الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. اختيار هذا الخط
مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 10/7/2017 ميلادي - 16/10/1438 هجري الزيارات: 59124 تزكية النفس في أدعية النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا الحقُّ سبحانه عن طبيعة النفس فقال: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾ [الشمس: 7، 8]، وأن الفلاح في تزكيتها، فقال: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 9، 10]. وموضوع تزكية النفس موضوعٌ عريض، وقد كتب فيه العلماءُ الكثيرَ الطيب، ومما ينفع في هذا الباب التوجُّه إلى الله سبحانه، والاستعانة به في تزكية النفس وصلاح القلب. وقد لاحظت اهتمام كثيرٍ من الناس بالاستعاذة من شرور اﻵخرين، وهذا حقٌّ، فقد علَّمنا الحقُّ سبحانه أن نستعيذ من خمسةِ شرور في سورتي المعوذتين، هي: 1- شر المخلوقات كلِّها. دعاء عن نفسي ماجد المهندس. 2- والشرور التي تحدثُ في الليل عندما يُقبِل بظلامه. 3- وشر النفوس الخبيثة من السواحر. 4- وشر الحاسدين الذين يتمنَّون زوالَ النِّعم عن أصحابها. 5- وشرِّ شياطين الجن واﻹنس. ولكن بعض الناس ربما لا يعلمون خطورة شرِّ النفس، وأثر ذلك على دينه ودنياه. وقد ورَد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خص النفس بدعوات مباركة لإصلاحها وتزكيتها، والاستعاذة بالله سبحانه من شرورها.
و في رواية: ((... وَاتَّقُوا الشُّحَّ، فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ ، وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ))( [7]). دعاء عن نفسي بالانجليزي. فقد جاء عن سفيان الثوري رحمه اللَّه تعالى أنه قال: ((كنت أطوف بالبيت، فرأيت رجلاً يقول: ((اللَّهم قني شح نفسي)) لا يزيد على ذلك، فقلت له، فقال: ((إني إذا وقيت شُحَّ نفسي لم أسرق، ولم أزن، ولم أفعل))، وإذا الرجل عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه. (8)) و قوله: (( واجعلني من المفلحين)): أي الفائزين في الدنيا، والآخرة، ومن حصل له ذلك، فقد أدرك كل مطلوب، ونُجّي من كل مرهوب. ونختم بكلام جامع للعلامة السعدي – رحمه اللَّه تعالى، قال: ((ووقاية شُح النفس لكل ما أمر به العبد، ونهي عنه، فإنه إن كانت نفسه شحيحة، لا تنقاد لما أمرت به، ولا تخرج ما قبلها من النفقات المأمورة بها لم يفلح، بل خسر الدنيا والآخرة، وإن كانت نفسه سمحة مطمئنة منشرحة لشرع اللَّه طالبة لمرضاته؛ فإنها ليس بينها وبين فعل ما كلفت به إلا العلم به، ووصول معرفته إليها، والبصيرة بأنه مُرضي للَّه تعالى، وبذلك تفلح وتنجح، وتفوز كل الفوز))( [9]). وفي ختام هذه الآية من آيات الدعاء نكون قد ختمنا شرح آيات الدعاء في هذا الكتاب الطيب الذي أحسن المؤلف وفقه اللَّه في اختيار أفضل الأدعية القرآنية الجامعة لكل خيرات الدنيا والآخرة.
( [11]) أخرجه ابن ماجه، برقم 3846، وأحمد، برقم 25137، وسبق تخريجه في آخر شرح الدعاء رقم 29. ( [12]) البخاري، كتاب التعبير، باب المفاتيح في اليد، بعد الحديث رقم 7013. ( [13]) فقه الأدعية والأذكار لعبد الرزاق البدر، 2/ 59. ( [14]) شأن الدعاء للخطابي، ص 15- 16. ( [15]) نقلاً عن الفتوحات الربانية، 1/ 17.