18-10-2013 نحن في المملكة العربية السعودية في وطن أشبه بالقارة، أسّس كيانه بطل مغوار، ليس له مثيل في هذا العصر، بطل متدين، متوكل على خالقه بكل حركاته وسكناته، أمامه هدف، سعى للوصول إليه، سعى لاسترداد ملك آبائه، ولمّا أكرمه الله بذلك شكر النعمة، فحوّل بهذا الشكر هذه البلاد المترامية والمتباعدة من الفرقة والشتات إلى الجمع والوئام، حوّلها من الفقر والسلب والنهب إلى الغنى والأمن والاطمئنان والاستقرار، باتت مع الزمن مضرب المثل. هذا البطل هو صقر الجزيرة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - قامت بلاده على التوحيد، دستورها الكتاب والسنة، وما كان عليه سلف الأمة. في عهده - رحمه الله - ركَّز على تدريس (العلوم الشرعية) باعتبارها أشرف العلوم وأزكاها، وعليها المتكأ في شؤون الحياة، فكانت (المعاهد العلمية) من العطايا (الخيّرة) لهذا البطل، فاضت عن نظرته الاستشرافية لمستقبل البلاد، ثم جاء عقبه بعده فعضّوا على منهجه - رحمه الله - وتوالى هذا الاهتمام حتى هذا العصر التنموي الذهبي، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - أدامه الله - محرك (راية) العلم والحوار ومرفرفها، يعضده ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - نصير حلقات تحفيظ القرآن الكريم.
سمعتُ غير واحد من أساتذتها وهو يثني على جهود هذا الرجل الهمام، وحرصه على تمسك الجامعة بهويتها الشرعية من أن تُخدش، كيف لا! وهي المعين الذي لا ينضب، تزود المؤسسات الدينية والشرعية برجالها المتحصنين بالعلم الشرعي، من خلال كليات الشريعة والمعهد العالي للقضاء، وكذلك الدعوة. لك أن تمر بجوار أسوارها الغربية والشمالية؛ لتشاهد (النفرة الإنشائية) في حرمها. من خلال ورش العمل الدؤوبة استطاع مديرها القوي بإيمانه، وإخلاصه لدينه وقيادته ووطنه، أن يستغل ميزانية الخير خير استغلال، ويستغل الدعم اللوجستي لمن لدن القيادة. ويبدو - والله أعلم - أن الرجل بإخلاصه - ولا أزكيه - قد وُفّق برجال من النخب، هم الآخرون مخلصون وأمناء، بدليل أنك ترى ثمرة جهودهم جميعاً أمام ناظريك، ناهيك عن المناشط والفعاليات العلمية وغيرها، مما يخدم الوطن والمجتمع، تراها وهي تتزاحم في عهد هذا (العرّاب) مثل هذه الإنجازات الكبيرة والواضحة للعيان، نالت إعجاب المهتمين من الداخل والخارج. رأينا كيف أثنى (خادم السنة) الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - على هذه الجامعة بمناسبة حصولها على الترتيب المتقدم في التصنيف الجديد للجامعات، الذي تبوأت بموجبه الجامعة مرتبة متقدمة عالمياً؛ لتدخل ضمن أفضل مائة جامعة آسيوياً، وتحقيقها المرتبة الثالثة على مستوى الجامعات العربية والسعودية.
وتنازع أهل المدينة من الأنصار أيهم ينزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته.