4- أنه لا قوة للعبد على طاعة الله تعالى إلا بقوة الله تعالى وتوفيقه، ولا حول له على اجتناب المعاصي إلا بالله تعالى، وفي الصحيحين من حديث عبدالله بن قيس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا عبدالله بن قيس، ألا أعلِّمك كلمة [11] هي من كنوز الجنة: «لَا حَوْلَ وَلَا قُوةَ إِلا بِاللَّهِ» [12] ، قال النووي رحمه الله: قال العلماء: سبب ذلك أنها كلمة استسلام وتفويض إلى الله تعالى، واعتراف بالإذعان له، وأنه لا صانع غيره، ولا راد لأمره، وأن العبد لا يملك شيئًا من الأمر [13]. وقيل: معناه: «لا حول في دفع شر، ولا قوة في تحصيل خير إلا بالله». 5- الإيمان بهاتين الصفتين في الدنيا يفضي بصاحبه إلى أنه لا يتعلق إلا بالله، ولا يعتمد إلا على الله تعالى، ويتخلى عن كل ما دونه لعلمه أن ما دون الله ضعيف لا قوة له ولا حول، وهذه الحقيقة تنكشف يوم القيامة لمن تعلق بغير الله في الدنيا ولكن لا ينفعهم؛ قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴾ [البقرة: 165].
رواه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل عيادة المريض، برقم (2569).
فالحافظ ابن كثير -رحمه الله- ذكر النتيجة وهي النصيب، لهم نصيب، فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مأخوذ من مقاسمة السقاة كما ذكرنا، أي نصيباً، فهذا تمثيل، أعني التعبير بالذَّنوب، ولأن ذلك مستعمل عندهم، فجعل الذنوب مكان الحظ والنصيب، هذا الذي فسره به كثير من أهل العلم من أهل اللغة وغيرهم من المفسرين كابن جرير، ومن المعاصرين الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله.