التالي
[1] [9] [10] وحين هاجر النبي محمد إلى يثرب ، لم يتخلف أبو سفيان عن أي من المعارك التي خاضتها قريش ضد المسلمين. [1] ولما سار النبي محمد إلى فتح مكة ، سار أبو سفيان ومعه ولده جعفر فلقياه بالأبواء [1] أو ثنية العقاب [9] مسلمان، فأعرض عنه النبي محمد لما كان منه من هجائه وأذيته للمسلمين، فتذلل له أبو سفيان حتى رضي النبي محمد، وقبله. [3] ثم لزم أبو سفيان النبي محمد، وشهد معه غزوتي حُنين [1] والطائف ، [11] وكان ممن ثَبُت معه في القتال يوم حُنين لما انسحب المسلمون أول المعركة. [3] [10] وكان النبي يهبه كل عام من مال خيبر مائة وسق. [11] بعد وفاة النبي محمد، حج أبو سفيان في عام، فحلق له الحلاق بمنى ، فقطع ثؤلولاً في رأسه، فمرض منه ومات [10] [11] بعد قدومه إلى المدينة المنورة سنة 15 هـ، [9] [12] وقيل سنة 20 هـ، [3] [9] بعد وفاة أخيه نوفل بن الحارث بأربعة أشهر، وصلى عليه الخليفة وقتها عمر بن الخطاب ، [3] [9] ودُفن بالبقيع ، [13] وأوصى وهو يحتضر فقال: « لا تبكوا علي؛ فإني لم أتنطف بخطيئة منذ أسلمت ». [3] وكان لأبي سفيان من الولد جعفر أمه جمانة بنت أبي طالب ، وأبو الهياج عبد الله وجمانة وحفصة ويقال حميدة أمهم فغمة بنت همام بن الأفقم، وعاتكة أمها أم عمرو بنت المقوم بن عبد المطلب بن هاشم، وأمية وأم كلثوم أمهاتهم أمهات أولاد ، وقد انقرض عقب أبي سفيان بعد ذلك، فلم يبق منهم أحد.
وأدرك أنه الرسول قاصدا مكة لفتحها. وفكّر ماذا يصنع.. ؟ ان الرسول قد أهدر دمه من طول ما حمل سيفه ولسانه ضد الاسلام، مقاتلا وهاجيا.. فاذا رآه أحد من الجيش، فسيسارع الى القصاص منه.. وان عليه أن يحتال للأمر حتى يلقي نفسه بين يدي رسول الله أولا، وقبل أن تقع عليه عين أحد من المسلمين.. وتنكّر أبو سفيان بن الحارث حتى أخفى معالمه، وأخذ بيد ابنه جعفر، وسار مشيا على الأقدام شوطا طويلا، حتى أبصر رسول الله قادما في كوكبة من أصحابه، فتنحّى حتى نزل الركب.. وفجأة ألقى بنفسه أمام رسول الله مزيحا قناعه فعرفه الرسول، وحو ل وجهه عنه، فأتاه أبو سفيان من الناحية أخرى، فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم. وصاح أبو سفيان وولده جعفر: " نشهد أن لا اله الا الله ونشهد أن محمدا رسول الله". واقترب من النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: " لا تثريب يا رسول الله".. وأجابه الرسول: " لا تثريب يا أبا سفيان. ثم أسلمه الى علي بن أبي طالب وقال له: " علم ابن عمّك الوضوء والسنة ورح به اليّ".. وذهب به علي ثم رجع فقال له الرسول: " ناد في الناس أن رسول الله قد رضي عن أبي سفيان فارضوا عنه".. لحظة زمن، يقول الله لها: كوني مباركة، فتطوي آمادا وأبعادا من الشقوة والضلال، وتفتح أبواب رحمة ما لها حدود..!!
وفكّر ماذا يصنع.. ؟ ان الرسول قد أهدر دمه من طول ما حمل سيفه ولسانه ضد الاسلام, مقاتلا وهاجيا.. فاذا رآه أحد من الجيش, فسيسارع الى القصاص منه.. وان عليه أن يحتال للأمر حتى يلقي نفسه بين يدي رسول الله أولا, وقبل أن تقع عليه عين أحد من المسلمين.. وتنكّر أبو سفيان بن الحارث حتى أخفى معالمه, وأخذ بيد ابنه جعفر, وسار مشيا على الأقدام شوطا طويلا, حتى أبصر رسول الله قادما في كوكبة من أصحابه, فتنحّى حتى نزل الركب.. وفجأة ألقى بنفسه أمام رسول الله مزيحا قناعه فعرفه الرسول, وحو ل وجهه عنه, فأتاه أبو سفيان من الناحية أخرى, فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم. وصاح أبو سفيان وولده جعفر: " نشهد أن لا اله الا الله ونشهد أن محمدا رسول الله". واقترب من النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: " لا تثريب يا رسول الله".. وأجابه الرسول: " لا تثريب يا أبا سفيان. ثم أسلمه الى علي بن أبي طالب وقال له: " علم ابن عمّك الوضوء والسنة ورح به اليّ".. وذهب به علي ثم رجع فقال له الرسول: " ناد في الناس أن رسول الله قد رضي عن أبي سفيان فارضوا عنه".. لحظة زمن, يقول الله لها: كوني مباركة, فتطوي آمادا وأبعادا من الشقوة والضلال, وتفتح أبواب رحمة ما لها حدود..!!
حتى إن الرسول صلوات الله وسلامه عليه رآه ذات مرةٍ يدخل المسجد فقال لعائشة رضي الله عنها: (أتدرينَ من هذا يا عائشة) قالت: لا يا رسول الله ، قال: (إنه ابنُ عمي أبو سفيان بنُ الحارث انظري إنه أوَّل من يدخلُ المسجد وآخر من يخرج منه ولا يفارق بصره شِراكَ نَعلِه).
أقراء ايضا: ابن كثير البداية والنهاية ملخصه ورأي العلماء فيه ومقتطفات ونوادر
فقال لي الأنصاري: يا عدو الله أنت الذي كنت تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقد بلغتَ في عداوة النبي مشارق الأرض ومغاربها وما زال الأنصاري يستطيل عليّ ويرفع صوته والمسلمون يقتحمونني بعيونهم ويُسرون مما أُلاقي. عند ذلك أبصرت عمي العباس فلذت (لجأت إليه) به وقلت: يا عَمّ قد كنت أرجو أن يفرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامي لقرابتي منه وشرفي في قومي وقد كان منه ما تعلم فكلمه ليرضى عني فقال: لا والله لا أُكلمه كلمة أبداً بعد الذي رأيته من إعراضه عنك إلا أن سنحت فرصة فإني اُجِلُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهابُه. فقلت: يا عَمّ إلى من تكلني إذاً ، فقال: ليس لك عندي غير ما سمعت فتملكني الهم وركبني الحزن ولم ألبث أن رأيت ابن عمي علي بن أبي طالب فكلمته في أمري فقال لي مثل مقالة عمنا العباس ، عند ذلك رجعت إلى عمي العباس وقلت يا عم إذا كنت لا تستطيع أن تعطف على قلب الرسول فكف عني ذلك الرجل الذي يشتمني ويغري الناس بشتمي. فقال صفه لي فوصفته له ، فقال: ذلك نعيمان بن الحارث النجاري فأرسل إليه وقال له: يا نعيمان إن أبا سفيان ابن عم الرسول الله صلى الله عليه وسلم وابن أخي وإن يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ساخطاً عليه اليوم فسيرضى عنه يوما فكف عنه ، وما زال به حتى رضي أن يكف عني وقال لا أعرض له بعد الساعة.