(فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا) كتبه/ محمد خلف الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فقد قال -تعالى-: ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) (الملك:15). فنعم الله -تعالى- على عباده لا تعد ولا تحصى، وكثير منها ربما لا يشعر بها المرء مع عظيم نفعها وفائدتها، ومن هذه النعم: تذليل وتمهيد الأرض للعباد. قال السعدي -رحمه الله-: "هو الذي سخر لكم الأرض وذللها، لتدركوا منها كل ما تعلقت به حاجتكم، من غرس وبناء وحرث، وطرق يتوصل بها إلى الأقطار النائية، والبلدان الشاسعة" (تفسير السعدي). ولك أن تتخيل أن جميع الطرق مرتفعات ومنخفضات، كيف سيكون حال الناس وكيف يكون معاشهم وأنت تلحظ ذلك حينما تصعد مرتفعًا أو تنزل منخفضًا، ماذا تشعر؟! فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ - ملتقى الخطباء. فتمهيدها من تمام إحسان ورحمة الله بعباده، وقال -تعالى-: ( وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ)، قال في التفسير الوسيط والمراد بقوله: "( وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ): الانتفاع بما فيها من وجوه النعم، وعبر عنه بالأكل؛ لأنه أهم وجوه الانتفاع" (انتهى). فهذا حث على السعي والتكسب وتعمير الأرض واستغناء عن المسألة، وأخذ بأسباب القوة وما أحوج أمتنا للعمل والجد والإنتاج، لتقوى وتعلو وتستغني عن غيرها حتى لا أن تكون تحت وطأة اعدائها الذين يريدون تسييرها كيفما شاءوا في خلاف شرع الله، وأيضًا: في الوقيعة أبناء الأمة بعضهم بعض، فهذا العالم الذي لا يعترف إلا بالقوة؛ أما الضعيف فلا يأبه له وإن فعل به ما فعل من ظلم وعدوان، لا سيما إن كان مسلمًا، والحاضر والماضي شاهد على ذلك.
ولما آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ عَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُنَاصِفَهُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ، فَقَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ دُلَّنِي عَلَى السُّوقِ، فَرَبِحَ شَيْئًا مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ، ثم تزوج، حتى صار بعد ذلك من أثرياء المدينة.. وفي مسند الإمام حمد وغيره، قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: "خَرَجْتُ أبتغي فَأَتَيْتُ حَائِطًا، فَقَالَ لي صاحبه: دَلْوٌ بِتَمْرَةٍ. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الملك - الآية 15. قَالَ: فَدَلَّيْتُ حَتَّى مَلَأَتُ كَفِّي، ثُمَّ أَتَيْتُ الْمَاءَ فَاسْتَعْذَبْتُ - يَعْنِي: شَرِبْتُ - ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَطْعَمْتُهُ بَعْضَهُ، وَأَكَلْتُ أَنَا بَعْضَهُ ". وفي "صحيح البخاري" قَالَ عليه الصلاة والسلام: «لَأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا، فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ». وكل عمل أو كسب إذا احتسبته فأنت مأجور: «إنْك إن تَدَعَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، وَلَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فِي امْرَأَتِكَ»، «وأفضل َدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ».
حلقة من برنامج "إيَّاك نعبد" لفضيلة الشيخ "أ. د. عبدالله بن عمر السحيباني" ؛ في الحثِّ على السعْي في طلب الرزق، وعدم التواكل، ودلالة قوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك: 15].
