرسل لنا رسالة بريد إلكتروني على بريدنا كما يمكنكم الإستفادة من خدمة الواتساب عبر التواصل على الرقم +965-97125307 حياكم الله tel: 0096597125307 اضغط هنا للاتصال بنا الان 0096597125307 اضغط هنا للاتصال بنا الان 0096597214491 للوصول إلى المقر الرسمي لشركتنا في السالمية برجاء النقر هنا: View Location الصفحات: 1 2