كان يلقب بأبي خالد وقد كان يكره الخمر ويحرمها على نفسه وقد قام بكساء الكعبة الشريفة عدة مرات وكان معروف عنه أنه شديد الثراء ويملك مناجم ومراعي وأموال كثيرة من تهامة إلى اليمامة. كان لديه عدد من الأولاد وهم خالد وعمارة وهشام والوليد. ذكر ذلك في القرآن لذلك منة الله عليه وقال "ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا" ولد فى مكة قبل عام الفيل وقد تعلم أيضا تعاليم ملة أبينا إبراهيم عليه السلام. وكان يتميز أنه قويا فى المبارزة وفنون القتال وكان كثير العطاء فى المعسكرات التدريبية. من معارضات القرآن : قصة الوليد بن المغيرة. قيل عن الوليد بن المغيرة أنه شديد الجمال قوى البنية ومتوسط القامة وأدعج العينين. هلك الوليد بن المغيرة قبيل غزوة بدر ولم يسلم وكان سبب وفاته أن جرحاً كان قد أصابه بأسفل كعب رجله قبل سنين وانتقض عليه فقتله. كان ذلك الجرح قد أصابه حين مر برجل من خزاعة وهو يريش نبلاً له فتعلق سهم من نبله بإزاره فخدش رجله ذلك الخدش الذي كان سبب موته. ويروى أنه حين حضرته الوفاة دعا بنيه وكانوا يومئذ ثلاثة وهم هشام بن الوليد والوليد بن الوليد وخالد بن الوليد لأن ابنه الرابع عمارة كان قد هلك بأرض الحبشة، وقال لهم "أي بني أوصيكم بثلاث فلا تضيعوا فيهن دمي في خزاعة فلا تطلنه والله إني لأعلم أنهم منه براء ولكني أخشى أن تسبوا به بعد اليوم ورباي في ثقيف فلا تدعوه حتى تأخذوه وعقري (صداق المرأة) عند أبي أزيهر الدوسي فلا يفوتنكم فيه" وكان أبو أزيهر قد زوجه بنتاً ثم أمسكها عنه فلم يدخله عليها حتى مات، وقد مات الوليد بن المغيرة بعد الهجرة بثلاثة أشهر عن خمس وتسعين سنة ودفن في الحجون بمكة.
ملخص المقال ووالله! إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة، هذه شهادة أبو الوليد بن المغيرة في ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس، أن الوليد بن المغيرة جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فقرأ عليه القرآن، فكأنه رق له، فبلغ ذلك أبا جهل، فأتاه فقال: يا عم، إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا. قال: لم؟ قال: ليعطوكه، فإنك أتيت محمدا لتعرض ما قبله. قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالا. قال: فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له، أو أنك كاره له. قال: وماذا أقول؟ فوالله! ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجز ولا بقصيدة مني، ولا بأشعار الجن، والله! ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، ووالله! إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة(1)، وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته. قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه. قال: فدعني حتى أفكر. فلما فكر قال: هذا سحر يؤثر يأثره من غيره. فنزلت: {ذرني ومن خلقت وحيدا} [المدثر: 11](2). * المصدر: كتاب (وشهد شاهد من أهلها) للدكتور راغب السرجاني. من هو الوليد بن المغيرة - سطور. (1) طلاوة وطلاوة: أي رونقا وحسنا وقبولا. ابن منظور: لسان العرب، مادة طلى 15/10.
فقال: وماذا أقول؟ فوالله! ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجزه ولا بقصيده مني، ولا بأشعار الجن، والله! قصه الوليد بن المغيره عن القران. ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، والله! إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته. فأخبره أبو جهل: أنه لن يرضى عنك قومك حتى تقول فيه فقال: هذا سحر يؤثر يأثره من غيره. فنزلت: (ذرني ومن خلقت وحيدا) سورة المدثر: آية 11 ولما مات الوليد بن المغيرة، ذهبوا بنو مخزوم على خزاعة يطلبون منهم عَقْل الوليد ، وقالوا: إنما قتله سهم صاحبكم - وكان لبني كعب حلف من بني عبد المطلب بن هاشم - فأبت عليهم خزاعة ذلك.