ما معنى الرجس في آية التطهير ؟ الآن الحوار المباشر - الحلقة 1 - YouTube
ثم قرأ هذه الآية: ( فاجْتَنِبُوا الرّجْسَ مِنَ الأوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ). حدثني أبو السائب, قال: ثنا أبو أسامة, قال: ثنا سفيان العصفري, عن أبيه, عن خُرَيم بن فاتك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عُدِلَتْ شَهادَةُ الزُّورِ بالشِّرِك باللهِ" ثم قرأ: ( فاجْتَنِبُوا الرّجْسَ مِنَ الأوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ). حدثنا أبو كريب, قال: ثنا مروان بن معاوية, عن سفيان العُصفريّ, عن فاتك بن فضالة, عن أيمن بن خريم, أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قام خطيبا فقال: " أيُّها النَّاسُ عُدِلَتْ شَهادَةُ الزُّورِ بالشِّركِ باللهِ" مرّتين. ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فاجْتَنِبُوا الرّجْسَ مِنَ الأوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ). ويجوز أن يكون مرادا به: اجتنبوا أن ترجسوا أنتم أيها الناس من الأوثان بعبادتكم إياها. فإن قائل قائل: وهل من الأوثان ما ليس برجس حتى قيل: فاجتنبوا الرجس منها؟ قيل: كلها رجس. وليس المعنى ما ذهبت إليه في ذلك, وإنما معنى الكلام: فاجتنبوا الرجس الذي يكون من الأوثان أي عبادتها, فالذي أمر جل ثناؤه بقوله: ( فاجْتَنِبُوا الرّجْسَ) منها اتقاء عبادتها, وتلك العبادة هي الرجس, على ما قاله ابن عباس ومن ذكرنا قوله قبل.
7. { وَالَّذِينَ سَعَوْ فِي ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ} [سبأ: 5]. 8. { هَٰذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِءَايَٰتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ} [الجاثية: 11]. 9. { وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 5]. هل لاحظتم شيئاً غريباً في هذه الآيات؟ لنكتب هذه المعجزة: تكرر الرجس في القرآن 10 مرات في 9 آيات في 7 سور. تكرر الرجز في القرآن 10 مرات في 9 آيات في 7 سور. سبحان الله! مع أن الآيات والسور مختلفة في تكرار كلتا الكلمتين، ولكن بالنتيجة جاء عدد الكلمات 10 وهذا يذكرنا بقوله: (تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ) [البقرة: 196].. وعدد الآيات في كلتا الحالتين هو 9 آيات وهذا يذكرنا بقوله: (وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ ءَايَٰتٍ بَيِّنَٰتٍ) [الإسراء: 101]. وعدد السور 7 في كلتا الحالتين.. وهذا العدد يذكرنا بعدد أبواب جهنم لأن الرجز هو عذاب من الله.. والرجس هو نجاسة من الشيطان.. قال تعالى: { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَٰبٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ} [الحجر: 44]. لاحظوا معي أن هناك سورة مشتركة بين الحالتين وهي سورة الأعراف وهي رقمها 7 في القرآن!
استخدم النص القرآني ضمن الألفاظ التي وردت في محكم التنزيل، لفظ الرجز في بعض المواضع، كما استخدم لفظ الرجس في مواضع أخري، ورغم أن اللفظين قريبين من بعضهما، إلا أن بينهما فرق له دلالته في داخل سياقات الآيات القرآنية التي وردت بها اللفظة. معني لفظ الرجز ودلالاته جاءت مادة (رجز) في معاجم اللغة للدلالة على اضطراب في الشيء، ومن بين هذه الاستخدامات 1 – الرجز هو داء يصيب الإبل في أعجازها، فإذا ثارت الناقة اضطربت فخذاها. 2- والرجازة عبارة كساء أو جراب يعلق بأحد جانبي الهودج الموضوع فوق الجمل ويوضع به بعض الأحجار إذا مال الجمل، فيحدث اضطراباً. 3- إذن وبحسب المعاجم العربية مرجع مادة رجز يعني الاضطراب. 4- كما وردت لفظة الرجز في القرآن الكريم في عشرة مواضع فقط، وفي جميعهم وردت بصيغة الاسم، كقوله تعالى في الآية 11من سورة الأنفال: {ويذهب عنكم رجز الشيطان}. 5- حمل معني الرجز في القرآن الكريم، ثلاثة معان، فقد جاء بمعنى العذاب، الكيد، الصنم، وذلك حسب سياق الآية. 6- في الآية رقم 59من سورة البقرة {فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء} ورد اللفظ بمعني العذاب. 7- بينما قال ابن زيد، أن المقصود بالرجز في الآية هو مرض الطاعون.
[7] المصدر السابق الخطبة رقم 3. [8] المصدر السابق الخطبة رقم 224. [9] المصدر السابق الحكمة رقم 236. [10] المصدر السابق الخطبة رقم 33. [11] سورة النساء الآية رقم 69-70.
الرجس والرجز.. إعجاز وبلاغة ما هو الفرق بين الرجس والرجز في القرآن؟ وهل هناك معجزة من وراء ذلك…. أي كلمة تحبث عنها في القرآن الكريم فإنها تأخذك إلى آفاق لم تكن تتصورها.. وهذا ما حدث عندما بحثنا عن الرجس والرجز في القرآن… الرجس في القرآن الكريم تكرر الرجز في القرآن 10 مرات في 9 آيات في 7 سور: { يَٰأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَٰمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَٰنِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90]. { فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَٰمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 125]. { قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [الأنعام: 145].