ويتساءل المرءُ: لماذا لم يطالب بالتمهُّل لا بالوقوف؟ ولعلها إشارة غير واعية من امرئ القيس إلى توقف الحياة التي كان يحياها، فعندما دفَن والده، دفَن معه لهوَه ومتعتَه، فتصلَّبتِ الدماءُ الحارة في عروقه، وتملَّكه القنوط، واستبدَّ به اليأس، وكم من ذكرى جميلة ضاعت على هذا الدرب! ممَّا ضاعف الألم في النفس؛ فانهارت قواه النفسية والجسدية أمام الأهوال التي واجهته؛ فلم يمتلك القدرةَ على فعل أيِّ شيء سوى البكاء، وهي حالة نفسية اضطرارية لا مفرَّ منها، فالموقف الذي أصبح فيه لا يحتمل فرصةً للتأمل، أو برهة للتفكُّر، أو لحظة للتذكُّر؛ ولذا كان البكاء علَّةَ الوقوف، وإذا كان بكاء الرجل صعبًا، فكيف يكون بكاء الأمير؟! شبكة شعر - امرؤ القيس - قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ. ولنا أن نتصوَّر حينئذٍ عمقَ المأزق النفسي الذي قادته إليه الأيام. • وهو لم يستطع كبتَ جموحه العاطفي، لكنه حاولَ التخفيفَ منه بإشراك الآخرين في بكائه (نَبْكِ)، ولعل لنشأته الملكيَّة أثرًا كبيرًا في هذا المقام؛ فلا يرضى لنفسه أن يبكي وحيدًا، وإن كان في قرارة نفسه يشعر بهذه الحقيقة المُرَّة. وبكاؤه في هذا السياق له ما يسوِّغه؛ فهو القائل: وإن شفائي عَبرةٌ مهَراقة = فهل عند رسمٍ دارسٍ من مُعَوَّلِ فالدمع يُخفِّفُ من وطأة الحزن الثقيلة؛ ولذا قيل: فاثلج ببرد الدمع صدرًا واغرًا = وجوانحًا مسجورةَ الرمضاءِ • وهذان العنصران اللُّغويَّان (قفا نبكِ) يرصدان - بدقة - التحوُّلَ النفسيَّ المُشبعَ بالقهر عند امرئ القيس؛ إذ هو انتقالٌ من عقدة نرجسية مشوبة بالسادية، ويجسِّدها قوله: (قفا)، إلى عقدة مازوشية توقع الألم بالذات، ويجسِّدها قوله: (نبكِ).
لن يأتي خلاف هذا الإعراب من نحوي، فتمسك به، ومن أتاك بغيره فأدره ظهرك. إلا أن ذكرى فيما أظنه غير منصرف لألف التأنيث فيجر بفتحة مقدرة على الألف والباقي سواء، وفيه إيهام في قوله: هو مضاف في آخر الإعراب، والأولى أن يقول: وذكرى مضاف، وحبيب مضاف إليه. مع تحياتي للأستاذ أبي فارس المصباحي. ـ [أبو مالك العوضي] ــــــــ [18 10 09, 01: 56 م] ـ إلا أن ذكرى فيما أظنه غير منصرف لألف التأنيث فيجر بفتحة مقدرة على الألف والباقي سواء، وفيه إيهام في قوله: هو مضاف في آخر الإعراب، والأولى أن يقول: وذكرى مضاف، وحبيب مضاف إليه. ما دام (ذكرى) مضافا فهو مجرور بالكسرة المقدرة حتى وإن كان ممنوعا من الصرف. وجر بالفتحة ما لا ينصرف ……….. قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل ( معلقة ) | أدب. ما لم يضف أو يك بعد أل ردف ـ [أبو فارس المصباحي] ــــــــ [18 10 09, 08: 04 م] ـ الشكر لك وللأستاذ/ البشير الأزمي الذي عنه نقلت الإعراب بعد أن تأكدت من صوابه.. والشكر أيضاً للأستاذ العوضي على هذا التوضيح: ـ [أداس السوقي] ــــــــ [19 10 09, 03: 23 م] ـ ………………………………………….. ……………………. لك الحق أستاذي فأنت المصيب، وقد ذهلت عن ذلك. وتقبل خالص شكري وامتناني في نهاية المقالة نتمنى ان نكون قد اجبنا على سؤال قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل اعراب، ونرجو منكم ان تشتركوا في موقعنا عبر خاصية الإشعارات ليصلك كل جديد على جهازك مباشرة، كما ننصحكم بمتابعتنا على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتويتر وانستقرام.
