ويتميز المطبخ السوري بشكلٍ عام والمطبخ الحلبي بشكلٍ خاص بتنوع أطباقه، الأطباق السورية غنية بالزيتون، البندق والفستق، وحلب بالذات مشهورة بأطباقها الذيذة وبحب أهلها للقمة الهنيئة حلب أرض المحاشي والكبب، لذلك ليس من المفاجئ بأن يفوز مطبخها بجائزة التذوق العالمية من قبل أكاديمية الطهي والتذوق العالمية من فرنسا عام 2007. وتعتبر حلب مدينة جذب ستراتيجية على طريق الحرير العديد من السكان من كافة الأعراق والمعتقدات ليقطنوا فيها ويستفيدوا من وقوعها بين الصين وبلاد الرافدين من الشرق وأوروبا من الغرب، ومصر في الجنوب. مسيرة أنصار مرسي بالجيزة تهتف ''بيب بيب .. فين الأنابيب'' - منتديات المطاريد. تحوي حلب على أكبر سوقٍ شرقيٍ مسقوفٍ في العالم، بمساحةٍ كلية تصل حتى 16 هيكتاراً وبطولٍ يصل حتى 16 كيلومتراً. حلب هي مدينة الفن والفنون ولايمكن ذكر الفن في الوطن العربي دون ذكر حلب, فقد كان سيف الدولة يهتم بالعلوم، وظهر في عصره عدد من الأطباء المشهورين، مثل عيسى الرَّفي المعروف بالتفليسي، وأبو الحسين بن كشكرايا، كما ظهر أبو بكر محمد بن زكريا الرازي الذي كان أعظم أطباء الإسلام وأكثرهم شهرة وإنتاجا. ومن أبرز الفلكيين والرياضيين الذين ظهروا في عصر الحمدانيين في بلاد الشام أبو القاسم الرَّقي، والمجتبى الإنطاكي وديونيسيوس وقيس الماروني، كما عُني الحمدانيون بالعلوم العقلية كالفلسفة والمنطق، فلَمع نجمع عدد كبير من الفلاسفة والمفكرين الإسلاميين في بلاط الحمدانيين، مثل: الفارابي، وابن سينا.
هذه المُعطيات يضعها الفيلم أمامنا في أول خمس دقائق, وهي تشرح أسلوب حياة "السائق" ببلاغة بصرية ترسم المعنى دون حاجة لحشو الكلام, فقط أغنية NightCall الجميلة, مع لقطات للمطاردة الأولى بينه وبين الشرطة, يتم تصويرها بأسلوب المخرج سام باكنباه في رائعته The Getaway؛ حيث البطولة لصوت المحيط الخارجي, صوت السيارة, مع استغناء كامل عن لقطات التدمير الصاخبة. ثم بعد هذا التعريف الموجز لحال "السائق" يبدأ الفيلم في نسج خيوط "العقدة" حوله, وتكون البداية حين يلتقي بجارته –كاري موليغان- فيحبها حباً صامتاً لا يستطيع التصريح به حياءً منها, دون أن يدرك أن هذا الحب الصامت ستكون له نتائجه الدموية فيما بعد حين يتقاطع قدرُ هذه الحبيبة مع عصابة مافيا يهودية. كرتون بيب بيب. حبكة الفيلم التي اشتملت على جريمة وسطو ومطاردة لا تعبر عن القيمة الحقيقية للفيلم, فهو ليس فيلم جريمة عادياً يضج بمشاهد التدمير وطلقات الرصاص, بل يتجاوز ذلك نحو جمالية الشكل وجمالية "الفضاء" الذي احتوى حكايته, فالموسيقى والأغاني التي اختارها المخرج تبدو كما لو أنها صنعت خصيصاً من أجل إضفاء لمسة الغموض على الصورة, كما جاءت اللقطات بكوادرها الثابتة ونقلاتها الناعمة متجانسة مع طبيعة البطل, حتى ليبدو الفيلم في النهاية وكأنه يريد أن يرتدي –شكلاً ومضموناً- ثوب الغموض وهالة السحر التي تحيط ب"السائق" الجنتل.. فمادام البطل قد سحرنا بغموضه فلم لا يعكس الفيلم كله سحر الغموض هذا؛ بلقطاته وموسيقاه.
ليس دفاعا عن بيب غوارديولا، ولكنه دفاع عن الاحترافية في عالم كرة القدم، أنا جزائري وأحب رياض محرز وأعتبره واحدا من أفضل لاعبي العالم حاليا، لكن رغم كل هذا الحب والتقدير له فلا يمكنني وصف ما حدث له إهانة من قبل مدربه الإسباني بيب. ولكن أصابني الكثير من الاستغراب والدهشة بعد لقطة بيب ومحرز بسبب أنها أخذت حيزا أكثر من حجمها، وكان الأجدر تحليل المباراة فنيا بدل الاهتمام بتفاصيل صغيرة، فهي لقطة عادية جدا تحدث كثيرا مع بيب أو غيره. لقطة المدرب غوارديولا واللاعب الجزائري رياض محرز أسالت الكثير من الحبر والعديد من التحليلات والشرح، وأخذت مساحة ووقتا أكثر من حجمها. أعتقد أن القضية أخذت أكثر من قدرها وقيمتها، فأين الضرر في أن مدربا يشرح أو حتى يوبخ لاعبا في الملعب؛ هذا أمر عادي، وشاهدنا العديد من هذه اللقطات في أكثر من مباراة. العقل الجمعي العربي في كل مناسبة تتعلق بلاعب عربي، تكون هناك مبالغة وتضخيم للأمور، يبدأ الجمهور الرياضي العربي في تقديم الانتقادات، واعتبار أن ما حدث مقصود وأن الهدف منه هو الإهانة أو التقليل من التقدير، مثلما حدث بين بيب ومحرز، وأعتقد أنه من الواجب أن نتصف بالموضوعية عند طرح مثل هذه الأفكار من دون روية أو من دون دليل واضح.