اهـ. وهذا أيضا هو مسلك شيخ الإسلام ابن تيمية المعروف عنه في بيان معنى القرب وتأويله، وكذلك الحال في تأويل الهرولة، حيث قال في (بيان تلبيس الجهمية): لا ريب أن الله تعالى جعل تقربه من عبده جزاء لتقرب عبده إليه؛ لأن الثواب أبدًا من جنس العمل، كما قال في أوله "من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم"... وإذا كان كذلك، فظاهر الخطاب أن أحد التقديرين من جنس الآخر، وكلاهما مذكور بلفظ المساحة، فيقال: لا يخلو إما أن يكون ظاهر اللفظ في تقرب العبد إلى ربه، وهو تقرب بالمساحة المذكورة، أو لا يكون.
وقوله تعالى في الحديث القدسي: (وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي) أو (وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي) ، ففي ذلك ببيان لفضل الذكر ، وجزاء الذاكرين ، فذكر الله عز وجل أنه سبحانه مع عبده حين يدعوه ، وحين يذكره ، وهذه المعية هي معية خاصة ، وهي معية الحفظ والتثبيت والتسديد ، وأفضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان ، وتدبر المؤمن الذاكر معانيه ، وأعظمه ذكر الله عند الأمر والنهي ، وذلك بامتثال الأوامر ، واجتناب النواهي.
تاريخ النشر: الإثنين 13 صفر 1443 هـ - 20-9-2021 م التقييم: رقم الفتوى: 447610 18496 0 السؤال هل نثبت لله -جل وعلا- (صفة الهرولة)؛ وذلك لما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا، تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا، تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي، أتيته هرولة. فنرجو من فضيلتكم إيضاح هذه المسألة: هل نثبت صفة الهرولة لله -جل وعلا-؟ وما المقصود بها في الحديث؟ الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فلا نعلم أحدا من الأئمة وأهل العلم المتقدمين ذكر الهرولة في صفات الله تعالى! غير أن أبا إسماعيل الهروي -رحمه الله- قال في كتاب (الأربعون في دلائل التوحيد): "باب الهرولة لله -عز وجل-" وأسند فيه هذا الحديث من رواية الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، به. وظاهر هذا الحديث -كما يدل عليه السياق- أنه من باب المشاكلة أو المقابلة، فإذا كان التعبير عن إتيان العبد لله بالمشي إنما هو كناية عن إقباله على الله بالطاعة، فكذلك التعبير عن مجازاة الله له بإتيانه هرولة، إنما هو كناية عن حسن إثابته ومزيد فضله عليه!
وهناك حديث قدسي يقول "أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَة حِينَ يَذْكُرُنِي، أن ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُة فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُة فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْة ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إلى ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْة بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُة هَرْوَلَةً". هل بعد كل النصوص القرآنية والاحاديث القدسية ونظريات علم النفس وعلوم الطاقة والجذب لايزال عندك شك عزيزي القارئ أن سيادتك السبب الرئيي والمباشر في عدم الاستجابة بعد طبعا الأخذ بالأسباب وعمل ما عليك من اجتهاد وسعي وإخلاص نية لله عز وجل..... إذا وصلت لهذه المرحلة وهذا اليقين التام والتسليم الكامل به سوف تعيش حياتك متنقلا بين معجزة وأخرى وتحقيق مستحيل وآخر لأنك تخاطب رب المستحيلات، ومن هنا سوف تتغير نظريتك لكافة الأمور والأحداث التي تمر بها وتتغير ردود أفعالك اتجاه المواقف وتعيش في سلام واستقرار نفسي وهدوء داخلي لأنك أيقنت أنك بجوار الجبار العادل المقتدر الرحيم الرحمن الرزاق الوهاب. ومن خلال الوصول إلى هذه النقطة والتعايش معها بكل وجدانك وكيانك وحواسك سوف تصل إلى مرحلة جديدة ومختلفة من حياتك... بداية جديدة... محتوي مدفوع إعلان
وقال ابن جرير ، رحمه الله: حدثني أبو حميد الحمصي أحمد بن المغيرة حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا حفص بن سليمان عن محمد بن سوقة عن وبرة بن عبد الرحمن عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله ليدفع بالمسلم الصالح عن مائة أهل بيت من جيرانه البلاء ". ثم قرأ ابن عمر: ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) وهذا إسناد ضعيف فإن يحيى بن سعيد [ هذا] هو أبو زكريا العطار الحمصي وهو ضعيف جدا. ثم قال ابن جرير: حدثنا أبو حميد الحمصي حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا عثمان بن عبد الرحمن عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله ليصلح بصلاح الرجل المسلم ولده وولد ولده وأهل دويرته ودويرات حوله ، ولا يزالون في حفظ الله عز وجل ما دام فيهم ". وهذا أيضا غريب ضعيف لما تقدم أيضا. وقال أبو بكر بن مردويه: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم أخبرنا علي بن إسماعيل بن حماد أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد أخبرنا زيد بن الحباب ، حدثني حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان رفع الحديث قال: " لا يزال فيكم سبعة بهم تنصرون وبهم تمطرون وبهم ترزقون حتى يأتي أمر الله ".
تفسير "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض" - تفسير الشعراوي - YouTube
وحكى مكي أن أكثر المفسرين على أن المعنى: لولا أن الله يدفع بمن يصلي عمن لا يصلي وبمن يتقي عمن لا يتق ي لأهلك الناس بذنوبهم ، وكذا ذكر النحاس والثعلبي أيضا. قال الثعلبي وقال سائر المفسرين: ولولا دفاع الله المؤمنين الأبرار عن الفجار والكفار لفسدت الأرض ، أي هلكت وذ كر حديثا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يدفع العذاب بمن يصلي من أمتي عمن لا يصلي وبمن يزكي عمن لا يزكي وبمن يصوم عمن لا يصوم وبمن يحج عمن لا يحج وبمن يجاهد عمن لا يجاهد ، ولو اجتمعوا على ترك هذه الأشياء ما أنظرهم الله طر فة عين - ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم - ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض. وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن لله ملائكة تنادي كل يوم لولا عباد ركع وأطفال رضع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا خرجه أبو بكر الخطيب بمعناه من حديث الفضيل بن عياض. حدثنا منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لولا فيكم رجال خشع وبهائم رتع وصبيان رضع لصب العذاب على المؤمنين صبا. أخذ بعضهم هذا المعنى فقال: لولا عباد للإله ركع وصبية من اليتامى رضع ومهملات في الفلاة رتع صب عليكم العذاب الأوجع وروى جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله ليصلح بصلاح الرجل ولده وولد ولده وأه دويرته ودويرات حوله ولا يزالون في حفظ الله ما دام فيهم.
وقال ابن مردويه أيضا: وحدثنا محمد بن أحمد حدثنا محمد بن جرير بن يزيد ، حدثنا أبو معاذ نهار بن عثمان الليثي أخبرنا زيد بن الحباب أخبرني عمر البزار ، عن عنبسة الخواص ، عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الأبدال في أمتي ثلاثون بهم تقوم الأرض ، وبهم تمطرون وبهم تنصرون " قال قتادة: إني لأرجو أن يكون الحسن منهم. وقوله: ( ولكن الله ذو فضل على العالمين) أي: من عليهم ورحمة بهم ، يدفع عنهم ببعضهم بعضا وله الحكم والحكمة والحجة على خلقه في جميع أفعاله وأقواله.