تابع أيضاً: شعر عن التخرج من الثانوي
الهجرة خسارة الوطن للشباب تتوزَّع نتائج هجرة الشباب على موطنهم الأم وعلى موطن الهجرة، ومن تلك النتائج ما هو سلبي ومنها ما هو إيجابي. الآثار المترتبة لهجرة الشباب خارج الوطن: فمن جهة الاقتصاد يستفيد البلد الأصلي للمهاجر من العائدات المالية الواردة من دول المهجر، والتي يرسلها المهاجرون؛ لكنَّ هذه الاستفادة محدودة، ولا تساعد على بناء الاقتصاد القومي، بينما يستثمر بلد المهجر توفّر اليد العاملة المهاجرة في بناء ونهضة اقتصادها، فإذا كانت الحروب والصراعات هي السبب في الهجرة، فحين ذلك تحدث هجرة جماعية، تؤدّي إلى نتائج اقتصاديَّة سلبيَّة، تصيب بلدَ اللجوء. أما اجتماعيَّا فيندمج المهاجرون بالمجتمع الجديد، ويحاولون أن يكونوا جزءًا منه؛ لكنَّ هذا الاندماج قد يتحول إلى ذوبان تامّ، يؤدّي إلى ضياع الهويَّة الأصليَّة للمهاجِر.
• ولم يتوقف امرؤُ القيس هنا، بل راح يُعلِّل انكسارَه النفسي بتذكُّر الأحبة ومنازلهم، ومن المعلوم أن التذكُّر يعيد تصوُّرات الماضي، لكن من دون قدرة على تغييره؛ لأنه ماضٍ قد انتهى كحدث، ولم ينتهِ من حيث التأثيرُ النفسيُّ، ولله درُّ من قال: ذكراك حلَّتْ فدمع العين مهمورُ = والكون باكٍ حزين القلب مكدورُ • فتجدُّدُ الذكرى هو تجددٌ للألم؛ وهذا ما يؤذي التفكير السليم، فلولا نعمةُ النسيان لأصبح الإنسان مختلاًّ نفسيًّا، ولامرئ القيس ذاكرةٌ مُثقلةٌ بأيام المراهقة والشرب والنساء لا يمكن محوُها بسهولة، وكم هو مؤلمٌ على الذات أن يتذكر الإنسان لحظات من فرحه، وهو في خضم الشقاء ومرارة الاغتراب!
شعراء العصر الأيوبي (1174 ~ 1250 ميلادية) هو من عصور الدول المتتابعة اللغة العربية ظلت لغة رسمية للزنكيين والأيوبيين أما الإطار المكاني، فهو موطن حكم هذه الدول، وهو بلاد الشام ومصر، في المقام الأول. شعراء العصر المملوكي (1250 ~ 1517 ميلادية) من عصور الدول المتتابعة أيضا ارتبطت المناسبات التاريخية وآثار مصر في العصر المملوكي ارتباطاً وثيقاً بالشعر كما ازدهر الشعر المترجم في تلك الحقبة. شعراء العصر الأندلسي (756 ~ 1031 ميلادية) كونت صقلية مع بلاد المغرب وشمالي إفريقية والأندلس وحدة ثقافية ذات طابع خاص جوهره التراث الثقافي العربي الإسلامي، وساعد في حفظه كثرة الانتقال والاتصال. شعراء العصر العثماني (1923 ~ 1299 ميلادية) هو عصر الانحطاط الشعري للغة العربية فقد غدت التركية لغة الدولة الرسمية، تأثر بسببها الأدب العربي بعدة عوامل بالرغم من ذلك بزغ فيها شعراء وكتاب حافظوا على اللغة.