[٢] معنى آية: وعجلت إليك رب لترضى، بالشرح التفصيلي بعد معرفة الطّريق المؤدّي إلى نيل رضا الله تعالى، سيتمّ شرح معنى الآية: وعجلت إليك رب لترضى بالشرح التفصيلي، ولا بدّ من المرور بما قبلها وهو صدر الآية الكريمة، وهو قول الله تعالى على لسان موسى ، عليه السّلام: {قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي}. [٣] ولذلك سيتمّ تفسير الآية الرّابعة والثّمانين من سورة طه على شقّين، ثمّ الحديث عن قراءة: {هم أولاء على أثري} كالآتي: [٤] تفسير: {قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي} فقول الله تعالى على لسان موسى: {قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي}. [٥] لا يقصد موسى عليه السّلام أنّ أهله يتتبعون أثره ويسيرون خلفه، إنّما يقصد في كلامه هذا بأنّهم قريبون منه وينتظرون عودته إليهم، وهناك من قال: بأنّ هارون كان مأمورًا بأن يسير ب بني إسرائيل متتبعًا أثر أخيه موسى لاحقًا به، وعندما وصل موسى جانب الطّور، لم يتمالك نفسه بأن يبقى يسير على سير قومه، فتركهم مسرعًا شوقًا للقاء ربّه وسماع كلامه وعندما شعر بطول المسافة لشدّة اشتياقه لربه ضاق صدره، فشقّ قميصه تاركًا كلّ من معه خلفه قاصدً ربّه وعند وصوله خاطبه الباري سبحانه: {وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى}.
وكان - عليه الصلاة والسلام - إذا أمطرت السماء خلع ثيابه وتجرد حتى يصيبه المطر ويقول: إنه حديث عهد بربي فهذا من الرسول - صلى الله عليه وسلم - وممن بعده من قبيل الشوق ؛ ولذلك قال الله تبارك اسمه فيما يروى عنه: طال شوق الأبرار إلى لقائي وأنا إلى لقائهم أشوق. قال ابن عباس: كان الله عالما ولكن قال وما أعجلك عن قومك رحمة لموسى ، وإكراما له بهذا القول ، وتسكينا لقلبه ، ورقة عليه ؛ فقال مجيبا لربه: هم أولاء على أثري. قال أبو حاتم قال عيسى: بنو تميم يقولون: هم أولى مقصورة مرسلة ، وأهل الحجاز يقولون أولاء ممدودة. وحكى الفراء ( هم أولاي على أثري) وزعم أبو إسحاق الزجاج: أن هذا لا وجه له. قال النحاس وهو كما قال: لأن هذا ليس مما يضاف فيكون مثل هداي. ولا يخلو من إحدى جهتين: إما أن يكون اسما مبهما فإضافته محال ؛ وإما أن يكون بمعنى الذين فلا يضاف أيضا ؛ لأن ما بعده من تمامه وهو معرفة. وقرأ ابن أبي إسحاق ونصر ورويس عن يعقوب ( على إثري) بكسر الهمزة وإسكان الثاء وهو بمعنى أثر ، لغتان. معنى آية وعجلت إليك رب لترضى – عرباوي نت. وعجلت إليك رب لترضى عجلت إلى الموضع الذي أمرتني بالمصير إليه لترضى عني. يقال: رجل عجل وعجل وعجول وعجلان بين العجلة ؛ والعجلة خلاف البطء.
كثيرون يفهمون الموت من منطلق التشاؤم والخوف، فيعزفون عن استذكاره او التفكير فيه، ويتجاهلون ما بعده من جزاء او ثواب، وتأخذهم دروبهم في الدنيا الى الضلالة والمنكرات، ظنا منهم ان ساعة الرحيل بعيدة، وان الاعمار ما تزال مديدة، وان لحظة الموت تصيب غيرهم ولمّا تصلهم بعد.. وكثيرون ايضا يتماهون مع الموت حتى انك لا تفرق بينهم وبينه، ويعزمون على ربط حركاتهم وسكناتهم فيه، فيسيطر عليهم ويمنعهم من التفكير بالحياة، ولو شاء الله تعالى ان يخلقهم ميتين لما كلفهم بالامانة، واستخلفهم بالعمارة، وانتدبهم لإقامة خلافته على الأرض.
قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ (84) أي: قادمون ينزلون قريبا من الطور ، ( وعجلت إليك رب لترضى) أي: لتزداد عني رضا
عدم قبول التعجل في ذاته، والثاني الاستفسار عن المحتوى. فيعتبر أكثر الأمران عند سيدنا موسى عليه السلام توضيح المعذرة في إسراعه دون وقومه وتوضيح السبب من ذلك. فإن سيدنا موسى عليه السلام كان قصده من وراء ذلك هو أن تكون هناك مسافة بين القائد وأتباعه كما يتبع في كثير من المواقف الدنيوية. ثم أردف في الكلام وأن سبب العجلة هو الرغبة في لقاء الله تعالى وإرضائه. 4- تفسير ابن كثير يرى ابن كثير أن تفسر هذه الآية السابق ذكرها، يقول موسى عليه السلام أن قومي يقطنون بالقرب من جبل الطور، فأنا عجلت إليك رب طلبا في رضاك. وعجلت اليك ربي لترضى. 5- تفسير القرطبي ويفسر القرطبي آية (هم أولاء على أثرى وعجلت إليك رب لترضى) على النحو التالي: أنه بهذا القول لا يرد أن يقول إنهم يسيرون خلفه بل كان يريد أن يقول إنهم يمكثون قريبا مني حتى أعود لهم بما علمته من الله عز وجل. وهناك رأى آخر يقول بأن سيدنا هارون يصطحب القوم ليتبعوا أثر سيدنا موسى عليه السلام في لقائه لربه. كما قال رأى آخر أنه يريد بالقوم السبعون أي أتباعه، وأن سيدنا موسى عليه السلام حينما قرب من جبل الطور هرول سريعا طلبا للقاء ربه. 6- تفسير الشيخ الشعراوي فيفسر الإمام الشعراوي الآية (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ) ذكرها بأنهم قادمون من ورائي وسوف يتتبعوني.
⁃ لسته غيث للقنوات الدينية والمُحافظة.
فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار}.