الخطوة الخامسة: العلم بأحكام رمضان معرفة الأشياء خير من جهلها، والمسلم الحق هو الذي يعبد الله عن علم ومعرفة ويقين. لذلك يجب على المؤمن أن يستقبل رمضان ويستعد له بمعرفة شروطه و أحكامه وموانعه وغيرها من المسائل الفقهية المتعلقة به، حتى لا يخطئ في جنب الله وهو غافل، أو يعصيه من حيث لا يدري. فمصادر العلم في زمننا كثيرة وينابيعه في عصرنا غزيرة. وقد أوصانا الحق تعالى بالتفقه في أمور ديننا فقال: (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)[ الأنبياء:7]. الخطوة السادسة: التوبة الصادقة لأننا بشرٌ، تارةً نخطئ وتارةً نصيب! فالمسلم مهما بلغت درجات إيمانه معرض للخطأ، والمؤمن مهما وصلت درجات تقواه قابل لِلزَّلَلِ. ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية - عرض مشاركة واحدة - إياك أن تكون منهم !. ومن حسن حظ العباد أن الله رحيم بهم، يصفح عنهم ويغفر لهم ولا يآخذهم بأخطائهم ان اعترفوا بها وندموا عليها. لذلك، يتعين على المسلم أن يستقبل رمضان وكله عزم على ترك الآثام والسيئات، والتوبة الصادقة من جميع الذنوب، والإقلاع عنها وعدم العودة إليها كي يتوب الله عليه، ويخرج من رمضان نقيا طاهرا كيوم ولدته أمه. الخطوة السابعة: فتح صفحة جديدة مادام في الجسد نَفَسٌ فالفرصة قائمة، وما دام في القلب روح فالأوان لم يَفُتْ.
إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمصار عقب وفاة صاحب الرسالة وأحلوا بها وفي صدورهم وعلى ألسنتهم أحاديث النبي عليه السلام وسمعها منهم التابعون في كل مصر من الأمصار التي فتحها الإسلام. وكانت هذه السُّنَّة مصابيح هدى بعد القرآن لدى المسلمين الأوائل. ولذلك لما رأى الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز جمع السُّنَّة وتدوينها على نطاق واسع، دبت حركات الجمع في كل الأقطار. اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي. في المدينة، وفي مكة، وفي البصرة، وفي الكوفة، وفي اليمن وفي خراسان، وفي واسط، وفي مصر، وفي غيرها. وإن النهي عن كتمان العلم، والسُّنَّة من أشرف العلوم الإسلامية، كان يوحي لحفاظ السُّنَّة من الصحابة رضي الله عنهم أن يحدثوا بها الناس، ويبلغوها كما يبلغون القرآن. ومن هذا يتبين أن السُّنَّة كان لها وجود قوي يوم نزل قوله عز وجل: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} وكانت هي من عناصر كمال الدين الخالد العظيم. كما كان لهذه السُّنَّة حياة، وأي حياة، في عصر الخلفاء الراشدون الأربعة، قبل عصر عمر بن عبد العزيز بأكثر من خمسين عاماً، فكل منهم – رضي الله عنهم – كان يعمل في حكمه وقضائه وسلوكه وفتاويه بالكتاب العزيز، ثم بالسُّنَّة الطاهرة إذا لم يجدوا في كتاب الله نصاً فيه حكم ما يعرض لهم من مشكلات.