خرج الرسول الكريم ومن معه من الصحابة إليهم وحاصرهم حتى طلبوا من الرسول أن يخرجوا من المدينة. وأخرجهم الرسول من المدينة لكنه اشترط عليهم أن يأخذوا معهم الإبل فقط ويتركوا السلاح وتحقق هذا الشرط بالفعل. غزوة بدر الآخرة أو غزوة الموعد حدثت في السنة الرابعة من الهجرة بشهر شعبان. ويطلق عليها اسم غزوة بدر الصغرى. انتصر المسلمون على المشركين في هذه الغزوة نصر عظيم. غزوة دومة الجندل حدثت بالسنة الخامسة من الهجرة في شهر ربيع الأول. وخرج الرسول الكريم إلى الشمال في اتجاه دومة الجندل. وكان مع الرسول في هذه الغزوة ألف مقاتل. ولقد فرَت قبائل دومة الجندل ولم يبقى سوى رجل واحد فقط قام المسلمون بأسر هذا الرجل وعادوا به إلى المدينة ولقد أسلم بعد ذلك. وحصل المسلمون على عدد كبير من الغنائم في هذه الغزوة بفضل الله تعالى. غزوة بني المصطلق حدثت في السنة الخامسة من الهجرة في شهر شعبان. غزوة دومة الجندل: فنون عسكرية وأسرار تعبوية. ووقعت أحداث الغزوة في المريسيع وهي ماء لبني خزاعة في منطقة وادي قديد. كان الهدف من هذه الغزوة رد الهجوم حيث كان بني المصطلق يجتمعون معاً من أجل الهجوم على المدينة. وهجم المسلمون عليهم وانتصروا عليهم وغنموا منهم غنائم كبيرة. غزوة الخندق أو غزوة الأحزاب حدثت في السنة الخامسة من الهجرة في شهر شوال.
لم يَرُعْ نبينا صلى الله عليه وسلم، ولم يلتفت إلى كثرة عدد دومة الجندل، قدر أنه أيقنهم زَبَدَ بحر، يلفظ أنفاسه، وحين كُمُون عاصفة مرت به، وهذا شأن جنده تعالى أبدًا. إنه لو التفت نبينا صلى الله عليه وسلم - ولو التفاتة - إلى كثرة دومة الجندل عددًا، فما خرج يومًا لملاقاة عدو؛ ولأن سنة الله الماضية أن الباطل أكثر، وإنما كان هذا منه تعالى ابتلاء واختبارًا؛ ولأنه تعالى قال: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 3]. وإذ كان نبينا صلى الله عليه وسلم يسير الليل، ويكمن النهار [4] ، وهذا برهان أن ليلًا حالكًا سِتْرٌ بذاته، وهذا فن عسكري، يساعد على تخفِّي القوات المسلحة، وإن وُجدت قنابل مضيئة؛ لأنه يظل الليل ليلًا، ولأنه هذا خلقه تعالى، وما كان لأحد أن يوقف قدرًا عن رحيله وسيره، أو أن يبطئ قضاء عن عدله، أو أن يفرق غيثًا عن سيله، أو نجمًا عن ليله.
وما أشبه ليلًا ببارحته، وحين أُجْلِيَ بنو النضير لخيانتهم، وحين أَجْلَتْ دومةُ الجندل نفسها، بل وأُجليت أيضًا ولما سمعت زئير أسودنا باسلة، تتطلع إلى يوم تشخص فيهم أبصارها، فيرعدون منهم ويَزْبِدون، وإنما حل بها ما حل، ولاستكبارها وعتوها على نبيٍّ، جاءهم بالهدى ودين الحق. إن إقامة نبينا صلى الله عليه وسلم في دومة الجندل عدة أيام، ودون محاولة إخلاء واحدة، هذا ينبئ عن كم كانت قوة هؤلاء شكيمة، وحين أجلَوا عدوهم، وبزأرة من هناك؛ من بني تميم. لم يقم نبينا صلى الله عليه وسلم في ساحة دومة الجندل مجرد إقامة، بل حوَّلها إلى مركز للقيادة والسيطرة، وكعريش يوم بدر الكبرى تمامًا، وبعثًا لسراياه، وهذا إنكاء ما أشده، وكفَنٍّ عسكري باهر ما أنكأ أثره. {فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ} [الصافات: 177]، هذا الذي أصاب دومة الجندل، وعلى بعد أميال من صراخ بني تميم، وما بالنا لو نزل بساحتهم من قبلهم؟! وحين اعتقل محمد بن مسلمة رجلًا من دومة الجندل، وعرض صلى الله عليه وسلم عليه الإسلام، فأسلم من توِّها، وهذا أثر انهزام العدو، ولعله أن يحسن إسلامه يومًا، فكان خيرًا له. [1] صحيح مسلم: 177.
غزوة بواط: وقعت غزوة بواط في شهر ربيع الأوَّل في السنة الثانية هجرياً. غزوة سفوان: وقعت غزوة سفوان في شهر ربيع الأوَّل في السنة الثانية هجرياً. غزوة العشيرة: وقعت غزوة العشيرة في شهر جمادى الأولى في السنة الثانية هجرياً. غزوة بدر: وقعت غزوة بدر رمضان من السنة الثانية هجرياً. غزوة الكدر أو بني سليم: وقعت في شوال من السنة الثانية هجرياً، وتحديداً بعد غزوة بدر الكبرى التي رجع فيها المسلمين دون قتال. غزوة بني قينقاع: وقعت غزوة بني قينقاع في شوالٍ من السنة الثانية هجرياً، وفيها حاصر الرسول يهود بني قينقاع وأجلاهم عن المدينة المنورة. غزوة السويق: وقعت غزوة السويق في ذي الحجة في السنة الثانية هجرياً. غزوة ذي أمرَّ: وقعت غزوة ذي أمرَّ في محرم من السنة الثالثة هجرياً، وفيها غزا النبي نجدًا يريد قبيلة غطفان ولكن رجع النبي بدون قتالٍ. غزوة بحران أو الفرع من بحران: وقعت غزوة بحران أو الفرع من بحران في ربيع الأخر من السنة الثالثة من هجرياً، وفيها خرج فيها المسلمين يريدون قريشًا ولكن رجعوا بدون قتال. غزوة أحد: وقعت غزوة أحد في شوال من السنة الثالثة هجرياً، وفيها أنتصر المشركين بعد تحقيق المسلمين نصر أولي، وبعدها هزم المسلمين بسبب تركهم لمواقعهم الدفاعية وإنشغالهم بجمع غنائم الغزوة.