وقوله " دعوا الله مخلصين له الدين " يقول تعالى ذكره: وإذا غشي هؤلاء موج كالظلل فخافوا الغرق، فزعوا إلى الله بالدعاء مخلصين له الطاعة، لا يشركون به هنالك شيئاً، ولا يدعون معه أحداً سواه، ولا يستيغثون بغيره. قوله " فلما نجاهم إلى البر " مما كانوا يخافونه في البحر من الغرق والهلاك إلى البر " فمنهم مقتصد " يقول: فمنهم مقتصد في قوله وإقراره بربه، وهو مع ذلك مضمر الكفر به. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى. وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله " فمنهم مقتصد " قال: المقتصد في القول وهو كافر. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله " فمنهم مقتصد " قال: المقتصد الذي على صلاح من الأمر. وقوله " وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور " يقول تعالى ذكره: وما يكفر بأدلتنا وحججنا إلا كل غدار بعهده، والختر عند العرب: أقبح الغدر، ومنه قول عمرو بن معدي كرب: وإنك لو رأيت أبا عمير ملأت يديك من غدر وختر وقوله " كفور " يعني: حجوداً للنعم، غير شاكر ما أسدي إليه من نعمة. قال تعالى (( وما يجحد بأياتنا إلا كل ختار كفور )). وبنحو الذي قلنا في معنى الختار قال أهل التأويل.
فمن اقتصد بعد ذلك كان مقصرا والحالة هذه ، والله أعلم. وقوله: ( وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور): فالختار: هو الغدار. قاله مجاهد ، والحسن ، وقتادة ، ومالك عن زيد بن أسلم ، وهو الذي كلما عاهد نقض عهده ، والختر: أتم الغدر وأبلغه ، قال عمرو بن معديكرب: وإنك لو رأيت أبا عمير ملأت يديك من غدر وختر وقوله: ( كفور) أي: جحود للنعم لا يشكرها ، بل يتناساها ولا يذكرها.
وقال مجاهد: فمنهم مقتصد في القول مضمر للكفر. وقال الكلبي: مقتصد في القول، أي: من الكفار، لأن بعضهم كان أشد قولاً وأغلى في الافتراء من بعض، "وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور"، والختر أسوأ الغدر. 32 -" وإذا غشيهم " علاهم وغطاهم. " موج كالظلل " كما يظل من جبل أو سحاب أو غيرهما ، وقرئ كالظلال جمع ظلة كقلة وقلال. " دعوا الله مخلصين له الدين " لزوال ما ينازع الفطرة من الهوى والتقليد بما دهاهم من الخوف الشديد. " فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد " مقيم على الطريق القصد الذي هو التوحيد ، أو متوسط في الكفر لانزجاره بعض الانزجار. " وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار " غدار فإنه نقض للعهد الفطري ، أو لما كان في البحر والختر أشد الغدر. " كفور " للنعم. 32. And if a wave enshroudeth them like awnings, they cry unto Allah, making their faith pure for Him only. But when He bringeth them safe to land, come of them compromise. قال تعالى (وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور) ما معنى ختار - عالم الاجابات. None denieth Our signs save every traitor ingrate. 32 - When a wave covers them like the canopy (of clouds), they call to God, offering Him sincere devotion. But When He has delivered them safely to land, there are among them those that halt between (right and wrong).
[4] شاهد أيضًا: الفرق بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي الحجود بنعم الله إنَّ الذي يجحد نعم الله -عزَّ وجلَّ- يعدُّ ظالمًا، ولن يغني عنه سمعه ولا بصره، ولا فؤاده، وكأنّه حرم نفسه من نعمة الله الّتي أنعم الله بها، والنّتيجة الحتميّة للجحود هي الخلود في النّار وفوق ذلك فإنّهم أعداء لله فاستحقّوا بذلك الوعيد الشّديد الوارد في قوله تعالى: {ذَٰلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ ۖ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ ۖ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ}. [5] [6] شاهد أيضًا: معنى كلمة سنة في آية الكرسي وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام مقال ما معنى ختار كفور ؟ والذي تمَّت في الإجابة على السؤال المطروح وذكر أقوال المفسرون في معناها والذي يدور حول الغدر والجحود، كما تمَّ ذكر موضع هذه الجملة في القرآن الكريم، وبيان تفسير الآية الكريمة، وفي الختام تمَّ بيان عقوبة الجاحد بآيات الله -عزَّ وجلَّ-. المراجع ^ لقمان: 32 ^, تفسير الطبري, 25/4/2021 ^, مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف) - وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ, 25/4/2021 فصلت: 28 نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، مجموعة من المؤلفين، ص4328,, 25/4/2021
[سادساً وأخيراً: ما ادعي اليوم من أنه بواسطة الآلات الحديثة قد عرف ما في رحم المرأة فهذه المعرفة ليست داخلة في قوله وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ [لقمان:34]، لأنها بمثابة من فتح البطن ونظر ما فيه فقال هو كذا وذلك لوجود أشعة عاكسة أما المنفي عن كل أحد إلا الله أن يقول المرء: إن في بطن امرأة فلان ذكراً أو أنثى ولا يقرب منها ولا يجربها في ولادتها السابقة، ولا يحاول أن يعرف ما في بطنها بأية محاولة].
الحجة: في جمع فعلة ثلاث لغات فعلات بسكون العين وفعلات بفتحها وفعلات بكسر الفاء والعين. اللغة: الظلل جمع ظلة وهو ما أظلك والختر أقبح الغدر والختار صاحب الختل والختر قال عمرو بن معدي كرب: فإنك لو رأيت أبا عمير ملأت يديك من غدر وختر ويقال جزيت عنك أجزي أي أغنيت عنك وفيه لغة أخرى أجزأت عنك أجزىء بالهمز. الإعراب: ﴿فلما نجاهم﴾ العامل في لما معنى مقتصد وتقديره اقتصدوا ﴿واخشوا يوما﴾ انتصب يوما بأنه مفعول به. ﴿لا يجزي﴾ في موضع نصب بأنه صفة يوم والتقدير لا يجزي فيه والد عن ولده ولا يكون مولود هو جاز عن والده شيئا انتصب شيئا بأنه مفعول جاز ومفعول يجزي محذوف ويجوز أن يكون سد مسد مفعوليهما جميعا.