صاحب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأَكثرهم حديثًا عنه، اسمه عبد الرحمن بن صخر، وإِنما هو مشهور بكنيته، وورد عنه أنه قال: كان اسمي في الجاهلية عبد شمس بن صَخْر، فسماني رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم عبد الرحمن، وكُنيت أبا هريرة؛ لأني وجدت هِرَّةً فحملتها في كمِّي، فقيل لي أبو هريرة، وفي صحيح البُخَارِيِّ أنّ النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم قال له: "يَا أَبَا هِرٍّ". وكان أبو هريرة يقول: نشأتُ يتيمًا وهاجرتُ مسكينًا وكنتُ أجيرًا لبُسرَة بنت غَزوان بطعام بطني وعُقْبَةِ رِجْلي، فكنتُ أخدم إذا نزلوا وأحدوا إذا ركبوا فزوّجنيها الله فالحمد لله الذي جعل الدين قِوامًا وجعل أبا هريرة إمامًا.
[٢٠] وكان أبو هريرة -رضي الله عنه- أكثر الصَّحابة حِفظاً عن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- وأكثرهم ملازمةً له، فكان يذهب معه حيثما ذهب. [٢١] وفاة أبي هريرة تُوفّيَ أبو هريرة -رضي الله عنه- سنةَ سبعٍ وخمسينَ للهجرة، [٢٢] حيث مَرِض أبو هريرة -رضي الله عنه- مرضَ الموتِ، فبكى وقال: "أَمَا إِنِّي لاَ أَبْكِي عَلَى دُنْيَاكُمْ هَذِهِ، وَلَكِنِّي أَبْكِي لِبُعْدِ سَفَرِي وَقِلَّةِ زَادِي! أَصْبَحْتُ فِي صُعُودٍ مُهْبِطَةٌ عَلَى جَنَّةٍ أَوَ نَارٍ فَلاَ أَدْرِي إِلَى أَيِّهِمَا يُسْلَكُ بِي"، وكان ذلك دليلاً على زُهدِهِ في الدُّنيا -رضي الله عنه-. تعريف بأبي هريرة رضي الله عنه - موضوع. ورُوي أنَّه دخل عليه مروان بن الحَكَم في مرضه ودعا له بالشِّفاء، فقال أبو هريرة -رضي الله عنه-: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّ لِقَاءَكَ فَأَحِبَّ لِقَائِي"، [٢٣] ومات -رضي الله عنه- في السَّنةِ التي ماتت فيها السيدة عائشة -رضي الله عنها-، وقيل أيضاً إنه تُوفّي في سنة ثمانٍ وخمسين، ومنهم من قال سنة تسعٍ وخمسون. [٢٤] المراجع ↑ أبو الوليد الباجي ( 1406)، كتاب التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح (الطبعة الأولى)، الرياض - المملكة العربية السعودية: دار اللواء للنشر والتوزيع، صفحة 1276، جزء 3.
بتصرّف. ↑ ابن منظور (1402ه)، كتاب مختصر تاريخ دمشق (الطبعة الأولى)، دمشق-سوريا: دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر، صفحة 181، جزء 29. بتصرّف. ^ أ ب ت شمس الدين الذهبي (1405ه)، كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة (الطبعة الثالثة)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 586، جزء 2. بتصرّف. ↑ محمد عجاج الخطيب (1400ه)، كتاب السنة قبل التدوين (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر، صفحة 413، جزء 1. بتصرّف. عبد الرحمن بن صخر الدوسي. ↑ محمد عجاج الخطيب (1402ه)، كتاب أبو هريرة راوية الإسلام (الطبعة الثالثة)، القاهره- مصر: دار وهبة، صفحة 80، جزء 1. بتصرّف. ↑ ابن منظور (1402)، مختصر تاريخ دمشق ، دمشق-سوريا: دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر، صفحة 181، جزء 29. بتصرّف. ↑ ابن منظور (1402ه)، كتاب مختصر تاريخ دمشق (الطبعة الأولى)، دمشق-سوريا: دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر، صفحة 182، جزء 29. بتصرّف. ↑ برهان الدين اللقاني (1432ه)، كتاب بهجة المحافل وأجمل الوسائل بالتعريف برواة الشمائل (الطبعة الأولى)، اليمن: مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية، صفحة 120، جزء 1. بتصرّف. ↑ محمد عجاج الخطيب (1400ه)، كتاب السنة قبل التدوين (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر، صفحة 420، جزء 1.
[١٠] ولم يُذكر شيءٌ عن حياته قبل إسلامه سِوى ما أخبر به هوَ، فقد كان يرعى أغناماً لأهله حاله كحالِ أبناء جِلدته في البادية، وعندما تُوفّيَ والدُه كان أبو هريرة صغيراً، فنشأ يتيماً وعانى من صعوبة المعيشة. اكتب بأسلوبي أربعة اسطر عن أهمية العيد. [١١] وكان إسلامه بين الحديبية وخيبر، فشهدَ فتح خيبر، [١٢] وكان له منزلٌ في ذي الحُليفة، وقد تصدَّقَ بمنزله على مواليه. [١٣] صفات أبي هريرة الخُلُقيَّة والخَلْقِيَّة عُرِف أبو هريرة -رضي الله عنه- بالعديد من الصفات، وفيما يأتي ذكرها: صِفاتُه الأخلاقيَّة كانَ أبو هريرةَ -رضي الله عنه- ورِعاً وملتزماً بسنَّةِ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، يأمرُ النَّاسَ بالمعروفِ ويَنهاهم عن المنكرِ، ويَحترمُ كرامةَ الإنسانِ، فلا يفرِّق بين أحَدٍ لعرقِهِ أو نسبهِ أو مالهِ، وكانَ كثيرَ العبادةِ والصَّومِ وقيامِ الليلِ، ويخشى الله -سبحانه وتعالى- في سِرِّه وعَلَنِهِ، وقد كان صابراً على الفقرِ الشَّديدِ. [١٤] وكانَ ينصَحُ النَّاسَ ويطبِّق الأمرَ على نفسِه قبلَ الآخرين، وهو شديدَ التمسُّكِ بسنَّةِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن ذلك أنَّ ابنته كانت تقول له: "يَا أَبَتِ، إِنَّ البَنَاتَ يُعَيِّرْنَنِي، يَقُلْنَ: لِمَ لاَ يُحَلِّيكِ أَبُوكِ بِالذَّهَبِ؟، فيقول: يَا بَنَيَّةَ، قُولِي لَهُنَّ: إِنَّ أَبِي يَخْشَى عَلَيَّ حَرَّ اللَّهَبِ".
بتصرّف. ↑ "هل ثبت عن أبي هريرة أنه جاهد وغزا مع رسول الله" ، إسلام ويب ، 28-5-2014، اطّلع عليه بتاريخ 6-9-2021. بتصرّف. ↑ مجموعة من المؤلفين، أرشيف ملتقى أهل الحديث ، صفحة 49. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1876، صحيح. ↑ محمد عجاج خطيب (1982)، أبو هريرة راوية الإسلام (الطبعة 3)، صفحة 92-94. بتصرّف. ↑ محمد عجاج خطيب (1982)، أبو هريرة راوية الإسلام (الطبعة 3)، صفحة 100 - 101. بتصرّف.