بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان ومن البدع التي أحدثها بعض الناس: بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان ، وتخصيص يومها بالصيام، وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه، وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، وما ورد في فضل الصلاة فيها فكله موضوع، كما نبّه على ذلك كثير من أهل العلم، وسيأتي ذكر بعض كلامهم إن شاء الله. وورد فيها أيضاً آثار عن بعض السلف من أهل الشام وغيرهم، والذي عليه جمهور العلماء: أن الاحتفال بها بدعة، وأن الأحاديث الواردة في فضلها كلها ضعيفة، وبعضها موضوع، وممن نبه على ذلك الحافظ ابن رجب في كتابه (لطائف المعارف) وغيره، والأحاديث الضعيفة إنما يعمل بها في العبادات التي ثبت أصلها بأدلة صحيحة، وأما الاحتفال بليلة النصف من شعبان فليس له أصل صحيح حتى يستأنس له بالأحاديث الضعيفة. وقد ذكر هذه القاعدة الجليلة الإمام أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
فضل ليلة ١٥ شعبان حيث أن ليلة النصف من شعبان أو يوم 15 من شعبان يُعد من أكثر الأيام المحببة عند المسلمين حيث يقومون بالعديد من الأشياء التي تقربهم من الله عز وجل، وذلك لأن شهر شعبان هو الشهر الذي يرفع فيه الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، حيث يقوم المسلمون بالصوم والصلاة والاستغفار والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك الشهر وهذا ما يجعلهم يتقربون إلى الله قبل دخول شهر رمضان الكريم. فضل ليلة ١٥ شعبان ذُكر في فضل ليلة النصف من شعبان العديد من أقوال العلماء والفقهاء، من هذه الأقوال والآراء ما قال أنه لا يوجد فضل فيها وأنها مثلها مثل أي شهر آخر، ومنهم من قال أنها لها فضل كبير وثواب عظيم، ومن هذه الأقوال التي أقرت بوجود فضل ليلة النصف من الشعبان قول الشيخ عطية صقر، حيث قال عن فضل ليلة النصف من شعبان أنها لها فضل كبير ولا يُمكن إنكار هذا الفضل ومن أهم الأفضال التي توجد به هو أنه يرفع أعمال المسلمين فيه إلى الله سبحانه وتعالى. والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى يجب أن يكون في جميع الأيام والشهور وليس في أيام معينة حيث قال بعض العلماء والفقهاء عن تلك الاحتفالات التي تقام في مثل هذه الأيام ما هي إلا بدعة ابتدعها المسلمون وأنه لا يوجد مثل هذه الاحتفالات تم ذكرها في الإسلام.
وقال عز وجل: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً النساء /65. والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهي نص في وجوب رد مسائل الخلاف إلى الكتاب والسنة، ووجوب الرضى بحكمهما، وأن ذلك هو مقتضى الإيمان، وخير للعباد في العاجل والآجل: (وأحسن تأويلاً) أي: عاقبة.
سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبد الله بن باز