وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) ثم قال تعالى: ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه) أي: من سلك طريقا سوى ما شرعه الله فلن يقبل منه ( وهو في الآخرة من الخاسرين) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ". وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ، حدثنا عباد بن راشد ، حدثنا الحسن ، حدثنا أبو هريرة ، إذ ذاك ونحن بالمدينة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تجيء الأعمال يوم القيامة ، فتجيء الصلاة فتقول: يا رب ، أنا الصلاة. فيقول: إنك على خير. فتجيء الصدقة فتقول: يا رب ، أنا الصدقة. ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. ثم يجيء الصيام فيقول: أي يا رب ، أنا الصيام. ثم تجيء الأعمال ، كل ذلك يقول الله تعالى: إنك على خير ، ثم يجيء الإسلام فيقول: يا رب ، أنت السلام وأنا الإسلام. فيقول الله [ تعالى]: إنك على خير ، بك اليوم آخذ وبك أعطي ، قال الله في كتابه: ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين). تفرد به أحمد. قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن الإمام أحمد: عباد بن راشد ثقة ، ولكن الحسن لم يسمع من أبي هريرة.
تاريخ النشر: الثلاثاء 16 ربيع الأول 1436 هـ - 6-1-2015 م التقييم: رقم الفتوى: 280891 17533 0 141 السؤال ما تفسير الآية الكريمة: "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه" لأن القرآن ذكر أن سيدنا إبراهيم من المسلمين؟ الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فقبل الدخول في تفسير الآية الكريمة، ننبه السائل إلى أن الإسلام بمعناه العام، هو دين جميع الأنبياء منذ آدم إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، فكلهم جاءوا بالدعوة إلى التوحيد، والاستسلام، والانقياد لله سبحانه، والتحذير من الشرك، وعبادة الأوثان.. الخ.
قال النووي -رحمه الله- في شرحه: " قوله: وَيَضَعَ الجِزْيَةَ، أي لا يقبل إلا الإسلام أو السيف " ا. هـ. 58 عامًا على إنشائها.. كواليس إطلاق إذاعة القرآن الكريم «ونس المصريين». وعندما يرى هذه الآية أهلُ الأرض فعند ذلك يرجعُ لدين الإسلام من هَدَى اللهُ قلبَه، ويدخلُ فيه من أنارَ اللهُ بصيرته من اليهود والنصارى، فيؤمن بعيسى -عليه الصلاة السلام- بعدما ظهرت أمامه الآياتُ الساطعاتُ التي تتجلى فيها أنوار الحق الواضحة.. والإيمانُ بعيسى -عليه الصلاة السلام- في ذلك الوقت تصديقٌ برسالة محمد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وبالدين الذي جاء به من عند ربه وهو الإسلام؛ حيث ينكشف الكذب، ويظهرُ الزيف الذي أدخله الأحبار والرهبان على الديانة النصرانية واليهودية؛ ليضلوا الناس، ويلبسوا عليهم دينهم. ودينُ الإسلام أيها الإخوة- هو الدينُ الذي ارتضاه الله لأنبيائه منذ الأزل؛ فقد قال: ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ)[آل عمران:19]، وقال -تعالى-: ( وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ* إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ* وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[البقرة:130-132].
فتبين من هذا أن للأنبياء دينا واحدا هو الإسلام، وشرائع مختلفة. وأما بشأن تفسير الآية: فإن تفسيرها، وبيان معانيها مبثوث في كتب التفسير المختلفة، ولكننا نقتصر على ما جاء في تفسير السعدي؛ لاختصاره، ووضوح عبارته. فقد قال في تفسير هذه الآية: أي من يدين لله بغير دين الإسلام، الذي ارتضاه الله لعباده، فعمله مردود غير مقبول، لأن دين الإسلام هو المتضمن للاستسلام لله، إخلاصا، وانقيادا لرسله. فما لم يأت به العبد، لم يأت بسبب النجاة من عذاب الله، والفوز بثوابه، وكل دين سواه فباطل. ومن يبتغ غير الإسلامي. اهـ. والله أعلم.
هل تحب الكوكيز؟ 🍪 نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة على موقعنا. يتعلم أكثر تابعنا شاركها
ولهذا: فمن لم يُكفّر اليهود والنصارى فهو كافر، طرداً لقاعدة الشريعة: (من لم يكفر الكافر فهو كافر ( سادساً: وأما هذه الأصول الإعتقادية والحقائق الشرعية فإن الدعوة إلى ( وحدة الأديان) والتقارب بينها وصهرها في قالب واحد دعوة خبيثة ماكرة، والغرض منها خلط الحق بالباطل، وهدم الإسلام وتقويض دعائمه، وجرّ أهله إلى ردة شاملة، ومصداق ذلك في قول الله سبحانه: { وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُواْ} [البقرة:217].
ودينُ الإسلامِ هو الطريقُ المستقيمُ الموصِّل إلى الله، كما ورد في تفسير سورة الفاتحة، فإن العبد يدعو ربه بأن يهديه إلى الصراط المستقيم، وأن يُبعده عن طريق المغضوب عليهم وهم اليهود الذين عصوا الله عن علم ومعرفة، وطريق الضالين وهم النصارى الذين يعبدون الله على جهل وضلال. ثم قال الشيخ -رحمه الله-: "ومما ذكرناه يتضح أن الطريق إلى الله واحدٌ وهو دين الإسلام، وهو الذي بعث الله به نبيه محمداً -صلى الله عليه وسلم- كما بعث جميعَ الرسل، وإن جميعَ ما خالفه من يهودية أو نصرانية أو مجوسية أو وثنية، أو غير ذلك من نِحَل الكفر كله باطل، وليس طريقاً إلى الله، ولا يوصل إلى جنته، وإنما يوصل إلى غضبه وعذابه، كما قال -تعالى-: ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[آل عمران:85]. وَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ "(رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-).